النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: العرش والقلوب
- 27-07-2014, 02:07 PM #1
العرش والقلوب
عرش الله جل وعلا سرير ذو قوائم تحمله الملائكة .وهو أعلى الموجودات وأعظمها قدرا وأطهرها ذاتاً ،ولذلك صلح أن يستويالله عز وجل عليه استواء يليق بجلاله وعظمته ، مع يقينناأن الله مستغنٍعن العرش وعن غير العرش لكنه قال سبحانهوهو أصدق القائلين : (( الْرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اْسْتَوَى )) .
وأخبر سبحانه أن هذا العرش العظيم هو ربه جلوعلا فقالسبحانه : (( قُلْ مَنْ رَبُّ الْسَّمَوَاتِ الْسَبْعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم)) وقال جل ذكره : (( الله لاَ إِلَهَ إلا هُو رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم))وقالسبحانه : (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 0ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيد )) .
يحمله ثمانية من الملائكة . إما أن يكونوا ثمانية أفراد وإما أنيكونوا ثمانية صفوف .
قال فريق من العلماء : " إن أربعة منأولئك الملائكة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمدبعد علمك . وأربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لكالحمد على عفوكبعد قدرتك " .
الرابط بين العرش والقلوب :
قال ابن القيم رحمه الله : " إن العرش لما طهُر صلُح لأن يستوياللهجل وعلا عليه وخلق الله القلوب فالقلب إذا طهُر صلحأن يملأ بمحبة الله جل وعلا ومعرفته وإرادته .
وأقربالقلوبمن العرش ومن الله جل وعلا أكملها طهارة و أعظمها نقاء ، وأبعد القلوب عن الله تعالىالقلوب القاسية (( فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهممِنْ ذِكْر الله)) " .
والقلب القاسي :
قال العلماء : " إنهما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تباركوتعالىقلبه قاسيا" . وقالوا : " إنه إذا هبّ نسيمالشوق إلى اللهجل و علا أذهب ما في القلوب منالتعلق بالدنيا وزخرفها" .
وهذه القلوب التي جعلهاالله آنية أخبر صلى الله عليه وسلمأن لله آنيةمن أهل الأرض وآنية الله منأهل الأرض قلوب عباده الصالحين التي ملأها من محبته وطاعتهومعرفته جل و علا .
وحتى يكون الأمر أوضح : فإن الفؤاد هو عمق الدائرة النفسية كمايقول علماءالنفس وهذا له شاهد من القرآن فإنه ينبغي عليكأن تتذكر كل آنٍ و حين أن الله جل و علا خلق النار ليذيببها القلوب القاسية قال سبحانه : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 0 نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ 0 الْتِي تَطَّلِعُ عَلى الأَفْئِدةِ 0 إِنَّها عَلَيهِمْ مُؤْصَدَة 0 فَيعَمَدٍ مُمَدَّدَة)) .
كيف يعرف الإنسان أن قلبه لين ؟
يعرفه بطريقين:
الأمر الأول : إجلالالعبد لله جل وعلا.
الأمر الثاني : متابعة سنةمحمد صلى الله عليه وسلم .كان ابن عمر رضي اللهعنهما له غلمان فكان إذا رأى من أحدغلمانه التفافاً على الصلاة وانصرافا إليها اعتقه حتى لا يحولبينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمان يأتون يصلون أمامه وقريباً منه أملا في أن يعتقهم رضي الله عنه وأرضاهفكان يعتقهمفجاءه بعض خواص أهله وقالوا له : " ياابن عمر إنهم يخدعونكإنهم يصلون لا لله ولكن لتعتقهم " . فقال رضي الله عنه وأرضاه:" من خدعنابالله انخدعنا له " .
فإجلاله من الله جل و علا يجعلهيقبل خدعة هؤلاء الغلمان لأن هؤلاء الغلمان جعلوا من تعظيمابن عمر لله تبارك وتعالى وسيلة لنيل مآربهم .
وتلك منزلةعالية أين نحن منها؟
فالطريق الثاني اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإنالقلوب اللينة التي فطرت على الطاعة لا يمكنأن تكون أعظمرقة وأقوم سبيلا من قلب محمدصلى الله عليه وسلم ولنتنال القلوب تلك المنزلة إلا باتباعها سنته صلى الله عليه وسلم وعكوفهاحولشريعته عليه الصلاة والسلام .
وقد يرى الإنسانبعض السنن شيئا يسيرا فلا يريد أن يصنعهاظنامنه أنه يرقى إلى الأعلى وليس الأعلى ما يوافق هواك وإنما الأعلى حقيقة ما وافق هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
ربما يجد المسافر أحيانا حرجا أن يقصر الصلاة قيالسفر طمعافي الكمال أن يصليها أربعا ولو علمأنه صلى الله عليه وسلمما أتم الصلاة في سفر قطأبدا عليه الصلاة والسلام.
فالسنة و الخير و الهدى و السهولة و اللين في اتباع هديهصلىالله عليه وسلم .
فإذا أجلّ العبد ربه تباركوتعالى واتبع سنة محمد صلى اللهعليه وسلموغذى قلبه بالذكر وتأمله بالفكر وألهمه الله عز وجل اليقين وحسن الطاعة وجعل قلبه منزلة لمحبة اللهومعرفته وتلك أعظم المنازل وأعلى المراتب بلا شك .جعلنا الله وإياكم من أهلها.
ختاما :
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أنت ربنا لا إله إلا أنت لا رب لنا غيرك ولا إله سواك أنت خالقنا ورازقنا ولي نعمتنا وملاذنا عند كربتنا نسألك اللهم في هذه الليلة المباركة أن تصلي على محمد وعلى آله وأن تسلم تسليماً كثيرا .
اللهم أنك خلقت جنة عدن بيدك فأدخلنا اللهم الجنة برحمتك اللهم أنك خلقت النار بأمرك فأجرنا اللهم من النار بقدرتك اللهم أن السماء سماؤك والأرض أرضك وما بينهما لك وحدك وملكك لا ينازعك فيها أحد فاللهم فك أسرى أخواننا المسلمين المأسورين في كوبا يا رب العالمين اللهم نجهم بقدرتك ورحمتك يا ذا الجلال والإكرام اللهم جد لهم منجا ومخرجا أنك أنت العزيز الحكيم .