فى أغلب البيوت تعانى الأمهات من مشكلة قسوة الطفل الأكبر على الأخ الأصغر، بسبب الغيرة أو نتيجة تفوق الابن الأصغر أو اهتمام وتركيز العائلة على الطفل الأصغر، استنادا لصغر سنه وحداثته، وتعددت الأسباب، ولكن يجب أن تتعلم الأم كيفية تطبيق سياسة الفصل السليم والصحى فى هذا الشأن.

وينصح الدكتور فؤاد محمود أخصائى الأمراض النفسية، بضرورة الموازنة فى هذه المشكلة بين حماية الطفل الصغير والتركيز على سلبيات الكبير ومعالجتها بشكل إيجابى، فلا يمكنها اتخاذ موقف سلبى تجاه أحدهما، وعليها أن تكون متوازنة وقادرة على السيطرة على الأمور، فلا يمكنها التمييز أ وظلم أحدهما حتى وإن كانت تعلم جيدا أنه سبب المشكلة.

فعليها فى البداية الفصل بينهما بشكل تدريجى وناعم، دون أن يلتفت أحد منهما، فقومى بالفصل بينهما فى المواقف التى تحتمل وجود عراك أو حدوث مشاكسات، وقومى بإبعاد الطفل الصغير بشكل لائق ولطيف له ولأخيه، وافصلى بينهما أثناء اللعب أو رافقيهما، وراقبيهما من بعيد ودون أن يلاحظا، وإذا قام أحدهما بالتعدى على الآخر لا تهجمى عليه، بل كونى طبيعية وهادئة وكأنك لم تلحظى شيئا، واسأليهما عن سبب الأزمة ولا تبدى اهتماما كبيرا بخطأ أحدهما، بل انقلى لهم الشعور بأن هذه المشكلة تافهة ويمكنكما اللعب سويا بسهولة إذا ما قسمنا الأدوار أو أعدنا اللعبة من البداية.

- لا تفصلى بينهما فى وقت المذاكرة، بل شجعى مساعدة الأخ الأكبر للأصغر، فيشعر بوجوده وكيانه وسلطويته على الصغير دون ضرر.

- لا تفصلى بينهما فى وقت الفرح، وإذا حدث لأحدهما حدثا سعيدا اجعلى للآخر يدا فيه، كأن قولى للطفل الأصغر حضر زينة عيد ميلاد أخيك الأكبر، واجعليهم يتشاركون وقت الفرح معا.

- لا تنهرى الطفل الكبير، بل اجعليه يتحكم فى بعض من أمور حياة أخيه الصغير بعد موافقته، ولكن دون محو لشخصيته وتحت مراقبتك التامة، وفى الأمور غير المؤثرة فى تكوين الرأى والشخصية، كأن تجعليه يقرر أفضل مكان للخروج وتنزيه أخيه، وأن تجعليه يعرض على أخيه خيارات الألعاب التى يمكن شراؤها وهكذا.

- ابتعدى عن علاقتهما الخاصة وراقبيها بحذر، فعندما يكونان فى وفاق، ابتعدى عن أسرارهما وراقبيهما بحذر ودون أن يلحظا، وإذا جاء أحدهما ليحكى هذه الأسرار، حاولى دفعه للحفاظ على السرية بينهما.

- افصلى فى الملابس، وفى الأشياء الخاصة جدا، وفى نوعية الأصدقاء، ونمى اهتمامات كل منهما على حدة، وافصلى فى العقاب والثواب، وطرق الجزاء وطرق الإثابة كلا حسب شخصيته.