يشعر الإنسان بالألم الشديد عندما يرى أحبابه وأصحابه مُعْرِضين عنه في وقت احتياجه لهم؛ لهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يرى أحدًا في أزمة إلا ويقف إلى جواره؛ فقد روى البخاري ومسلم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ".


ولن تُعْدَم وسيلة لتحقيق هذه السُّنَّة كل يوم! فهذا قريب، وذاك صديق، وثالثٌ جار، ورابع زميل، وقد تكون المساعدة بمال، وقد تكون بشيء عيني، كما يمكن أن تكون بموقف وفعل، أو يمكن أن تكون برأي واستشارة، وما أعظم أن تتذكَّر أن الله -سبحانه وتعالى- سيكون في عونك عند احتياجك إليه إذا كنت أنت في عون إخوانك عند احتياجهم إليك! فالرابح في المقام الأول هو أنت، بالإضافة إلى ربح المجتمع الذي سيسعد -لا شكَّ- بروح التعاون والمودَّة.


ولا تنس شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].


بقلم الدكتور راغب السرجاني