ترتفع نسبة الإصابة بأمراض القلب وتزداد معها الدراسات العلمية لمعرفة أسباب المرض. وفي دراسة أخيرة، وجد باحثون في النمسا أن اختلاف توقيت العمل وتحديداً عند العاملين لفترات طويلة يترك اثاراً شديدة على خلايا الدم الحمراء. هذا ما يؤدي الى ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض القلب عند الأشخاص العاملين لفترات طويلة. لكن المهم هو الاكتشاف العلمي الجديد الذي يحد من مخاطر هذه المشكلة عبر التبرع بالدم.

أجرى العلماء، بقيادة الدكتور Margit Egg في جامعة إنسبروك، اختبارات على نوع من الأسماك لمعرفة علاقة خطر الاصابة بأمراض القلب مع ساعات العمل الطويلة والمختلفة. اختار الفريق أسماكتً من نوع الزرد إذ انها كائنات نموذجية مثل البشر تنشط خلال النهار.
تعرّض قسم من الأسماك لمناوبة قصيرة (لمدة7 ساعات) والقسم الآخر لمناوبة طويلة (لمدة 21 ساعة) على أياّم عدّة. وجد الباحثون أن اختلاف التوقيت أدى الى تراكم خلايا الدم الحمراء بشكل كبير في الأوعية الدموية. هذه التجمّعات الكبيرة مليئة بالمخاطر وقد تزيد فرصة حدوث جلطة أو حتى أزمة قلبية، ما يفسر لماذا العمال الذين يعملون بدوامات طويلة لديهم مخاطر أعلى بنسبة 30٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بعد ذلك، قام العلماء بتجديد خلايا الدم عند الأسماك عبر اخضاعهم لعملية سحب الدم. تبين أن أسماك الزرد تأثرت بشكل أقلّ من جراء اختلاف التوقيت، حيث تم حد نقص الأكسجة. وتجدر الاشارة الى ان الأكسجة هي التي تحفّز إنتاج خلايا الدم الحمراء الطازجة وبذلك أي نقص بها قد يؤدي الى نقص بالانتاج وبالتالي تجمع الخلايا القديمة.
اذاً التبرع بالدم الذي يزيل خلايا الدم الحمراء القديمة الأقل مرونة العالقة في الطحال والكبد، يساعد في إنتاج خلايا الدم الحمراء الطازجة، وتحقيق التوازن لمواجهة العواقب الضارة لاختلاف التوقيت. ما يخفض معدل الوفيات بنسبة 10٪ عبر تقليل مخاطر مشاكل القلب والأوعية الدموية.

بعد اكتشاف آثار اختلاف التوقيت على خلايا الدم، وارتباطها بنسبة ارتفاع الإصابة بأمراض القلب من جهة، وصعوبة تخفيف ساعات العمل نظراً لتدهور الوضع الاقتصادي والحاجة الماسة لرفع المدخول من جهة أخرى. يمكن التبرع بالدم أن يكون الحل عبر مساعدته في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب عند العاملين بأوقات مختلفة.