ينبغي على الحاج الكريم عندما يعزم على أداء فريضة الحج وبعد قيامه بكل مستحبات وآداب السفر وقبل الخروج من منزله أن يضع نصب عينيه عدة أمور تهيئه للقيام بهذه الفريضة على أكمل وجه وهي:


-تهيئة الزادوالنفس:
قال الله تعالى الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقوني ياؤلي الألباب ).
سورة البقرة الآية 197


وورد عن ابن عباس في تفسيره هذه الآية قوله: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون , فإذا قدموا مكة سألوا , فأنزل الله تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).

وعن الإمام علي (ع) قال: إذا أردتم الحج فتقدموا في شرى الحوائج ببعض ما يقويكم على السفر , فإن الله عز وجل يقول : ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة).
سورة التوبة الآية 46

وعن الصادق (ع) أنه قال لعيسى بن منصور: يا عيسى إني أحب أن يراك الله عز وجل فيما بين الحج الى الحج وأنت تتهيأ للحج.
الكافي 4/281/1

وعنه عليه السلام قال: من أراد الحج فتهيأ له فحرمه , فبذنب حرمه.

-الإخلاص في النية:
عن النبي (ص) قال: يأتي على الناس زمان يكون فيه حج الملوك نزهة , وحج الأغنياء تجارة , وحج المساكين مسألة.
التهذيب 5/462/1613

وعنه (ص) قال: يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة , وأوساطهم للتجارة , وقراؤهم للرياء والسمعة, وفقراؤهم للمسألة.
تاريخ بغداد 10/296

وعن الإمام الباقر (ع) قال: إن النبي (ص) حمل جهازه على راحلته : قال : هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة .
المحاسن 1/170/259

-التعجيل في الخروج:
عن النبي(ص) قال : عجلوا الخروج الى مكة , فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة.
السنن الكبرى 4/555/8695

-تعلم مناسك الحج :
عن الإمام الباقر (ع) قال: إن الله عز وجل أمر إبراهيم ببناء الكعبة وأن يرفع قواعدها , ويري الناس مناسكهم.
الكافي 4/205/4

عن زرارة أنه قال للإمام الصادق (ع): جعلني الله فداك, اسألك في الحج منذ أربعين عاما فتفتيني !
فقال عليه السلام : يا زرارة , بيت يحج قبل أدم (ع) بألفي عام , تريد ان تفنى مسائله في أربعين عام؟!
الفقيه 2/519/2111

وعن الإمام الصادق (ع) قال: كانت الشيعة قبل ان يكون ابو جعفر , وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان ابو جعفر , ففتح لهم , وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم.
الكافي 4/334/12
-تطهير المال:
والخطوة الأولى في هذا الأمر تبدأ من الإلتفات الى ماله الذي قد يكون قد تعلقت فيه الحقوق الشرعية (الخمس).لذا فإن على الحاج الكريم قبل توجهه الى أداء فريضة الحج ان يقوم بأداء خمس أمواله التي تعلق فيه هذا الحق . وإلا فإن ذلك قد يؤدي الى بطلان حجه في بعض الفروض.

عن النبي (ص) قال: من تجهز وفي جهازه علم حرام لم يقبل الله منه الحج .
المحاسن 1/170/259

وعن الإمام الصادق (ع) قال: إذا اكتسب الرجل مالا من غير جله , ثم حج فلبى نودي : لا لبيك ولا سعديك , وان كان من حله فلبى نودي : لبيك وسعديك.
الكافي5/124/3

وعن الإمام الكاظم (ع) قال: إنا أهل بيت , حج صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا.
الفقيه 1/189/577

-التزود من أطيب الزاد:
عن النبي (ص) قال : ما من نفقة أحب الى الله عز وجل من نفقة قصد , ويبغض الإسراف إلا في الحج والعمرة , فرحج الله مؤمنا كسب طيبا , وأنفق من قصد , أو قدم فضلا.
الفقيه 3/167/3621

روى السيخ الصدوق: كان علي بن الحسين (ع) إذا سافر الى مكة للحج أو العمرة تزود من أطيب الزاد ومن اللوز والسكر والسويق المحمص والمحلى.
الفقيه 2/282/2455

-الدعاء عند الخروج:
يستحب للمرء ان يلح على المولى في طلب الحج خاصة في شهر رمضان المبارك , ولذا يلاحظ المكلف ان أكثر أدعية شهر رمضان مشتملة على طلب الحج والتوفيق له , باعتبار انه يقدر له في ليلة القدر , فإما ان يكتب له ذلك وإما لا.