كثير ما نقابل أشخاصا يتميزون بلونهم الفاتح لدرجة البياض، ويطلق عليهم الألبينو أو عدو الشمس, ويعد هذا من الأمراض الوراثية التى يصعب شفاؤها، ويكون الهدف الأكبر فى علاجها مجرد الحفاظ على مستوى النظر المتبقى أو تحسين الشكل الجمالى للمريض أو الوصول بكليهما إلى نتيجة أفضل ولو قليلا مما هو عليه حال المريض.

يحدثنا عن هذا الموضوع الدكتور أحمد أسامة هاشم أخصائى طب وجراحة العيون بمعهد الرمد التذكارى, مشيرا إلى أن هذا المرض يسمى "بالمهق", وهو يعد مرضا وراثيا ينتقل نتيجة للأزواج الذين يحملون جينا متنحيا للمهق, وتكون فرصة الإصابة بهذا المرض فى الأبناء من 1 إلى 4 وهذا المثال يغلب فى زواج الأقارب، وهو موجود فى كل أنحاء العالم، ويؤثر على الناس على حسب اختلاف أعمارهم.

والجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يحملون المرض لا يظهر عليهم أى أعراض مرضية.
ويضيف "هاشم", قائلا إنه على الرغم من تساوى احتمال حدوث المرض فى الذكور والإناث، إلا أن المهق البصرى يكون الأكثر شيوعا فى الذكور, وهذا المرض غير معدٍ، لأنه ينتقل عن طريق الوراثة, وقد يتلازم معه وجود عيوب فى الإنزيمات والكر وموسومات، وكذلك ضعف فى "المتلازمات" التى تجمع بينه وبين مشاكل الجهاز الهضمى ونقص المناعة والتهاب رئوى ومشاكل فى نسب الصفائح الدموية.

ويشير, إلى أن المهق البصرى يشكل بنسبة 10 -15% من حالات المهق، حيث تكون الميلانين مفقودة بشكل رئيسى فى العين، وقد يبدو الجلد والشعر طبيعيين.

ويكمل حديثه قائلا, إنه عند الإصابة بهذا المرض يظهر على العين "راراة" وهى هزة منتظمة لمقلة العين ذهابا وإيابا، وقد يصحبها وجود حول أو لفتة للوجه فى أحد الاتجاهات مع ضعف فى حدة الإبصار, بالرغم أن ذلك ليس عمى إلا أنه يصعب تصحيحه تماما باستخدام النظارة الطبية.

ويوضح أنه عند فحص قاع العين نجد هناك تأثيرا على الشبكية، وذلك يكون نتيجة لغياب صبغة مادة الميلانين التى تعمل على امتصاص الإشاعة الفوق بنفسجية للشمس وتطوير الرؤية السوية للعين, وهذا ما يجعلنا نفسر لماذا يرهب المريض من الضوء ولا يتحمل التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

أما عن طرق العلاج فتقول الدكتورة لبنى عبد الله استشارى طب وجراحة العيون بمعهد الرمد التذكارى, إن سبل العلاج المتاحة للمهق والتى قد يحتاج إليها المريض مثل إجراء جراحة بالعين فى حالة وجود حول مصاحب للحالة أو فى حالات "الراراة" لتصحيح وضع العين أو لفتة الوجه فى أحد الاتجاهات مع ارتداء النظارة الطبية لأى خطاء فى الإبصار لدى المريض.

وينصح أثناء وقت الظهيرة استعمال نظارة الشمس الواقية للحماية من الأشعة الفوق بنفسجية أى ضد التعرض لأشعة الشمس المباشرة وهى تعتبر أساسية فى هذه الحالات.

وتكون نصيحة استشارى الطب الوراثى ضرورة واجبة، حيث إنه لا يوجد علاج محدد للحالة ولكن فقط لتفادى تكرار ظهور المرض فى الأبناء مرة أخرى, مع الاهتمام بمعالجة نقص المناعة عند مختصصى المناعة.

وتنصح استشارى طب العيون فى معهد الرمد التذكارى, على زيارة الطبيب النفسى لكى يقوم بإعطائكم الدعم النفسى المطلوب الذى لابد أن يكون للمريض وأسرته.