النجاح الذي يمكنك تحقيقه إنما يعود إلى ثلاثة متغيرات هي كالتالي :



ما تراه من حولك.



كيفية تفسيرك لما تراه.



رد فعلك حيال ما رأيته وفسرته.



حيث أنه وفي هذه اللحظة التي ربما تكون فيها جالس على كرسي لتقرأ هذا المقال يوجد من حولك ألآف الأشياء ولكن عقلك وبطريقة آلية يتجاهل كل هذه الأشياء ويجعلك تركز في شيء واحد وهو قراءة المقال الذي أمامك ومحاولة فهمه.



وهكذا فإننا ومن كل ما حولنا من معلومات ومثيرات نختار أشياء قليلة لكي نلاحظها ونهتم بها ومن ثم نركز عليها ، فمثلا تجد الأم تستجيب على الفور لصراخ رضيعها متجاهلة أي مثيرات أخرى ، وبنفس الكيفية تجد أنك تهرع لتجيب جرس التليفون ، ويصل تركيزك إلى مستوى عالي عندما تراجع حسابك في البنك أو الفواتير التي عليك ، وهكذا فإن ما نراه ونركز عليه انتباهنا يحدد اتجاهنا ومصيرنا.



وفي هذا السياق نلاحظ أن ذوي الانجاز العالي يرون ومن ثم يركزون على أشياء قد لا يراها الآخرون أو أنهم يرون نفس الأشياء ولكن بمنظور مختلف ، فمثلا هم لا يرون البرامج التليفزيونية التي يراها الآخرون جذابة وخلابة ، وهم يرون فرصا قد يفقدها غيرهم كما أنهم يرون حلول لبعض المشاكل قد لا يدركها الآخرون.



أما فيما يتعلق بكيفية تفسير الأشياء فمن المشهور عن شكسبير قوله أنه لا شيء جيد أو سيء في حد ذاته ولكن تفكير الانسان في هذا الشيء هو الذي يكسسبه صفة الجودة أو السوء ، وكلنا يعرف قصة الكوب الذي نصفه فارغ ونصفه الآخر مملوء حيث أن تفكير الانسان هو الذي يحدد أي النصفين سوف يرى ، إذن الفرق هنا هو أن ذوي الانجاز العالي دائما ما يفسرون الحياة بطريقة تكون في مصلحة تحقيق نجاحهم ، فبينما يفسر الشخص العادي الانهيار الاقتصادي كعامل مهدد لعمله فإن غيره يجد فيه الفرصة للنمو والتطور ، وبينما يرى الشخص العادي مشكلة ما فإن الآخر يراها فرصة لابد من إغتنامها ، وعلى ذلك فإن الفائزين يفسرون الأشياء بشكل مختلف فهم يجدون الحلول ويغتنمون الفرص ويفسرون الأشياء بنظرة متفائلة.



وفي نهاية المطاف فإن كل ما سبق لابد أن ينتهي بفعل فتجد الناجحين عادة ما يستيقظون مبكرا لأداء أعمالهم ويعملون بجد أكثر من غيرهم لأن الحياة الناجحة لا يمكن إدراكها فقط بالنية والتمني ولكن النجاح يكون دائما نتيجة لنشاطاتنا


اليومية.



إن الخطوات نحو النجاح في هذا السياق تبدأ بإحاطة أنفسنا بأشياء تساعدنا على التحرك للأمام مثل الكتب الجيدة والمفيدة التي يجب قراءتها بصفة دورية ، والبرامج السمعية والتليفزيونية التي نتخبها للاستماع والمشاهدة يوميا ، بالاضافة إلى الاتصال بأناس على قدر من الذكاء والموهبة من شأنهم إثراء حياتنا وتحفيزنا على الابداع والتقدم.



اما لو عشنا في خضم الضغوط والمشاكل اليومية والهموم المتراكمة وغرقنا في كل ذلك فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك فينا وعلينا وأقل التاثير هو فتور حماستنا وقلة إنجازنا لكن لو تفائلنا وبحثنا عن الفرص لنستغلها واتصفنا بالتصميم والشجاعة والصبر ونظرنا للأشياء بنظرة أمل فسوف يزيد ذلك من إنجازنا وبالتالي نقترب أكثر من النجاح الذي نريده لآنفسنا.