لطالما حذر الأطباء على الدوام من عزلة الإنسان وابتعاده عن غيره، وهى مقولة سليمة ونصيحة جيدة، ولكن ليست كل أنواع العزلة ضارة، وتسبب مشكلات ونتائج نفسية ضارة، بل هناك بعض أنواع العزلة التى تفيد صاحبها وتكون فى وقت ما حلا لمشكلات نفسية وعقلية ويحتاجها أشد الاحتياج.

فيوضح الدكتور أحمد محيى أخصائى الأمراض النفسية، أن هناك أوضاعا على الإنسان أن يصبح منعزلا فيها وإلا شعر يتذبذب وخلل ما، وهو ما يجعله فى حاجة إلى الوحدة والانعزال عن الآخرين حتى يشعر بذاته، ومنها حالة الأشخاص الذين لديهم جانبا إبداعيا ابتكاريا أو الأشخاص القادرين على اختراع شىء ما، أو أولئك الذين لا يمكنهم الشعور بالراحة إلا بالتعامل مع فئة قليلة من الناس، ولا يجيدون التعامل مع أنماط وشخصيات مختلفة، وهناك أيضا من يبدعون ويوصلون أفكارهم بشكل أفضل عن طريق الكتابة أو الرسم أو العمل اليدوى، لا عن طريق التحدث والتواصل مع الآخرين، ولذا فكل هؤلاء عليهم بالانعزال عن الآخرين، والابتعاد عن التواصل المستمر مع غيرهم من الأشخاص، فهم مختلفون فى التكوين الفكرى والإبداعى والنفسى، ولا يتكيفون مع الأجواء المحيطة مثلما يتكيف غيرهم من الأشخاص، فلديهم قدرات عقلية معينة، وقدرات تواصلية محدودة، وهذا ما يجعلهم مختلفون ومبتكرون.

ويضيف لا تصبح العزلة على هؤلاء خطرا، بل عاملا إبداعيا مساعدا، فهم من حولوها بطريقة إيجابية إلى عامل مساعد غير ضار، ويمكنها تحسين الأجواء وتهيئة البيئة التى تجعلهم قادرون على إخراج نتائج أفضل من تلك التى يحصلون عليها عند التعامل والتواصل المستمر مع الآخرين.