أشار الدكتور أحمد سمير خير الله، المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف، أنه صدرت العديد من الأبحاث والدراسات التى تؤكد أن الحالة النفسية للإنسان يمكن أَن تؤثر على صحته العضوية، ومن ضمن هذه الحالات الشعور بالسعادة، والتى وجد أن لها تأثيرا إيجابيا على المناعة الطبيعية للإنسان، مما أدى إلى ظهور علم يسمى psychoneuroimmunology، والذى يهدف للتعمق فى دراسة هذه العلاقة على المستوى الجزيئى.

وتابع خير الله أن أول دافع لظهور هذا العلم ما حدث فى عام 1964 للكاتب الامريكى المعروف نورمان كوسنز Norman Cousins والذى تم تشخيصه بالإصابة بالتهاب الفقرات التصلبى (Ankylosing spondylitis) وهو مرض مناعى مزمن يصيب فقرات العنق و الظهر و يسبب تصلب و تيبس العمود الفقرى مسبباً التهاب و تآكل الأقراص الغضروفية بين الفقرات.

وعلى الرغم من خطورة حالته الصحية والتى قدر الأطباء فرصه فى الشفاء منها ب 1:500، إلا أن نورمان رفض الخضوع لعلاج الأطباء وبدأَ برنامجه الخاص للعلاج المعتمد على السعادة، بما فى ذلك مشاهدة جرعات منتظمة للأفلام الكوميدية مثل لوريل وهاردى وماركس براذرز، بالإضافة إلى الاعتماد على فيتامين سى، والتى كانت عوامل شفائه من هذا المرض الخطير، حتى إنه أَسس بعد ذلك مركزاً بحثياً، لدراسة تأثير العوامل النفسية على الصحة العضوية للأشخاص.

وأوضح خير الله أن الاهتمام بهذا المجال قد بدأ بشكل كبير فى الثمانينات وأوائل التسعينيات الماضية، عندما كشفت الدراسات التى أجريت وقتها بأن الدماغ وأجزاء من الجهاز العصبى تربط مباشرة بعدد من أجزاء الجهاز المناعى مثل الغدة الزعتريةgland thymus ونخاع العظم، كما أوضحت هذه الدراسات أن خلايا مناعية كثيرة تحمل مستقبلات عصبية neurotransmitters، مما فتح المجال للتفكير فى وجود تنسيق متبادل بين الجهاز العصبى والجهاز المناعى.

ولفت خير الله أن الأبحاث الحديثة قد أكدت صحة هذه الفرضية من خلال دراسة الموصلات بين الخلايا وبعضها molecular messengers مثل هرمون الإجهاد cortisol والسيتوكيناتcytokines — بالإضافة الى دراسة التعبير الجينى gene expression فى مختلف الحالات النفسية.

ويختتم خير الله قائلاً، أنه انطلاقاً من هذه النتائج، يجب علينا استغلال الأعياد وغيرها كفرص للإقبال على الحياة بنفسية سعيدة متفائلة، مما سيمنحنا شعوراً بالراحة والطمأنينة والاسترخاء، كما أنه سيعزز من فاعلية جهاز المناعة فى مقاومة الأمراض.