كثيرًا ما يغفل المربون عن أثر الإيمان بالغيب على الأبناء، على الرغم من أن الإيمان بالغيب هو الدافع الأكبر للسلوك القويم، فالإيمان باليوم الآخر يدفع المرء إلى الصالحات ويهربه من الموبقات، والإيمان بما أعد الله عز وجل للمؤمنين يدفع المرء إلى الثبات على الخير والمسارعة إلى أعمال البر، والإيمان بالنار وعذابها يدفع المؤمن إلى الهروب منها ومما يقرب إليها.

الإيمان بالغيب مقوم عظيم من مقومات الشخصية المؤمنة، وركن من أركان الإيمان، قال سبحانه: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [البقرة:3]، ومن الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة، جند لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، عباد صالحون، جبلوا على الطاعة، وخلقوا من نور، أعمالهم خير محض، وإعانة على الهدى والإصلاح.

وكثيرًا ما يغفل المربون عن أثر الإيمان بالغيب على الأبناء، على الرغم من أن الإيمان بالغيب هو الدافع الأكبر للسلوك القويم، فالإيمان باليوم الآخر يدفع المرء إلى الصالحات ويهربه من الموبقات، والإيمان بما أعد الله عز وجل للمؤمنين يدفع المرء إلى الثبات على الخير والمسارعة إلى أعمال البر، والإيمان بالنار وعذابها يدفع المؤمن إلى الهروب منها ومما يقرب إليها.

والإيمان بالملائكة خصوصًا له خاصية متفردة في بناء شخصية الطفل، فهو يحبب الأطفال في الطاعة إذ يعلمهم أن لله عبادًا أنقياء أتقياء مخلصين، يحيون حياتهم كلها بعيدًا عن الذنب، فيتشبه الأطفال بهم، ويسعون إلى تقليدهم، والتعلم من سلوكهم، فينشأ الطفل محبا للطاعة مبغضًا للمعصية، صابرًا عليها، مقيمًا عليها، لا صبوة له إلى منكر، ولا اشتياق له إلى انحراف، ولا صبر عنده على ذنب.

كذلك فالإيمان بالملائكة، يعظم في قلب الطفل مقام ربه عز وجل، ويُعلم الطفل توقير الله عز وجل، إذ إن الملائكة بقوتهم العظيمة، وقدرتهم الكبيرة، هم جند من جند الله عز وجل، وهم ُركّع سُجّد بين يدي الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون.

والإيمان بالملائكة أيضًا يربي الطفل على التسليم بالحقائق الشرعية ما دامت قد ثبتت بدليل صحيح، وأن يكون التسليم هو مبدأ عمله مع الدليل الشرعي الصحيح، فعلى الرغم من عدم رؤية الملائكة أو ملامستهم فالطفل يؤمن بوجودهم ويتيقن قلبه بأنهم يعملون بأمر الله عز وجل في كونه.

والإيمان بملائكة الله سبحانه وتعالى ينشئ في قلب الطفل الشعور بالمراقبة والمتابعة، قال سبحانه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، فهو مراقب متابع، تسجل أقواله وأعماله، ولفتاته ونظراته، وخطراته، فيقوّم سلوكه ويستقيم بناء قلبه على مراقبة الله سبحانه وتعالى.

والإيمان بالملائكة يشعر الطفل بالأنس والشجاعة، إذ لا يخشى من شياطين الإنس أو الجن لأنه يعلم أن ملائكة الله عز وجل تنافح عنه وتدافع، وتحفظه وتحميه بأمر الله سبحانه: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد:11].

ولكن يجب على المربين أن يخاطبوا الأطفال في مسألة الإيمان بالملائكة مخاطبة ذكية علمية حكيمة، فيخاطَب كل طفل على قدر عقله، وقدر فهمه، بأسلوب يدركه ولا يصعب عليه، وبطرائق تؤثر فيه، وبأساليب تحببه في ملائكة الله سبحانه وتعالى، وترسخ ذلك الحب في قلبه.

كما يجب على المربين أن ينوعوا في أساليب توصيل تلك المعلومة إليهم، بما يمكن من فهم شتى جوانب المسألة الشرعية بحسب ما ينبغي أن يكون.