مع تزايد الأمراض في وقتنا الحاضر والكثير منها نفسي أو مما فيه تلبس جان أو إصابة بعين أو عمل ساحر، طرق الناس شتى الوسائل للعلاج من هذه العوارض ، بدءاً بالأطباء والمستشفيات ووصولا ً إلى الرقية الشرعية التي أرشد إليها رب العالمين والتي كان لها أثر بين الناس في علاج مرضاهم. ومع هذا الطلب المتزايد للرقية الشرعية ، ظهر العديد من الرقاة ، وليس جميعهم ثقات ومحل صلاح وتقوى، فمنهم من يتلبس بلبسهم ويقلد قراءتهم ويتصنع الصلاح وهو أبعد الناس عن ذلك ، فمنهم المشعوذ، والنصاب ، ومدعي المعرفة بالطب الشعبي الذي أتخذ المرضى باباً للتعلم والتكسب ومآرب أخرى .



وهنا بعض التنبيهات الضرورية للمرضى الذين يتلقون الرقية الشرعية:


على المريض ان يبحث عن أكثر من طريق للعلاج، فيبدأ بتشخيص المرض لدى الأطباء، فإن كان مرضه عضويا وله علاج فعليه به، ولكن هذا لا يعني أن المصاب بمرض عضوي يترك الرقية الشرعية فهي الخير كله.


على المصاب بأحد الامراض التي تحتاج إلى رقية أن يبدأ الرقية على نفسه، فكل من يقرأ القرآن ومطلع على الأحاديث النبوية جدير بالقراءة على نفسه، فلن يجد من هو أكثر حرصا على الشفاء من نفسه.



على المريض أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وأن يكون متيقنا بالإجابة ومتوكلا على الله حق التوكل.



بعض المرضى يقول أقرأ الرقية فإن أفادت كان بها وإن لم تفد فهي لن تضر ، وهذه بداية الضرر حيث أن الله عز وجل يقول : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًاوقوله تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) ، فكيف بالمرء يطلب الرقية ويدعو الله وهو لم يوقن بالإجابة ولم يتيقن مما نزل في كتابه.




لا يخلو رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، لذا فالتنبه للخلوة مع الرقاة أمر في غاية الاهمية ، فالحديث لم يستثن أحد من الناس.



على المحرم ان يكون نبيها، وأن يمنع كل ما نهى عنه الشرع من ملامسة الراقي لمحارمه أو تحسس مواضع الألم مباشرة.



على المرأة ان تأخذ معها من المحارم من يكون كبيرا ، حريصا، عاقلا، فالطفل الصغير أو المحرم الغافل، لا يمكن أن يمنع الضرر ممن في نفوسهم مرض.



بعض ممن يدَّعون الرقية نجدهم يتمتمون بكلام غير مفهوم، أو يطلبون مطالب غريبة، من ذبح حيوانات وغيره، أو يسألون عن اسم الام، أو لديهم طلاسم غير مفهومة أو يلبسون السلاسل والخواتم الغريبة، فهم ممن تلبس بهم الشيطان فأصبحوا دعاة ضلال.



بعض النساء تتساهل بالحديث مع الرقاة، وقد تليِّن القول له، أو تحدثه عن تفاصيل حياتها، وهذا أمر فيه مفاسد عظيمة.



البعد عن الرقاة الذين يعالجون في أماكن مهجورة، او بيوت خالية من الناس، أو إعطاء مواعيد في أوقات متأخرة.



تجنب إدخال الراقي لوحده لبيت المريضة، أو إلى غرفتها في البيت أو المستشفى، ففي ذلك خلوة ومفسدة.



على النساء ترك الزينة عند الذهاب للرقية، ولبس اللباس الساتر، ويُفضل لبس البنطال تحت الثياب لمن تخشى على نفسها التكشف.



قد تتأثر المرأة من الرقية الجماعية، وتتألم لمنظر من يتألم ، وتصاب بدوخة وتشعر بتعب، فتعتقد أو يعتقد الراقي أنها ممسوسة، وهي في الاساس لا تشكي من شيء.



قد يدخل الوسواس في نفس المريض الذي يكثر من الذهاب للرقاة، فتبدأ تتهيأ له بعض الأعراض التي يسمع عنها لدى المرضى فتنقلب حاله كدرا، فعليه التنبه لهذا الامر.



على المسلم أن يحافظ على كافة الأوراد اليومية من أذكار المساء والصباح، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء بيقين وخشوع، والإستغفار، وذلك من أجل الشفاء ومن أجل سد مداخل الشيطان.



بعض الرقاة يطلب من المريض أن يترك كل علاج آخر، وعلى المريض أن يستشير طبيبه قبل الأقدام على هذه الخطوة.



بعض الناس يصدق ما يقال عن بعض الرقاة الذين يرقون من خلال سماعة الهاتف، وبأرقام دولية، فهؤلاء أقرب للدجل من الرقية.


بعض المرافقين للمرضى قد يصاب بانتقال الجان ، فيخرج من المريض ويدخل في الشخص السليم، لذا يستحسن أن يتحرز المرافق بالأذكار.


القنوات الفضائية وبعض محلات العطارة أصبحت تبحث عن الفائدة المادية والربح السريع، فتروج لبضائع بشكل رقى، وهي اعمال يُقصد بها استغلال المحتاجين من المرضى.


بعض المرضى يعتبر قول الراقي حق محض، وقبوله أمر لا نقاش فيه، فتجده يتوقف بالكامل عن كل سبب، ويقطع كل طريق إلا الطريق الذي حدده ذلك الراقي.

هذه بعض التنبيهات التي يجب أن يلتزم بها كل من يلجأ للعلاج بالرقية الشرعية.

نسأل الله أن يشفي كل مرضى المسلمين .