فى الأيام الأخيرة من هذا الشهر المبارك وأنت صائم لما يزيد عن الـ16 ساعة تقريباً، تجد نفسك فى حالة من الهدوء والسكينة التى قد يظنها العوام من الناس كسلاً أو خمولاً ولكنها طمأنينة، هكذا بدأ الدكتور أحمد هارون استشارى العلاج النفسى حديثه حول أهمية العبادات والفروض الإيمانية فى تقوية الإرادة وبعث السلام فى النفس.

ويضيف أن قراءة القرآن الكريم كأحد طرق العبادة يستخدم فى بعض الطرق العلاجية المفيدة من قبل المعالجين النفسين، حيث ذكر أن فى قراءة القرآن الكريم بالغ الأثر فى علاج اضطرابات النطق والكلام، بدءاً من الحبسة الكلامية ومروراً باللجلجة أو التهتهه وانتهاء بالإبدال أو القلب فى الحروف الهجائية.

وقد استخدم "هارون"، هذا التكنيك العلاجى مع عدد من المرضى ممن يعانون من اضطرابات الكلام، حيث كان يطلب منهم قراءة ما يزيد عن الصفحة يومياً كنوع من أنواع الواجب المنزلى قبل بدء الجلسة العلاجية، ليقرأ مثلها فى الجلسة العلاجية أمام المعالج النفسى، ولعل ذلك يُفيد (بعد التدريب اللازم بالوسائل العلاجية المختلفة داخل العيادة النفسية) فى الآتى:

-أن النطق السليم أو محاولته لمخارج القرآن، يحسن من وظائف الجهاز الكلامى ويُحسن أداءه الوظيفى.

-المخارج القرآنية للحروف والكلمات تمثل صحيح اللغة العربية، وهو ما يسعى إليه معالج اضطرابات النطق والكلام من ضبط المخارج للحروف الهجائية عند الشخص المضطرب، خاصة الراشدين منهم عن الأطفال.

-إن نجاح الشخص المضطرب كلامياً سواء كان يعانى من اللجلجة أو التهتهة أو الإبدال أو قلب الحروف، فى القراءة الصحيحة يجعله أكثر ثقة فى نفسه أثناء حديثه مع الآخرين.

-تعلق الشخص المضطرب بفكرة أنه يستخدم كلام إلهى (القرآن الكريم) فى علاجه، يجعله أكثر تفاؤلاً ببرنامج العلاج وأكثر حرصاً على أداء الواجب المنزلى المطلوب منه قبل الجلسات العلاجية، خاصة أنه فى متناوله ولا يحتاج غالبا لمن يساعده فيه.

-وأخيراً فإن سمو الحالة الانفعالية للمريض من شأنه تنظيم حركة التنفس داخل الجهاز الكلامى له، وحتى لو كان متعثر فى القراءة أو كانت فيها مشقة عليه.