مهما كانت دقة التلسكوب الذي نستخدمه على الأرض عالية،
فإن طريقه إلى الفضاء لا يخلو من العوائق التي تشوش الرؤية،
إضافة إلى الأحوال الجوية المتقلبة والأتربة العالقة في الهواء،
وهذا بالتأكيد يؤثر على دقة النتائج الفلكية المرصودة،
لذا كان لابدّ من فكرة التلسكوبات الفضائية،
وتلسكوب هابل هو أحد هذه التلسكوبات المعلقة في الفضاء
لالتقاط صور أكثر وضوحاً للكون،
وسمي هابل على اسم الفلكي إدوين هابل]



بدأت فكرة التلسكوب هابل كاقتراح في عام 1923،
وتم بناءه عام 1977 بتمويل من وكالة ناسا
مع مساهمات وكالة الفضاء الأوروبية، وقام بتشغيله معهد
علوم تلسكوب الفضاء، واقترح إطلاقه عام 1983
ولكن تأخرت عملية الإطلاق لأسباب تقنية
ومشاكل في الميزانية، وفي عام 1990 تم إطلاقه
بالفعل إلى مدار منخفض خارج الغلاف الجوي للأرض

على ارتفاع 593 كم فوق مستوى سطح البحر
، حتى يكون في منطقة خالية من التشويش،
إلا أنه تم اكتشاف أن المرآة الرئيسية في التلسكوب
لم يتم تركيبها بشكل صحيح مما سيؤثر على كفاءته،
لذا تم عمل مهمة صيانة له في عام 1993 لإعادة التلسكوب
إلى جودته المطلوبة، فتلسكوب هابل مصمم
لتتم صيانته في الفضاء، وقد أطلقت 4 مهام لصيانته
واستبدال بعض معداته.



ومن خلال عمليات الصيانة تحسنت كفاءة المرصد بصورة كبيرة،
وأصبحت الصورة الملتقطة أكثر جودة ووضوحاً من قبل،
وبالرغم من أن تلسكوب هابل ليس التلسكوب الفضائي الوحيد،
إلا أنه نال شهرة واسعة، فقد تمكن هابل من التقاط
صور عالية الوضوح للكون، وساهم ذلك في إحداث
تقدم سريع في الفيزياء الفلكية، خاصة فيما يتعلق
بفكرة توسع الكون.



كما شهد هابل العديد من الأحداث الكونية المثيرة للدهشة،
منها عمليات اصطدام مجرات ببعضها في الفضاء
كما يظهر على الصورة.




ويستطيع هابل بعينه العملاقة المركبة من مرايا لتكثيف
الضوء وكاميرات متطورة عالية الدقة أن يراقب حوالي
مليون جسم فضائي، وهو ما يستحيل رؤيته بالعين المجردة،
وقد التقطت كاميرا هابل صورة فسيفساء من قطعة كبيرة
من السماء، تشمل على الاقل 10,000 مجرة.



وشهد هابل ميلاد نجوم في منطقة من هذا الكون
تسمى سديم النسر.




إضافة إلى رصده لمناطق أخري من الكون
تعد محط اهتمام علماء الفضاء مثل سديم رأس الحصان.
وهناك الكثير من الاكتشافات الأخرى التي تمت بوساطة
هذا المرصد العملاق. تم نشرها على 4800
مقالاً علمياً في أكثر من 45 بلداً.

وبعد أن أمضى مرصد هابل العملاق هذا العمر الطويل
من خدمة العلم، من المخطط أن يتم الاستغناء عنه
في العام 2014 ليفسح المجال أمام تلسكوبات أخرى
أكثر تقدماً قد تكشف الستار عن خبايا أخرى من الكون
الذي لازلنا نجهل الكثير عنه.