شارك السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، فى الاحتفال الذى نظمته بعثة الهند فى نيويورك أمس بالذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، وإطلاق كتاب عن النصب التذكارية للحرب بما فيها النصب التذكارية فى العباسية، والإسكندرية، والسويس.

وقد شاركت وفود مصر، وبلجيكا، ونيجيريا، وجامايكا، واليونان، والعراق، وتنزانيا، وكينيا التى تستضيف نصبًا تذكارية للحرب فى تبنى الاحتفال.. كما شارك فيه سكرتير عام الأمم المتحدة، ونائبه، ورئيس الجمعية العامة.

وألقى السفير معتز خليل كلمة خلال الاحتفال ركز فيها على الدروس المستفادة من الحرب العالمية الأولى، ومن أهمها: أن الحروب العالمية تؤثر على دول وشعوب ليست لها علاقة بالنزاع الأصلى؛ إذ أن مصر والهند اللتين كانتا تحت الاحتلال البريطانى، خاضتا الحرب فى صفوف قوات الحلفاء، وتحملتا خسائر فادحة دون أن تكون لهما مصلحة مباشرة فى ذلك.. والدرس الثانى أن الحروب قد تحقق حلولًا قابلة للاستمرار مبنية على المصالح المشتركة، مثلما حدث فى أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى نشأة الاتحاد الأوروبى.

لكن فى حالة فرض حلول مصطنعة ومؤقتة، فإن النزاعات تستمر وتظل تطارد المجتمع الدولى، على غرار اتفاق "سايكس بيكو" عام 1916 الذى تم بموجبه تقسيم الدولة العثمانية بين المملكة المتحدة وفرنسا، رغم أن المملكة المتحدة كانت قد وعدت العرب بالاستقلال إذا ساعدوا قوات الحلفاء ضد ألمانيا فى اتفاق ماكماهون عام 1915، لكنها نقضت ذلك بعدها بعام، وكذلك وعد بلفور عام 1917 الذى أدى فى النهاية إلى إنشاء وطن قومى لليهود، وتجاهل إنشاء وطن قومى للفلسطينيين.

وقد أثبتت الاضطرابات المتواصلة فى العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين أن تلك الحلول الجزئية المصطنعة تتحلل وتؤدى إلى تفاقم الأزمات.
وأضاف السفير معتز أحمدين خليل أن الدرس الثالث يتمثل فى إنشاء منظمة دولية هى عصبة الأمم، لتفادى تكرار الحرب، ثم انهيارها بسبب الفشل فى منع نشوب الحرب العالمية الثانية؛ وأنه رغم نجاح الأمم المتحدة حتى الآن، فى منع نشوب حرب عالمية ثالثة؛ فإن تعدد النزاعات التى يشهدها العالم فى الوقت الراهن، وعدم قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها ينذر باضمحلال دور الأمم المتحدة إذا استمر عجزها عن معالجة هذه النزاعات بالشكل الملائم.