اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ مُكَوِّرِ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ وَمُكَوِّرِ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْل؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي اَدَّبَنَا بِآدَابِ الدُّعَاءِ وَعَلَّمَنَا دُعَاءً بِالْاَنْبِيَاءِ وَمِنْهُمْ مُوسَى فِي قَوْلِهِ{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي اَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}لَكَ الْحَمْدُ يَارَبّ اَنْ اَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِنِعَمٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَاَسْبَغْتَ عَلَيْنَا نِعَمَكَ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه خَضَعَ لِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ كُلُّ شَيْء؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه جَاءَ مِنْ اَجْلِ عِزَّةِ الْاِنْسَانِ وَكَرَامَتِه؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَلَمِ الْهِدَايَةِ وَعَلَى الرَّايَةِ الْخَفَّاقَةِ الَّتِي لَاتَهْوِي اَبَداً اِنْ شَاءَ الله وَسَتَبْقَى مَرْفُوعَةً مُرَفْرِفَةً فِي اَجْوَاءِ هَذَا الْعَالَمِ لِتُعْلِنَ لِلنَّاسِ جَمِيعاً اَنَّهُ لَاكَرَامَةَ اِلَّا بِهَذَا الدِّين؟ اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا رُسُلُ اللهِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام اِنَّهَا كَلِمَةُ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَمَا مِنْ رَسُولٍ اِلَّا قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرُه؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَبَارِكْ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَعَلَى الْاَزْوَاجِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالْآلِ الْاَطْهَارِ الْاَخْيَارِ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْاَبْرَارِ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{قُلْ اِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين؟ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ اَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين؟ وَلَتَجِدَنَّهُمْ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاة وَمِنَ الَّذِينَ اَشْرَكُوا؟ يَوَدُّ اَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ اَلْفَ سَنَةٍ وَمَاهُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ اَنْ يُعَمَّرَ؟ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون{قُلْ صَدَقَ الله(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَلْاِيمَانُ نِعْمَة؟ اَلْاِيمَانُ عَقَيدَةٌ فِي الْقَلْبِ يَتَمَلَّكُ مَشَاعِرَ الْاِنْسَانِ وَاَحَاسِيسَهُ فَيَنْطَلِقُ هَذَا الْاِنْسَانُ بِسُلُوكِهِ الْاِيمَانِيِّ وَالْاِنْسَانِيِّ لِيُعَبِّرَ عَنْ اِيمَانِهِ الصَّادِق؟ وَكُلٌّ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ يَدَّعِي الْاِيمَان؟ وَلَابُدَّ لِكُلِّ دَعْوَى مِنْ دَلِيل؟ فَمَا هُوَ الدَّلِيلُ اَنَّنَا مُؤْمِنُون؟ مَاالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى هَذَا اَنْ يَكُونَ سُلُوكُنَا الْفِعْلِيُّ وَالْقَوْلِيُّ مُوَافِقاً لِهَذَا الْاِيمَان؟ فَلَيْسَ الْاِيمَانُ لُعْبَةً نَلْعَبُ بِهَا كَمَا يَلْعَبُ الْاَطْفَالُ وَالْكِبَار ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَمَلُّ مِنْهَا وَنَتْرُكُهَا لَا؟ فَالْاِيمَانُ لَايُتْرَكُ اَبَداً؟ لِاَنَّ لَهُ طَعْماً لَذِيذاً شَبَّهَهُ رَسُولُ اللهِ بِطَعْمِ الْحُلْوِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْاِيمَان(نَعَمْ ثَلَاثٌ مَنْ وُجِدَتْ فِيهِ ذَاقَ حَلَاوَةَ الْاِيمَان؟ فَمَاهِيَ هَذِهِ الْاُمُورُ الثَّلَاثَةُ يَارَسُولَ الله؟ اِنْتَبِهْ يَامُؤْمِنُ لِتَقِيسَ اِيمَانَك[اَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ اَحَبَّ اِلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُمَا؟ وَاَنْ تُحِبَّ الْمَرْءَ لَاتُحِبُّهُ اِلَّا لِله؟ وَاَنْ تَكْرَهَ اَنْ تَعُودَ فِي الْكُفْرِ وَاِلَى الْكُفْرِ كَمَا تَكْرَهُ اَنْ تُلْقَى فِي النَّار(سُبْحَانَ الله مَاهَذِهِ الْبَلَاغَةُ الَّتِي اَيَّدَ اللهُ تَعَالَى بِهَا رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي فَطَاعَةُ اللهِ وَرَسُولِهِ هِيَ اَعْظَمُ دَلِيلٍ عَلَى اِيمَانِك؟ وَالْيَهُودُ كَانُوا يَتَمَنَّوْنَ اَنْ يَعِيشُوا طَوِيلاً؟ وَكَانُوا يَدَّعُونَ اَنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَاَنَّ الْجَنَّةَ هِيَ لَهُمْ وَحْدَهُمْ وَاَنَّ مَا سِوَاهُمْ لَيْسَ اَهْلاً لِدُخُولِ الْجَنَّةِ؟ وَنَقُولُ لِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ الْيَهُود مَادُمْتُمْ كَذَلِكَ تَعْتَقِدُون فَلِمَاذَا تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْت {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين(وَلَكِنَّهُمْ {لَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ اَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين(لِاَنَّهُمْ لَايُحِبُّونَ لِقَاءَ اللهِ اَبَداً؟ لِاَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ اَنَّهُ غَضْبَانٌ عَلَيْهِمْ وَالْجَحِيمُ الْمُحْرِقَةُ بِانْتِظَارِهِمْ هُمْ وَاِخْوَانُهُمْ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة بَلْ مِنَ النَّاسِ وَالْجَانِّ جَمِيعاً اِذَا مَاتُوا مِنْ دُونِ تَوْبَةٍ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ الصَّحِيحِ وَهُوَ دِينُ اَهْلِ السُّنَّة؟ نَعَمْ اَخِي فَالِاسْتِجَابَةُ الْفَوْرِيَّةُ لِاَمْرِ اللهِ لَكَ وَنَهْيِهِ تَدُلُّ عَلَى اِيمَانِكَ الصَّادِق؟ وَلْنَضْرِبْ لِذَلِكَ اَمْثِلَة؟ فَحِينَمَا نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ(أيْ عَلَى النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ اَنْ يَضْرِبْنَ بِخِمَارِهِنَّ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى الرَّاْسِ؟ بِمَعْنَى اَنْ يَكُونَ مُتَّصِلاً بِالصَّدْرِ وَمُمْتَدّاً اِلَيْهِ؟ لَا كَمَا تَفْعَلُ الْجَاهِلِيَّاتُ فِي اَيَّامِنَا وَفِي اَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى اَيْضاً؟ فَقَدْ كَانَتِ الْمَرْاَةُ تَخْرُجُ مُسْفِعَةً بِصَدْرِهَا أيْ مُظْهِرَةً لَهُ وَلِاِغْرَائِهِ وَاِغْوَائِه؟ وَكَانَتْ تَخْرُجُ اَيْضاً مُظْهِرَةً لِقُرْطَيْهَا اَوْ بَعْضِ قُرْطَيْهَا فِي اُذُنَيْهَا ثُمَّ تَتَكَسَّرُ فِي مِشْيَتِهَا لِتَزِيدَ مِنْ اِغْوَائِهَا لِمَنْ يَرَاهَا؟ وَرُبَّمَا تَلْبَسُ خِلْخَالَيْنِ فِي رِجْلَيْهَا لِتَلْفِتَ اَنْظَارَ النَّاسِ الَّذِينَ لَايَنْتَبِهُونَ اِلَى مَاتُخْفِي مِنْ زِينَتِهَا اِلَّا اِذَا ضَرَبَتْ بِرِجْلَيْهَا عَلَى الْاَرْضِ رَاقِصَةً بِخِلْخَالَيْهَا؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ اَجْلِ رَدْعِهِنَّ وَاِيقَافِهِنَّ عِنْدَ حَدِّهِنّ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الِاسْتِجَابَةِ الْفَوْرِيَّةِ لِاَوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيه؟ فَمَاهِيَ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةُ الْفَوْرِيَّة؟ هَلْ قَالُوا مِثْلَمَا قَالَتِ الْمُعَارَضَةُ السُّورِيَّةُ الْمُنَافِقَةُ عِنْدَنَا (نفاق عمل وليس نفاق عقيدة) وَالَّذِينَ يُرِيدُونَ نَصْرَ اللهِ عَلَى بَشَّار اَنْ يَاْتِيَهُمْ بِالْمَجَّانِ وَمِنْ دُونِ مُقَابِل؟ هَلْ قَالُوا وَقُلْنَ اِنَّ الشَّعْبَ السُّورِي غَيْرُ مُؤَهَّلٍ بَعْدُ لِتَقَبُّلِ تَعَالِيمِ اللهِ وَاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيه؟ هَلْ قَالُوا اِنَّ الشَّعْبَ السُّورِي غَيْرُ جَاهِزٍ بَعْدُ لِسَمَاعِ أيِّ شَيْءٍ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ وَاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ لِاَنَّهُ غَيْرُ مُعْتَادٍ عَلَيْه{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ اَفْوَاهِهِمْ اِنْ يَقُولُونَ اِلَّا كَذِبَا(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الصَّفْوَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُخْتَارَةِ مِنْ خَلْقِ الله؟ وَانْظُرْ اِلَى اسْتِجَابَتِهِمُ الْفَوْرِيَّةِ لِاَوَامِرِ الله؟ تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا[لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة وَاسْتَمَعَتْ اِلَيْهَا الْمُهَاجِرَات قَالَتْ عَائِشَة رَحِمَ اللهُ الْمُهَاجِرَات مَا اِنْ سَمِعْنَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى عَمَدْنَ اِلَى مُرُوطِهِنَّ بِمَعْنَى ثِيَابِهِنَّ فَشَقَقْنَهَا وَاخْتَمَرْنَ بِهَا بِمَعْنَى تَغَطَّيْنَ بِهَا وَتَحَجَّبْنَ؟ نَعَمْ اَخِي نَعَمْ اُخْتِي اِنَّهَا الِاسْتِجَابَةُ الْفَوْرِيَّةُ لِاَوَامِرِ اللهِ؟ وَلَيْسَتْ كَالِاسْتِجَابَةِ الْمُخْزِيَةِ لِلْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّة لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُنَّ لَمْ يَقُلْنَ لَيْسَ عِنْدَنَا الْآنَ هَذِهِ الثّيَابُ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِالِاخْتِمَارِ بِهَا وَالتَّسَتُّرِ وَالْحِجَاب؟ بَلْ فَوْراً عَمَدْنَ اِلَى مُرُوطِهِنَّ وَثِيَابِهِنَّ فَشَقَقْنَهَا وَتَلَفَّحْنَ بِهَا عَلَى رُؤُوسِهِنَّ وَمَدَدْنَهَا وَوَصَلْنَهَا بِصُدُورِهِنَّ وَضَرَبْنَها عَلَيْهَا كَمَا اَمَرَ الله فَقَضَيْنَ بِذَلِكَ الضَّرْبِ مِنَ الْحِشْمَةِ وَالْعَفَافِ عَلَى صُدُورِهِنَّ وَعَلَى جَمِيعِ الْاَمَاكِنِ الَّتِي تُغْوِي وَتُغْرِي مَنْ يَنْظُرُ اِلَيْهَا مِنَ الرِّجَالِ فِي اَجْسَامِهِنّ؟ وَاَمَّا نِسَاءُ الْاَنْصَارِ؟ فَلَمَّا سَمِعَ الرِّجَالُ بِهَذِهِ الْآيَة؟ ذَهَبَ الرَّجُلُ الْاَنْصَارِيُّ مِنْ اَنْصَارِ رَسُولِ اللهِ فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ اِلَى اُمِّهِ وَاِلَى زَوْجَتِهِ وَاِلَى ابْنَتِهِ وَاِلَى اُخْتِهِ وَاِلَى قَرِيبَتِهِ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ عَلَيْهِنّ فَمَاذَا فَعَلْنَ كَذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي نَعَمْ اُخْتِي اِعْتَجَرْنَ بِثِيَابِهِنَّ حَتَّى صَارَ مَنْظَرُهُنَّ يُشْبِهُ مَنْظَرَ الْغِرْبَانِ بِفَضْلِ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةِ الْفَوْرِيَّة؟ فَلَا خَيْرَ اِلَّا خَيْرُ الْآخِرَة؟ اَللَّهُمَّ ارْحَمِ الْاَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة؟ نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام وَلِذَلِكَ نَحْنُ الْآنَ وَفَوْراً عَلَيْنَا اَنْ نَقِيسَ اِيمَانَنَا هَلْ نَسْتَجِيبُ فَوْراً لِاَمْرِ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ اَمْ نَتَلَاعَبُ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَتَخَلَّصَ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ نَتَمَلَّصَ مِنْ اَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَنَوَاهِيه؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ مَطْلَبٌ جَمَاهِيرِيٌّ لِلْحِجَابِ الشَّرْعِيِّ مِنْ جَمِيعِ نِسَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ وَرِجَالِهِمْ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ مَطْلَبَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ اَجْلِ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حِينَمَا قَالَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللهِ نِسَاؤُكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَهَلَّا اَمَرْتَهُنَّ بِالْحِجَاب فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ فِي سُورَةِ الْاَحْزَابِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنّ(وَنَزَلَتِ الْآيَةُ الْاُخْرَى فِي سُورَةِ النُّورِ مِنْ اَجْلِ التَّاْكِيدِ وَالتَّشْدِيدِ عَلَى الْحِجَابِ الْعُلْوِيِّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ(اِيَّاكِ اُخْتِي الْفَنَّانَة؟ اِيَّاكِ اُخْتِي الرَّاقِصَة؟ اِيَّاكِ اَنْ تَصِفِي الْحِجَابَ بِالتَّخَلُّفِ وَلَوْ كُنْتِ لَاتَتَحَجَّبِين؟ لِاَنَّكِ اِذَا فَعَلْتِ فَاَنْتِ خَارِجَةٌ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ خَاسِرَةٌ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اِنْ لَمْ تُسْلِمِي مِنْ جَدِيدٍ وَتَنْطِقِي بِالشَّهَادَتَيْنِ وَتَمُوتِي عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكِ حِينَمَا تَصِفِينَ الْحِجَابَ بِالتَّخَلُّفِ؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكِ تَصِفِينَ اللهَ الَّذِي اَمَرَ بِهِ بِالتَّخَلُّفِ اَيْضاً؟ فَاِيَّاكِ يَااُخْتِي اَنْ تَخْسَرِي دِينَكِ مَهْمَا حَاوَلَ مَعَكِ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ فَاِنَّكِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ تَصِفِينَ اللهَ فِيهَا بِالتَّخَلُّفِ؟ سَتَخْسَرِينَ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَ الله؟ وَسَتَهْوِي بِكِ فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفاً مِنْ سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْكِ؟ وَلَنْ يُعَوِّضَكِ شَيْءٌ اَبَداً؟ لِاَنَّكِ خَسِرْتِ اَغْلَى شَيْءٍ وَهُوَ دِينُكِ الْاِسْلَامِيّ؟ فَحَافِظِي يَااُخْتِي عَلَى هَذِهِ الْجَوْهَرَةِ الْحَقِيقِيَّةِ الثَّمِينَةِ وَهِيَ دِينُكِ الْاِسْلَامِي؟ لِاَنَّهَا هِيَ الْبَاقِيَة؟ وَهِيَ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تَنْفَعُكِ؟ وَهِيَ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تُخَلّصُكِ مِنْ عَذَابِ اللهِ الْاَبَدِيّ؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ اَيْضاً؟ فَكَانُوا يَقُولُونَ يَارَسُولَ الله؟ اُدْعُ اللهَ لَنَا اَنْ يُبَيِّنَ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَاناً شَافِياً مِنْ اِبَاحَتِهِ اَوْ تَحْرِيمِه؟ فَاِمَّا اَنْ يَكُونَ حَلَالاً؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ حَرَاماً؟ وَنَحْنُ نُرِيدُهُ اَنْ يَكُونَ حَرَاماً؟ نَعَمْ اَخِي وَلِمَاذَا هَذَا الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ الْاِيمَانِي؟ اَلسَّبَبُ اَنَّهُمْ رَاَوْا اَنَّ الْخَمْرَ لَايَتَّفِقُ مَعَ الْاِيمَان؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ يَطْلُبُ مِنْكَ اَخِي اَنْ تَكُونَ دَائِماً مُتَيَقّظاً وَوَاعِياً؟ وَاَمَّا الْخَمْرُ فَاِنَّهُ يَجْعَلُكَ فِي غَيْبُوبَة؟ وَلِذَلِكَ ذَهَبُوا اِلَى رَسُولِ اللهِ وَقَالُوا يَارَسُولَ اللهِ؟ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَاناً شَافِياً؟ فَمَاذَا حَدَث؟ بَقِيَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ يَنْزِلُ فِي الْقُرْآنِ عَلَى مَرَاحِلَ تَحْرِيماً غَيْرَ قَاطِعٍ وَلَاحَاسِم حَتَّى نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْاَنْصَابُ وَالْاَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون(فَقَالُوا انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا؟ هَلْ قَالُوا اِنَّ الشَّعْبَ السُّورِي مُولَعٌ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَعِبَادَتِهَا وَلَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَتْرُكَ شُرْبَهَا وَلَا اَنْ يَتَخَلَّى عَنِ الرَّفَاهِيَّةِ الْمُحَرَّمَةِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِنْسِ وَالْكَاسِ وَالْكُسّ كَمَا اَنَّ الشَّعْبَ الْهِنْدِيَّ مُولَعٌ بِعِبَادَةِ الْبَقَرِ وَالْفِئْرَانِ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ مَطْلَبٌ جَمَاهِيرِيٌّ فِي شُرْبِهَا وَصِنَاعَتِهَا وَاِهْدَائِهَا وَالتِّجَارَةِ بِهَا وَلَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُسَيْطِرَ عَلَى الْجَمَاهِيرِ الْهَائِجَةِ وَلَا اَنْ نَضْبِطَهَا؟ هَلْ قَالُوا ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَهَلْ يَكُونُ الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ فِيمَا يُغْضِبُ اللهَ صَحِيحاً وَمَشْرُوعاً وَلَوْ وَافَقَ جَمِيعُ النَّاسِ عَلَى الِاسْتِفْتَاءِ الْاِيجَابِيِّ عَلَيْه؟ فَاِذَا كَانَ صَحِيحاً وَمَشْرُوعاً فَلِمَاذَا اِذاً اَهْلَكَ اللهُ اَعْدَاداً هَائِلَةً مِنْ قَوْمِ نُوحٍ بِالطُّوفَان؟ وَلِمَاذَا جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى اَيْضاً{وَكَمْ اَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوح(وَلِمَاذَا اَهْلَكَ اللهُ قَوْمَ لُوطٍ وَقَدْ كَانَ مَطْلَبُهُمْ جَمَاهِيرِيّاً عَارِماً هَائِلاً فِي اِبَاحَةِ الْجِنْسِ الْمِثْلِيِّ مِنَ اللِّوَاطِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِمَاذَا اَهْلَكَ اللهُ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَقَدْ كَانَ مَطْلَبُهُمْ جَمَاهِيرِيّاً فِي عِبَادَتِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِهِ{يَااَيُّهَا الْمَلَاُ مَاعَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرِي{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ(لَعِبَ بِعُقُولِهِمُ الْخَفِيفَةِ{ فَاَطَاعُوهُ اِنَّهُم كَانُوا قَوْماً فَاسِقِين فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام وَهَلْ يَكُونُ الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ مَشْرُوعاً دَائِماً؟ فَلَوْ كَانَ مَشْرُوعاً دَائِماً فَلِمَاذَا يُؤَدِّي دَائِماً اِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ وَانْتِهَاكِ الْحُرُمَاتِ وَالْاَعْرَاض؟؟ نَعَمْ اَخِي لَا فَرْقَ بَيْنَ شَارِبِ الْخَمْرِ وَعَابدِ الْوَثَنِ اَبَداً كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح اِلَّا اَنْ يَكُونَ شَارِبُ الْخَمْرِ يَعْتَقِدُ بِتَحْرِيمِهَا وَيُؤْمِنُ بِاَنَّهَا مُحَرَّمَة وَيُصَدِّقُ اللهَ فِي تَحْرِيمِهَا وَلَايُكَذّبُهُ وَلَوْ كَانَ يَشْرَبُهَا؟ فَشَارِبُ الْخَمْرِ هَذَا مَازَالَ عَابِدَ الله وَلَيْسَ عَابِدَ الْوَثَن فَنَسْاَلُ اللهَ لَهُ التَّوْبَةَ وَالْهِدَايَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِنَّ الْخَمْرَ{رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوه(فَقَالُوا انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا وَلَمْ يَقُولُوا كَمَا يَقُولُ حُثَالَةُ النَّاسِ فِي اَيَّامِنَا اَللهُ تَعَالَى يَقُولُ{فَاجْتَنِبُوه(وَلَمْ يَقُلْ حَرَام؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْاَقْذَار اِنَّهُ لَجَهْلٌ عَظِيمٌ مَابَعْدَهُ جَهْلٌ فِي اُمُورِ دِينِكُمْ اَيَّهَا الْاَوْغَاد؟ يَامَنِ {اسْتَحْوَذَ عَلَيْكُمُ الشَّيْطَانُ فَاَنْسَاكُمْ ذِكْرَ اللهِ(فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ الَّتِي لَاتَحْضُرُونَهَا اَبَداً وَلَاتُرِيدُونَ اَنْ تَتَشَرَّفُوا بِالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ؟ يَامَنْ تَتَكَبَّرُونَ عَلَى اللهِ وَعَلَى مَجَالِسِ عِلْمِهِ وَدُرُوسِهِ فِي الْمَسَاجِدِ وَعَلَى الْفَضَائِيَّاتِ وَالْاِذَاعَاتِ وَالْاِنْتِرْنِتِّ وَعَلَى الْعُلَمَاء؟ وَيَالَيْتَكُمْ تَكْتَفُونَ بِهَذِهِ الْوَقَاحَةِ الَّتِي مَابَعْدَهَا وَقَاحَةٌ اَبَداً؟ بَلْ اِنَّكُمْ تُطِيعُونَ الشَّيْطَانَ اَيْضاً حِينَمَا{يَاْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَاَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَالَاتَعْلَمُون(فَمَاذَا بَقِيَ لَكُمْ مِنْ رَصِيدٍ فِي هَذِهِ الْمَسَاجِدِ عِنْدَ الله؟ وَمَاذَا تَنْفَعُكُمُ الْبُنُوكُ وَلَوِ امْتَلَاَتْ بِرَصِيدِ اَمْوَالِكُمْ وَرِزْقِكُمُ الَّذِي{جَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلَالَا؟ قُلْ آ~~~~~ اللهُ اَذِنَ لَكُمْ اَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون؟ وَمَاظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة(هَلْ يَظُنُّونَ اَنَّ اللهَ رَاحِمُهُمْ وَخَاصَّةً حِينَمَا يَجْهَلُونَ هَذَا الْجَهْلَ الْمُرَكَّبَ فِي اُمُورِ دِينِهِمْ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى وَيَقُولُونَ اِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمِ الْخَمْرَ وَاِنَّمَا قَالَ{فَاجْتَنِبُوه(وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ مَاذَا عَنِ الْمَيْسِرِ وَهُوَ الْقُمَار وَالَّذِي يَقُولُ اللهُ عَنْهُ اَيْضاً{فَاجْتَنِبُوه(مَاذَا عَنِ الْاَنْصَابِ وَهِيَ الْاَصْنَامُ وَعِبَادَتُهَا والذبح لها؟ مَاذَا عَنِ الْاَزْلَامِ وَهِيَ عِيدَانُ الْحَظِّ وَالطَّالِعِ وَاَوْرَاقِهِ الَّتِي كَانُوا يَتَفَاءَلُونَ بِهَا اَوْ يَتَشَاءَمُون؟ مَاذَا عَنِ الرِّجْسِ النَّجِس ِمِنَ الْاَوْثَان؟ مَاذَا عَنْ قَوْلِ الزُّور؟ مَاذَا دَهَاكُمْ وَكُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ اللهُ عَنْهُ{فَاجْتَنِبُوه(وَهَذَا هُوَ الْقُرْآنُ اَمَامَكُمْ يَحْكُمُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فَاقْرَؤُوا الْقُرْآن؟ فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِاجْتِنَابِهِ لَيْسَ حَرَاماً؟ هَلْ يَقُولُ بِذَلِكَ عَاقِلٌ يَقْرَاُ كَلَامَ الله؟ مَاذَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْاِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ اِلَّا اللَّمَمَ وَاِذَا مَاغَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُون( فَهَلْ اَصْبَحَتْ كَبَائِرُالْاِثْمِ وَالْفَوَاحِشُ وَمِنْهَا اللَّوَاط لَيْسَتْ حَرَاماً فِي رَاْيِكُمْ اَيُّهَا الشَّيَاطِين لِاَنَّ اللهَ يَقُولُ{يَجْتَنِبُون(وَهَلْ يَقُولُ بِذَلِكَ عَاقِلٌ يَاشَيَاطِينَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ يَامَنْ تُحَرِّفُونَ مَعْنَى كَلَامِ اللهِ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي اَرَادَهُ وَمَسَارِهِ الصَّحِيح؟ وَاَقُولُ لَكُم وَاُفْتِي فَتْوَى قَاطِعَة لَارَجْعَةَ عَنْهَا؟ اَنْتُمْ اِلَى الْآنَ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مَوَحِّدُون بِسَبَبِ جَهْلِكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ اِذَا بَقِيتُمْ عَلَى جَهْلِكُمْ هَذَا تُكَذّبُونَ اللهَ فِي تَحْرِيمِ مَااَمَرَ اللهُ بِاجْتِنَابِهِ مِنَ الْخَمْرِ وَمِمَّا ذَكَرْتُ لَكُمْ؟ فَاَنَا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ اَبْصُمَ بِاَصَابِعِي الْعَشَرَةِ عِنْدَ الله اَنَّكُمْ خَارِجُونَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ فَاِذَا بَقِيتُمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى الْمَوْتِ وَمِنْ دُونِ اِسْلَامٍ جَدِيد؟ فَاِنَّ جَهَنَّمَ الْاَبَدِيَّةَ بِانْتِظَارِكُمْ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِينَ وَلَنْ تَخْرُجُوا مِنْهَا اَبَداً؟ لِاَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ اللهَ فِيمَا اَمَرَ بِاجْتِنَابِهِ؟ فَاَسْاَلكُمْ بِاللهِ وَاُنَاشِدُ عُقُولَكُمْ وَضَمَائِرَكُمْ؟ هَلْ مَنْ يُكَذّبُ اللهَ مُؤْمِنٌ اَمْ كَافِرٌ خَارِجٌ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ فَاِذَا كَانَ مَنْ يُكَذّبُ رَسُولاً وَاحِداً مِنْ رُسُلِ اللهِ؟ فَكَاَنَّمَا كَذَّبَ جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ ثَمُودَ الَّذِينَ لَمْ يُكَذّبُوا اِلَّا رَسُولاً وَاحِداً مَخْلُوقاً فَقَطْ وَهُوَ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ قَال{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِين( فَمَا بَالُكُمْ بِمَنْ يُكَذّبُ اللهَ الْخَالِقَ وَحْدَهُ فِيمَا اَمَرَ وَفِيمَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ وَفِيمَا اَمَرَ بِتَحْرِيمِهِ وَاجْتِنَابِه؟ لاشك ان من يكذب الله فانه يكذب هذا الكون الهائل اللامتناهي بما فيه من مجرات ونجوم هائلة وبما فيه من المرسلين من البشر والملائكة والجن وجميع المخلوقات التير تسبح بحمد الله بما فيها من الحيوانات والنباتات والجمادات فاين تذهبون؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ يَذْهَبُ اِلَى دِنَانِ الْخَمْرِ فَيُرِيقُهَا فِي شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ؟ فَاِذَا بِكَ تَرَاهَا وَكَاَنَّ السَّمَاءَ اَمْطَرَتْ عِدَّةَ اَيَّامٍ عَلَى اَرَاضِيهَا؟ وَلَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَقُولُ لَااَنْتَهِي عَنْهَا حَتَّى اَنْتَهِيَ اَوّلاً مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ الَّذِي عِنْدِي اَوْ اَبِيعَهَا لِاَنِّي اشْتَرَيْتُهَا وَخَسِرْتُ عَلَيْهَا اَمْوالاً كَثِيرَة؟ فَلَقَدْ اَعْطَاهُمُ اللهُ سُبْحَانَهُ مُهْلَةً كَافِيَةً حَتَّى يَبِيعُوهَا لِيُعَوِّضُوا شَيْئاً مِمَّا خَسِرُوهُ فِي شِرَائِهَا وَلَايُصَابُوا بِاللَّوْعَةِ عَلَى اَمْوَالِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَمْ يَنْزِلْ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَاِنَّمَا نَزَلَ عَلَى مَرَاحِل؟ وَلَمْ يَنْزِلْ اَيْضاً تَحْرِيرُ الرِّقَابِ اَوِ الرَّقِيقِ اَوِ الْعَبِيدِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَاِنَّمَا نَزَلَ بِكَفَّارَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْهَا كَفَّارَةُ الظِّهَارِ؟ وَالْيَمِينِ الْمُنْعَقِدَةِ؟ وَالْقَتْلِ الْخَطَاِ؟ وَاقْتِحَامِ الْعَقَبَةِ؟ حَتَّى لَايُصَابُوا اَيْضاً بِاللَّوْعَةِ الْكَبِيرَةِ الْمُفَاجِئَةِ الَّتِي لَمْ يَكُونُوا يَنْتَظِرُونَهَا اَوْ يَتَوَقَّعُونَهَا عَلَى اَمْوَالِهِمُ الَّتِي خَسِرُوهَا فِي تِجَارَةِ الرَّقِيقِ وَشِرَائِهِ وَبَيْعِهِ؟ مِمَّا قَدْ يُؤَدِّي اِلَى الرُّكُودِ الِاقْتِصَادِيِّ فِي مُجْتَمَعِهِمْ؟ وَقَدْ يَتْبَعُهُ اَيْضاً انْهِيَارٌ اقْتِصَادِيٌّ كَامِلٌ رُبَّمَا يُؤَدِّي اِلَى حُدُوثِ الْفَقْرِ وَالْبَطَالَةِ وَالْمَجَاعَاتِ فِيهَا؟ مِمَّا قَدْ يَجْعَلُهُمْ يَكْرَهُونَ هَذَا الدِّينَ كُرْهاً شَدِيداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ مُحَمَّد{وَاِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ اُجُورَكُمْ وَلاَيَسْاَلْكُمْ اَمْوَالَكُمْ؟ اِنْ يَسْاَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ اَضْغَانَكُمْ(بِمَعْنَى اِنْ يَسْاَلْكُمْ سُبْحَانَهُ اِنْفَاقَهَا؟ أيْ اِنْ تُنْفِقُوا جَمِيعَ اَمْوَالَكُمْ بِحَفَاوَةٍ وَكَرَمٍ شَدِيدَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَايَبْقَى لَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ تَعْتَاشُونَ مِنْهُ؟ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ اَضَغَانَكُمْ وَاَحْقَادَكُمْ عَلَى هَذَا الدِّينِ الْعَظِيم؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْاَلْكُمْ اِيَّاهَا كُلَّهَا؟ وَاِنَّمَا سَاَلَكُمْ بَعْضاً قَلِيلاً مِنْهَا؟ وَتَرَكَ الْبَاقِي الْكَثِيرَ لَكُمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا الرِّبَا فَاِنَّهُ لَمْ يُحَرِّمْهُ سُبْحَانَهُ بِالتَّدَرُّجِ؟ وَاِنَّمَا حَرَّمَهُ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ وَاَعْلَنَ حَرْباً لَاهَوَادَةَ فِيهَا عَلَى مُتَعَاطِيهِ؟ لِمَا فِيهِ مِنَ الْجَشَعِ وَالطَّمَعِ وَالْاَرْبَاحِ الْحَرَامِ؟ وَلَسْتَ بِحَاجَةٍ اَخِي اِلى اللَّوْعَةِ عَلَى الْمَالِ الْحَرَامِ؟ لِاَنَّ اللهَ لَايُبَارِكُ لَكَ فِيهِ؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَفْرَحَ وَتَتَفَاءَلَ كَثِيراً؟ لِاَنَّ اللهَ خَلَّصَكَ مِنْهُ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ؟ لِاَنَّ نُقْطَةً صَغِيرَةً مِنَ الْمَالِ الْحَرَامِ؟ تُفْسِدُ عَلَيْكَ الْاَيَّامَ السَّعِيدَةَ الْمَعْسُولَةَ الَّتِي تَعِيشُهَا بِبَرَكَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ؟ مُطْمَئِنّاً فِيهَا بِذِكْرِ اللهِ الَّذِي رَزَقَكَ مِنَ الْحَلَالِ وَاَلْهَمَكَ اَنْ تَصْرِفَ الْمَالَ فِي الْحَلَالِ اَيْضاً بِمَا يُرْضِي الله؟ كَمَا اَنَّ نُقْطَةً صَغِيرَةً مِنْ زَيْتِ الْكَازِ؟ تُفْسِدُ بَرْمِيلاً كَبِيراً مِنْ عَسَلِ النَّحْلِ الصَّافِي؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} نَعَمْ اَخِي وَالْقُرْآنُ حَكِيمٌ فِي تَحْرِيمِهِ؟ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَقَرَنَهُ بِتَحْرِيمِ الْمَيْسِرِ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْخَمْرَ تُنْسِي؟ وَلِاَنَّ الْمَيْسِرَ يُلْهِي وَيُنْسِي اَيْضاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْخَمْرَ يُنْسِي الْاِنْسَانَ وَاجِبَاتِهِ؟ وَالْمَيْسِرُ يُلْهِي؟ تَرَاهُ يَلْعَبُ بِالْمَيْسِرِ سَاعَاتٍ عَدِيدَةً وَيُهْمِلُ شَاْنَهُ وَشَاْنَ اُسْرَتِهِ وَشَاْنَ كُلِّ مَنْ هُوَ مَسْؤُولٌ عَنْه؟ نَعَمْ اَخِي فَالْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ يُنْسِي وَ يُلْهِي عَنْ ذِكْرِ اللهِ اَيْضاً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ نَعَمْ اَخِي وَغَيْبُوبَةُ الْمَيْسِرِ لَيْسَتْ اَقَلَّ مِنْ غَيْبُوبَةِ الْخَمْرِ؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ جِدّاً حِينَمَا تَرَى اَخِي لَاعِبَ الْمَيْسِرِ ضَائِعاً فِي مَتَاهَاتِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ يَلْعَبُ الْمَيْسِرَ وَالْقُمَارَ؟ وَرُبَّمَا اجْتَمَعَ الْاَمْرَانِ فَاَصْبَحَ سَكَرْجِي خَمَرْجِي قَمَرْجِي مُقَامِر كَمَا يَقُولُ الْعَوَام؟ وَفِعْلاً فَاِنَّ اَكْثَرَ الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِالْقُمَارِ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَالْعَكْسُ قَدْ يَكُونُ صَحِيحاً اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَعَالَمُ الْخَمْرِ كَعَالَمِ الْمَيْسِر؟ اِنَّهُ عَالَمُ الطَّاوِلَات؟ اِنَّهُ عَالَمُ الْقِدَاح؟ اِنَّهُ عَالَمُ السَّبِّ وَعَالَمُ الشَّتْمِ وَالتَّطَاوُلِ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ بِاَرْبَى الرِّبَا الْمَقِيتِ عِنْدَ الله؟ وَكُلُّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَيْء؟ نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن لَوْ سَاَلْتُكَ هَذَا السُّؤَال؟ لِمَاذَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ سَرِيعِينَ فِي الِاسْتِجَابَةِ لِاَوَامِرِ الله؟ هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا اَخِي؟ لِاَنَّهُمْ يَقْرَؤُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ آيَةَ الْكُرْسِيّ؟ وَفِي آخِرِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم(فَمَا دَامَ اللهُ عَلِيّاً؟ وَمَادَامَ اللهُ عَظِيماً فِي كُلِّ شَيْء؟ فَاللهُ عَظِيمٌ فِي ذَاتِهِ؟ وَاللهُ عَظِيمٌ فِي اَفْعَالِهِ؟ وَاللهُ عَظِيمٌ فِي نِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا تَسْتَيْقِظُ فِي الصَّبَاحِ وَاَنْتَ حَيّاً؟ فَاِنَّهَا اَكْبَرُ نِعْمَةٍ مِنَ اللهِ اَنْ يَمْنَحَكَ اللهُ يَوْماً جَدِيداً لِتَعِيشَ فِيه؟ فَاِنْ كُنْتَ قَبْلَهُ مُقَصِّراً؟ اِسْتَدْرَكْتَ الْاَمْرَ فِيهِ فَتُبْتَ اِلَى الله؟ وَاِنْ كُنْتَ قَبْلَهُ مُطِيعاً؟ زِدْتَّ فِيهِ طَاعَةً عَلَى طَاعَة؟ نَعَمْ اَخِي اَلْعُمْرُ نِعْمَة؟ فَحِينَمَا تَسْتَيْقِظُ مِنَ الْمَوْتِ الْاَصْغَرِ فِي النَّوْمِ؟ اَلَمْ يَجْعَلْ لَكَ رَبُّكَ{عَيْنَيْنِ؟ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ؟ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(نَعَمْ اَخِي لَقَدِ اسْتَيْقَظْتَ مِنْ نَوْمِكَ وَلَكَ عَيْنَانِ تُبْصِرُ النَّورَ بِهِمَا؟ وَلَكَ شَفَتَانِ تَتَكَلَّمُ بِهِمَا وَتَسْتُرُ بِهِمَا فَمَكَ؟ فَانْظُرْ اِلَى مَنْظَرِكَ الْقَبِيحِ لَاسَمَحَ اللهُ اَخِي اِذَا فَقَدْتَّ هَاتَيْنِ الشَّفَتَيْنِ اَوِ اللِّسَانِ اَوِ الْعَيْنَيْنِ بَعْدَ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ اضْطَّرَّتْكَ اِلَى اِزَالَتِهِمَا وَطَمْسِهِمَا؟ فَلِمَاذَا لَاتَشْكُرُ اللهَ عَلَيْهِمَا؟ لِمَاذَا لَاتَشْكُرُ اللهَ عَلَى بَدَنِكَ وَسَمْعِكَ وَبَصَرِكَ؟ لِمَاذَا لَاتَتَضَرَّعُ اِلَى اللهِ اَنْ يَحْفَظَهَا عَلَيْكَ جَمِيعاً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ وَاَنْتَ تُنَاجِيهِ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِكَ اَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَاخَلَق وَتَقُولُهَا عِنْدَ الْمَسَاءِ فَقَطْ ثَلَاثَ مَرَّات وَلاَتَقُلْهَا اَخِي عِنْدَ الصَّبَاح؟ ثُمَّ تَقُولُ صَبَاحاً وَمَسَاءاً بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَايَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ اَيْضاً مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ رَضِيتُ بِاللهِ رَبَّا وَبِالْاِسْلَامِ دِينَا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نَبِيَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ اَيْضاً مَسَاءً ؟ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد عَشْرَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَعَشْرَ مَرَّاتٍ مَسَاءً اَيْضاً؟ ثُمَّ قُلْ اَصْبَحْنَا وَاَصْبَحَ الْمُلْكُ لِله وَالْحَمْدُ لِله وَلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير رَبِّ اَسْاَلُكَ خَيْرَ مَافِي هَذَا الْيَوْم وَخَيْرَ مَابَعْدَه وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْم وَشَرِّ مَابَعْدَه رَبِّ اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَر رَبِّ اَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْر اَللَّهُمَّ بِكَ اَصْبَحْنَا وَبِكَ اَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوت وَاِلَيْكَ النُّشُور؟ نَعَمْ اَخِي وَفِي الْمَسَاءِ قُلْ وَاِلَيْكَ الْمَصِير وَقُلْ اَمْسَيْنَا وَلَاتَقُلْ اَصْبَحْنَا؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ اَنْتَ رَبِّي لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت خَلَقْتَنِي وَاَنَا عَبْدُك وَاَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَااسْتَطَعْت اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَاصَنَعْت اَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَاَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَاِنَّهُ لَايَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اَنْت؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَصْبَحْتُ اُشْهِدُك وَاُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِك وَمَلَائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِك اَنَّكَ اَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَك وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُك اَرْبَعَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَاَرْبَعَ مَرَّاتٍ مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ مَااَصْبَحَ اَوْ اَمْسَى بِي مِنْ نِعْمَةٍ اَوْ بِاَحَدٍ مِنْ خَلْقِك فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَك فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْر مَرَّةً وَاحِدَةً صَبَاحاً وَمَرَّةً وَاحِدَةً مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اَللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اَللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لَااِلَهَ اِلَّا اَنْت اَللَّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْر وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَسَاءً ؟ ثُمَّ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم سَبْعَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَسَبْعَ مَرَّاتٍ مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة فِي دِينِي وَدُنْيَاي وَاَهْلِي وَمَالِي اَللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اَللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَاَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ اَنْ اُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي اَللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَه اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَشَرَكِهِ وَاَنْ اَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً اَوْ اَجُرَّهُ اِلَى مُسْلِم يَاحَيُّ يَاقَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ اَسْتَغِيث اَصْلِحْ لِي شَاْنِي كُلَّه وَلَاتَكِلْنِي اِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن اَصْبَحْنَا وَاَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْم فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاه وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَافِيهِ وَشَرِّ مَابَعْدَه اَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْاِسْلَام وَعَلَى كَلِمَةِ الْاِخْلَاص وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَعَلَى مِلَّةِ اَبِينَا اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِمَا وَمَاكَانَ مِنْ الْمُشْرِكِين؟ نَعَمْ اَخِي وَعِنْدَ الْمَسَاءِ قُلْ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ خَيْرَ مَافِي هَذِهِ اللَّيْلَة فَتْحَهَا وَنَصْرَهَا اِلَى آخِرِ الدُّعَاء وَلَاتَقُلْ خَيْرَ مَافِي هَذَا الْيَوْمِ عِنْدَ الْمَسَاء؟ ثُمَّ قُلْ اَخِي عِنْدَ الصَّبَاحِ اَيْضاً لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ الصَّبَاحِ فَقَطْ وَلَااَنْصَحُكَ اَخِي بِتَرْكِهَا مَدَى الْحَيَاة وَلَوْ تَرَكْتَ جَمِيعَ الْاَذْكَار لِاَنَّهَا اَفْضَلُ الذِّكْرِ عِنْدَ الله؟ ثُمَّ قُلْ اَخِي سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةً اَيْضاً عِنْدَ الصَّبَاح وَمِائَةً اُخْرَى عِنْدَ الْمَسَاءِ اَيْضاً؟ ثُمَّ قُلْ اَخِي اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ السُّحُورِ فِي الثُّلُثِ الْاَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ وَقَبْلَ اَذَانِ الْفَجْرِ لِمَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْاَسْحَار(نَعَمْ اَخِي وَلَاتَنْسَ الْاَذْكَارَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ اَيْضاً وَالَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي بِدَايَةِ الْمُشَارَكَةِ السَّابِقَة؟ نَعَمْ اَخِي الْاِنْسَان اَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَكَ مَاتَهْتَدِي بِهِ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِنَ النُّجُومِ بِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اَيْضاً {اَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن(اَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ تَعَالَى لَكَ قَلْباً يَنْبُضُ حِينَمَا تَسْتَيْقِظُ؟ وَقَلْبُكَ يَنْبُضُ ثَمَانِينَ نَبْضَةً فِي الدَّقِيقَة؟ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى صَلَاحِيَّةِ الْقَلْبِ كَمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ الْاَطِبَّاءُ جَيِّداً؟ اَلَمْ يَجْعَلْ لَكَ سُبْحَانَهُ بَنْكِرْيَاساً يُفْرِزُ الْآنْسُولِين؟ اَلَمْ يَجْعَلْ لِلْقَلْبِ مَسَامَاتٍ لَاتَجْعَلُ الدَّوْرَةَ الدَّمَوِيَّةَ تَرْجِعُ اِلَى الْقَلْبِ مَرَّةً ثَانِيَةً وَاِلَّا اُصِبْتَ بِمَرَضٍ عُضَالٍ يَجْعَلُكَ تَحْتَاجُ اِلَى عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ رُبَّمَا كَلَّفَتْكَ نِصْفَ مِلْيُون لَيْرَة سُورِيَّة وَقَدْ تَنْجَحُ وَقَدْ لَاتَنْجَح؟ فَمَنِ الَّذِي مَنَحَكَ هَذَا كُلَّهُ؟ وَمَنِ الَّذِي مَنَحَكَ هَذَا اللّسَانَ النَّاطِقَ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَاَخْرَسَكَ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ الْمُعَانِدُ يَامَنْ تَشْتُمُ الْاِلَهَ بِلِسَانِكَ الَّذِي مَنَحَكَ اللهُ اِيَّاهُ وَتُقَابِلُ هَذِهِ النَّعْمَةَ بِشَتْمِ الله؟ فَهَلْ هَذَا هُوَ جَزَاءُ اللهِ عَلَى مَعْرُوفِهِ وَاِحْسَانِهِ مَعَكَ فِي نِعَمِهِ عَلَيْكَ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَلَوْ شَاءَ لَاَخْرَسَك؟ فَهَلْ يَرْضَى اللهُ مِنْكَ اَنْ تَظْلِمَهُ هَكَذَا وَبِهَذِهِ الْبَسَاطَةِ وَالسُّهُولَةِ بِشَتْمِكَ لَهُ وَبِاِشْرَاكِكَ مَعَهُ اِلَهاً آخَرَ لَمْ يُنْعِمْ عَلَيْكَ شَيْئاً وَمَعَ ذَلِكَ تَشْكُرُهُ هُوَ وَلَاتَشْكُرُ اللهَ بَلْ تَشْتُمُهُ؟ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ يَاعِبَادِي اِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً فَلَا تَظَالَمُوا(اَلَيْسَ هَذَا كَثِيرٌ جِدّاً وَظُلْمٌ كَبِيرٌ جِدّاً بِحَقِّ اللهِ يَجْعَلُكَ تَخْرُجُ عَنْ جَمِيعِ الْحُدُودِ وَالْآدَابِ الْمَطْلُوبَةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الله؟ فَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ هَذِهِ النِّعَم؟ وَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ هَذَا الْقَلْب؟ وَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ اللّسَان؟ وَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ الْعَيْنَيْن؟ مَنِ الَّذِي اَحْيَانَا ثُمَّ يُمِيتُنَا؟ هَلْ هِيَ هَذِهِ الْآلِهَةُ الْمُزَيَّفَةُ الْبَشَرِيَّةُ اَوِ الصَّنَمِيَّةُ الْوَثَنِيَّةُ الَّتِي تَعْبُدُهَا مِنْ دُونِ الله؟ هَلْ تَفَضَّلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآلِهَةُ الْمُزَيَّفَةُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الَّذِي تَفَضَّلَ اللهُ بِهِ عَلَيْك؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي اَجِبْنِي بَعْدَ اَنْ تَجْعَلَ ضَمِيرَكَ وَعَقْلَكَ وَوُجْدَانَكَ صَاحِياً تَمَاماً مِنْ اَجْلِ اَنْ تَصِلَ اِلَى هَذِهِ الْحَقِيقَةِ الْكُبْرَى مِنْ دُونِ غَبَشٍ عَلَى عَيْنَيْكَ وَلاضَبَابٍ فِيهِمَا وَلَا فِي عَقْلِكَ وَقَلْبِك؟ فَهَلْ يَسْتَحِقُّ اللهُ مِنْكَ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ اَنْ تَشْتُمَه؟ وَهَلْ فَهِمْتَ مَعِي الْآنَ جَيِّداً لِمَاذَا خَلَقَ اللهُ جَهَنَّم؟ اِنَّهَا مِنْ اَجْلِ اللَّئِيمِ مَعَ خَالِقِهِ وَخَلْقِهِ اَمْثَالِكَ اِنْ لَمْ تَتُبْ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً تَجْعَلُكَ تَمُوتُ عَلَى دِينِ الْاِسْلَام؟ مَااَجْحَدَكَ اَيَّهَا الْاِنْسَان؟ اَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة؟ فَمَا دَامَ اللهُ قَدْ اَعْطَاكَ كُلَّ هَذِهِ النِّعَمِ وَالْمِنَحِ؟ وَقَدْ يَسْلُبُ اللهُ مِنْكَ اَوْ مِنْ غَيْرِكَ جُزْءاً مِنْ هَذِهِ النِّعْمَة؟ حَتَّى تَتَذَكَّرَ اللهَ بَعْدَ نِسْيَانٍ وَغَفْلَةٍ هَائِلَةٍ لَايَسْتَحِقُّهَا مِنْكَ سُبْحَانَهُ؟ ثُمَّ تَشْكُرَهُ عَلَى مَااَعْطَاكَ اِيَّاهُ وَحَرَمَ غَيْرَكَ؟ اَوْ تَشْكُرَهُ عَلَى مَااَبْقَاهُ لَكَ وَلَوْ حَرَمَكَ جُزْءاً مِنْهُ يَسِيراً اَوْ كَثِيراً؟ وَلَقَدْ رَكِبْتُ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ فِي سَيَّارَةِ اُجْرَةٍ؟ ثُمَّ وَقَفَتِ السَّيَّارَةُ؟ فَقَالَ لِي سَائِقُهَا بَعْدَ حِين؟ اَرْجُوكِ هَلْ اِشَارَةُ الْمُرُورِ حَمْرَاءُ اَوْ خَضْرَاء؟ فَقُلْتُ لَهُ لِمَاذَا تَسْاَلُنِي اَمَا تَرَاهَا وَاضِحَةً اَمَامَ عَيْنَيْك؟ فَقَالَ اَرْجُو اَنْ تَعْذُرِينِي لِاَنِّي مُصَابٌ بِعَمَى الْاَلْوَان؟ فَتَصَوَّرْ مَعِي اَيَّهَا الْجَاحِدُ لِنِعْمَةِ رَبِّه؟ تَصَوَّرْ مَعِي يَا مَنْ تَشْتُمُ خَالِقَكَ وَخَالِقَ لِسَانِكَ وَعَيْنَيْك؟ تَصَوَّرْ مَعِي اِنْسَاناً مُصَاباً بِعَمَى الْاَلْوَانِ؟ حَتَّى تَشْعُرَ بِقِيمَةِ النِّعْمَةِ الَّتِي اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ فِي عَيْنَيْكَ الَّتِي تَرَى جَمِيعَ الْاَلْوَانِ فِيهِمَا؟ وَاَنْتُمْ اَيْضاً يَامَنْ عَمِيَتْ قُلُوبُكُمْ عَنِ اللهِ؟ وَعَنِ التَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ؟ وَعَمَّا اَعَدَّهُ لُكُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَالْعَذَابِ الْاَلِيمِ؟ فَاِذَا اُصِيبَ الْوَاحِدُ مِنْكُمْ فِي عَيْنَيْهِ؟ فَلَايَدْرِي هَلْ اِشَارَةُ الْمُرُورِ حَمْرَاءُ اَمْ خَضْرَاء؟ وَلِذَلِكَ قَدْ تُسْحَبُ مِنْكُمْ اِجَازَةُ قِيَادَةِ السَّيَّارَة؟ وَرُبَّمَا يَسْحَبُ اللهُ جَمِيعَ مَقَاعِدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ؟ وَيُعْطِيكُمْ مَقَاعِدَ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ عِوَضاً عَنْهَا؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ الْعَكْسُ وَاللهُ اَعْلَم؟ فَاعْمَلُوا لِدُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ؟ فَكَمَا تَدِينُونَ تُدَانُون؟ نَعَمْ اَخِي اَنْتَ عَاقِلٌ وَلَسْتَ مَجْنُوناً؟ فَمَنِ الَّذِي مَنَحَكَ الْعَقْل؟ اَلَيْسَ سُبْحَانَهُ قَادِراً عَلَى اَنْ يَسْلُبَ مِنْكَ هَذَا الْعَقْلَ فَتَصِيرَ مَجْنُوناً؟ مَنِ الَّذِي مَنَحَكَ الذَّاكِرَة؟ اَلَيْسَ جَلَّ جَلَالُهُ قَادِراً عَلَى اَنْ يَسْلُبَ مِنْكَ هَذِهِ الذَّاكِرَةَ فَتَصِيرَ خَرِفاً يَلْعَبُ مَعَكَ الْاَوْلَادُ الصِّغَارُ وَيَضْحَكُونَ عَلَيْكَ وَقَدْ يَرْمُونَكَ بِالْحِجَارَة؟ فَيَامَنْ تَتَكَبَّرُونَ؟ وَيَامَنْ تَتَجَبَّرُونَ؟ وَيَامَنْ تَتَعَالَوْنَ عَلَى خَلْقِ الله؟ اَنْتُمْ فِي قَبْضَةِ اللهِ؟ فَهَلْ تَسْتَطِيعُونَ اَنْ تَهْرُبُوا اَوْ تُفْلِتُوا مِنْ قَبْضَةِ اللهِ وَلَوْ طَالَتْ اَعْمَارُكُمْ؟ وَلَوْ عِشْتُمْ اَلْفَ سَنَةٍ مُنَعَّمِينَ مُرَفَّهِينَ تَحْلُمُونَ بِغَدٍ اَفْضَل مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ الَّتِي تَكْسَبُونَهَا مِنْ عُلُوِّكُمْ وَفَسَادِكُمْ فِي الْاَرْضِ وَتَجَبُّرِكُمْ عَلَى خَلْقِ الله؟ حَتَّى وَلَوْ بَقِيتُمْ اَلْفَ سَنَةٍ فِي الْمُسْتَشْفَى تَعِيشُونَ عَلَى اَحْدَثِ اَجْهِزَةِ الْحَيَاةِ الزَّائِفَةِ بِمَوْتٍ سَرِيرِيٍّ بَقِيَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا شَارُونُ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ لِمُدَّةِ ثَمَانِي سَنَوَات؟ ثُمَّ مَاذَا بَعْدَ ذَلِكَ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُونَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ بَعْدَ اَنْ تُدْفَنُوا فِي قُبُورِكُمْ {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (حَتَّى يَنْجُوا مِنْ عَذَابِ الله؟ فَلِمَاذَا يَااَحْفَادَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِير؟ لِمَاذَا يَاخَنَازِيرَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْمُجْرِمِينَ تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْت؟ لِمَاذَا وَاَنْتُمْ تَزْعُمُونَ اَنَّ اَحَداً مِنَ النَّاسِ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ اِلَّا اَنْتُمْ{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ اِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى؟ تِلْكَ اَمَانِيُّهُمْ؟ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين(فَاِذَا كُنْتُمْ سَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَحْدَكُمْ وَلَنْ يَدْخُلَهَا غَيْرُكُمْ؟ وَاِذَا كَانَ لَكُمُ الْحَقُّ الْحَصْرِيُّ وَحْدَكُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ؟ فَلِمَاذَا تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْت؟ وَاَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْتِ؟ هُوَ اَنَّكُمْ خِفْتُمْ عَلَى شَارُونَ مِنَ الْمَوْتِ وَمِمَّا بَعْدَ الْمَوْتِ؟ حَتَّى جَعَلْتُمُوهُ يَعِيشُ طَوَالَ هَذِهِ السَّنَوَاتِ عَلَى هَذِهِ الْاَجْهِزَةِ الّتِي جَعَلَتْكُمْ تَخْسَرُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ مِنْ اَجْلِ الْاِبْقَاءِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ حَيَاتِهِ مَا رُبَّمَا قَدْ يَكْفِي لِاِطْعَامِ الْجَائِعِينَ عِنْدَنَا فِي سُورِيَا؟ نَعَمْ وَاَخِيراً مَاتَ شَارُونُ بَعْدَ طُولِ انْتِظَار؟ فَهَلْ سَيَنْجُو شَارُونُ مِنْ عَذَابِ اللهِ بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ الَّتِي تَحْرِمُونَ مِنْهَا هَؤُلاَءِ الْجَائِعِينَ وَالْمَرْضَى؟ اَمْ سَيَكُونُ قَائِدَكُمْ اِلَى حَرِيقِ الْجَحِيمِ الْاَبَدِيِّ اِنْ لَمْ تَمُوتُوا عَلَى دِينِ الْاِسْلَام الَّذِي لَايَقْبَلُ اللهُ دِيناً غَيْرَهُ اَبَداً؟ وَهَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الْمُرَّةُ الشَّافِيَةُ الَّتِي لَنْ تَسْتَطِيعُوا اَنْ تَهْرُبُوا مِنْهَا اَبَداً مَهْمَا تَجَاهَلْتُمُوهَا؟ وَمَا اَتَيْتُ بِهَا مِنْ عِنْدِي وَلَا مِنْ بَيْتِ اَبِي؟ وَاِنَّما مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي يَقُول{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْاِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين(فَلِمَاذَا يَكْذِبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فِي هَذِهِ الْحَقِيقَةِ؟ وَمَامَصْلَحَتُهُ وَلَمْ يُجَرِّبْ عَلَيْهِ قَوْمُهُ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ كَذِباً قَطُّ؟ وَلَمْ يَتَّهِمُوهُ بِخِيَانَةِ الْاَمَانَةِ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ؟ وَاِنَّمَا كَانُوا يُلَقّبُونَهُ بِالصَّادِقِ الْاَمِين؟ بَلْ اَنْتُمْ اَيْضاً فِي اَيَّامِنَا تَشْهَدُونَ لَهُ اَنَّهُ يَسْتَطِيعُ بِهَذَا الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي لاَيَقْبَلُ اللهُ دِيناً غَيْرَهُ اَنْ يَحُلَّ جَمِيعَ مَشَاكِلِ الْعَالَمِ قَبْلَ اَنْ يَنْتَهِيَ مِنْ تَنَاوُلِ فِنْجَانِ الْقَهْوَةِ مَعَ السِّيجَارَة لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ الدِّينُ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ عَلَى حَلِّ جَمِيعِ مَشَاكِلِ الْعَالَمِ وَمَايُعَانِيهِ مِنْ تَخَبُّطٍ وَضَيَاع؟ وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِ اَنْ يَمُوتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَل؟؟ وَلِذَلِكَ اِيَّاكَ ثُمَّ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تُطِيعَ اَحَداً فِي مَعْصِيَةِ اللهِ؟ فَاِنَّهُ لَنْ يُنْجِيَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ اَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله(اَخْزَاهُمُ اللهُ اِنْ لَمْ يَهْدِهِمْ{ وَالَّذِينَ آمَنُوا اَشَدُّ حُبّاً لِله(فَاِذَا اتَّبَعْتَنِي اَخِي وَاَنَا مُنْحَرِفَةٌ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ وَطَاوَعْتَنِي عَلَى ضَلَالِي؟ فَهَلْ اَسْتَطِيعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَنْ اُنْقِذَكَ مِمَّا يَنْتَظِرُكَ وَيَنْتَظِرُنِي مَعَكَ مِنْ عَذَابِ الله؟ فَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ اَكُونَ فِي الدُّنْيَا لِي وَجَاهَةٌ وَاَمْلِكُهَا وَاَسْتَطِيعُ اَنْ آمُرَكَ وَاَفْرِضَ عَلَيْكَ مَااَشَاءُ مِنَ الْاَوَامِرِ الشَّيْطَانِيَّة؟ لَكِنَّكَ اِذَا وَقَعْتَ فِي مَكْرُوهٍ يَجْعَلُ اللهَ يَسْخَطُ عَلَيْكَ وَعَلَيَّ وَيَغْضَبُ مِنِّي وَمِنْكَ وَيَلْعَنُكَ وَيَلْعَنُنِي مَعَكَ؟ فَقَدْ تَظُنُّ اَنِّي اَسْتَطِيعُ اَنْ اُنْجِيَكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ فَاسْتمَعْ مَاذَا يَقُولُ الْقُرْآنُ لِتَعْرِفَ اِنْ كُنْتُ اَسْتَطِيعُ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلَا {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا اِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ اَنَّ الْقُوَّةَ لِلهِ جَمِيعاً؟ وَاَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَاب؟ اِذْ تَبَرَّاَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا(نَعَمْ سَاَتَبَرَّاُ مِنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِذَا اتَّبَعْتَنِي اَخِي عَلَى الْبَاطِلِ؟ وَلَنْ يَنْفَعَنِي ذَلِكَ وَلَنْ يَنْفَعَكَ بَلْ{كُلَّمَا دَخَلَتْ اُمَّةٌ لَعَنَتْ اُخْتَهَا{اَلْاَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ اِلَّا الْمُتَّقِين{وَرَاَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْاَسْبَاب(نَعَمْ اَخِي هُنَاكَ تَابِعٌ؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً مَتْبُوع؟ وَدَائِماً اَلنَّاسُ يَتَّبِعُونَ الْقَوِيّ؟ وَالتَّابِعُ يَكُونُ ضَعِيفاً؟ فَيَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَمَا يُؤْمَرُ بِهِمْ جَمِيعاً اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ؟ يَقُولُ التَّابِعُونَ الضُّعَفَاءُ لِلْمَتْبُوعِينَ الْاَقْوِيَاءِ؟ اَنْقِذُونَا كَمَا كُنْتُمْ تُنْقِذُونَنَا فِي الدُّنْيَا مِنْ اَصْعَبِ الْمَشَاكِلِ وَالْوَرْطَات؟ فَمَاذَا يَحْصَلُ؟ كُلٌّ يَتَبَرَّاُ مِنَ الْآخَر{اِذْ تَبَرَّاَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا(وَهُمُ الْاَقْوِيَاءُ(مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا(وَهُمُ الضُّعَفَاء{وَرَاَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْاَسْبَابُ(وَهِيَ الرَّوَابِطُ الَّتِي كَانَتْ تَرْبِطُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ تَقَطَّعَتْ عَنْهُمْ وَزَالَتْ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي فَهَؤُلَاءِ الْاَقْوِيَاءُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ؟ سَيَتَقَدَّمُونَ مَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ وَعَلَى رَاْسِهِمْ فِرْعَوْنُ{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاَوْرَدَهُمُ النَّارُ؟ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُود؟ وَاُتْبِعُوا فِي هَذِهِ(الدُّنْيَا{لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُود(وَلِذَلِكَ مَاذَا يَقُولُ الضُّعَفَاءُ التَّابِعُونَ بَعْدَ ذَلِك{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ اَنَّ لَنَا كَرَّةً(أيْ رَجْعَةً اِلَى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَثُورَ عَلَيْهِمْ وَنَنْتَصِرَ بِمَنْطِقِ وُحُوشِ الْغَابَةِ وَمَنْطِقِ الْقَوِيٍّ الَّذِي يَاْكُلُ الضَّعِيفَ تَجَبُّراً وَتَكَبُّراً وَاسْتِعْلَاءً فِي الْاَرْضِ وَفَساداً؟ اَوْ بِمَنْطِقِ الضَّعِيفِ الْغَادِرِ الَّذِي يَتَمَسْكَنُ حَتَّى يَتَمَكَّنَ مِنْ رَقَبَةِ الْقَوِيِّ؟ لَفَعَلْنَا وَمَاقَصَّرْنَا؟ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ{فَنَتَبَرَّاَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا(وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ عَلَى الْفَقِيرِ الْمُتَعَجْرِفِ وَالْغَنِيِّ الْمُتَكَبِّرِ اَنْ يَعُودَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا اِلَى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِيَسْتَدْرِكَ مَافَاتَهُ مِنْ تَقْصِيرٍ فَي الْخَيْرِ اَوِ الشَّرِّ اَوْ فِي التَّشَفّي اَوِ الِانْتِقَامِ مِمَّنْ خَذَلَهُ؟ فَهَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا هِيَ نِهَايَةُ الْمَطَافِ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَلَارَجْعَةَ بَعْدَهَا اِلَيْهَا اَبَداً؟ فَاِمَّا جَنَّةٌ اَبَدِيَّة؟ اَوْ جَحِيمٌ اَبَدِيَّةٌ مُشْتَاقَةٌ جِدّاً اِلَى التَّشَفّي وَالِانْتِقَامِ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اَكْثَرَ مِنِ اشْتِيَاقِهِمْ اِلَى انْتِقَامِهِمْ مِنْ بَعْضِهِمْ مِمَّنْ خَذَلَهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظ(وَلِذَلِكَ فَالْمَحْظُوظُ وَصَاحِبُ الْحَظِّ السَّعِيدِ فَقَطْ هُوَ مَنْ مَاتَ عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ السُّنِّيِّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ{كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ اَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ؟ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار(لَا التَّابِعُ وَلَا الْمَتْبُوع؟ اِلَّا مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ؟ فَاِنَّهُ يَخْرُجُ بَعْدَ عَذَابٍ طَوِيلٍ جِدّاً بَعْدَ مَلَايِينِ السِّنِين؟ بِدَلِيلِ آيَاتٍ وَاَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ كَثِيرَة لَامَجَالَ لِذِكْرِهَا الْآن؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ وَالِدَاكَ مَتْبُوعَيْنِ؟ وَكُنْتَ تَابِعاً لَهُمَا؟ فَاِذَا اَمَرَاكَ بِالْمَعْصِيَةِ مِمَّا يُغْضِبُ اللهَ{فَلَا تُطِعْهُمَا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا(وَاِلَّا وَاللهِ لَنْ يَنْفَعَاكَ؟ اِلَّا اِذَا اَطَعْتَهُمَا فِيمَا يُرْضِي الله؟ فَلَا طَاعَةَ عَلَيْكَ لِمَخْلُوقٍ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ؟ وَاِلَّا عَلَيْكَ اَنْ تَتَحَمَّلَ الْعَوَاقِبَ الْوَخِيمَةَ اَنْتَ وَمَنْ اَطَعْتَهُ فِي غَضَبِ الله؟ نَعَمْ اَخِي يَاسَلَام عَلَى حَلَاوَةِ الْاِيمَان؟ وَيَاسَلَام عَلَى اِنْسَانِيَّةِ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَام؟ نَعَمْ اَخِي وَسَاَحْكِي لَكَ قِصَّةً ظَرِيفَةً طَرِيفَةً؟ بَطَلُهَا خَلِيفَةٌ عَزِيزٌ جِدّاً عَلَى قَلْبِي وَكَمْ اُحِبُّهُ؟ وَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ تَعَالَى؟ وَالَّذِي اسْتَطَاعَ فِي عَامَيْنِ اَنْ يُغَيِّرَ كُلَّ شَيْءٍ؟ وَاَنْ يَقْضِيَ عَلَى الْفَسَادِ؟ وَاَنْ يُؤَلّفَ بَيْنَ الْاُمَّةِ مَعَ اخْتِلَافِ مَذَاهِبِهَا وَدِينِهَا؟ فَحِينَمَا تَوَلَّى الْخِلَافَةَ رَحِمَهُ الله؟ عَزَلَ الْوُلَاةَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ خِلَافَتِهِ؟ وَاسْتَبْدَلَهُمْ بِوُلَاةٍ يَثِقُ فِيهِمْ؟ فَاسْتَمِعْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْحَادِثَة؟ كَانَ مِنْ وُلَاةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ رَجُلٌ اسْمُهُ عَدِيُّ بْنُ اَرْطَاَةَ؟ فَكَتَبَ اِلَى اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَائِلاً؟ اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَاِنِّي اَعْلَمُ رِجَالاً؟ قَدِ اقْتَطَعُوا مِنْ اَمْوَالِ اللهِ قَبْلَكَ الْكَثِيرَ وَالْكَثِير؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَخَذُوا اَمْوَالاً كَثِيرَةً مِنْ اَمْوَالِ الْاُمَّةِ وَسَرَقُوهَا قَبْلَ اَنْ تَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ اَيُّهَا الْاَمِير؟ وَهُمْ يُخَبِّئُونَهَا؟ وَلَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَسْتَخْرِجَهَا مِنْهُمْ اِلَّا بِشَيْءٍ مِنَ التَّعْذِيب؟ بِمَعْنَى اَنِّي اَحْتَاجُ اِلَى اَنْ تَاْذَنَ لِي بِتَعْذِيبِهِمْ وَضَرْبِهِمْ شَيْئاً يَسِيراً حَتَّى يَعْتَرِفُوا اَيْنَ خَبَّؤُوا هَذِهِ الْاَمْوَال؟ فَاسْتَمِعْ اَخِي اِلَى كُلِّ كَلِمَة؟ وَحَاوِلْ اَنْ تَفْهَمَهَا جَيِّداً؟ فَبِاَيِّ شَيْءٍ اَجَابَهُ؟ وَمَاذَا قَالَ لَهُ عُمَر؟ وَيْلَك؟ وَيْحَك؟ اَتَسْتَاْذِنُنِي فِي تَعْذِيبِ بَشَر؟ بِمَعْنَى هَلْ تَاْخُذُ اِذْنِي مِنْ اَجْلِ اَنْ تُعَذّبَ بَشَراً؟ فَوَاللِه لَنْ اَكُونَ لَكَ جُنَّةً يَوْمَ الْقِيَامَة؟ بِمَعْنَى لَنْ اَسْتَطِيعَ اَنْ اَقِيَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعَذَاب؟ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ رِضَائِي عَنْكَ اَنْ يَمْنَعَكَ مِنْ عَذَابِ الله؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّكَ اَرْضَيْتَنِي بِتَعْذِيبِ هَؤُلَاء؟ وَلْنَفْرِضْ اَنِّي رَضِيتُ بِتَعْذِيبِهِمْ؟ بَلْ طَلَبْتُ مِنْكَ ذَلِكَ اَيْضاً بِاِلْحَاح؟ فَمَاذَا اَنْفَعُكَ اِذَا كُنْتَ تُسْخِطُ اللهَ بِذَلِك؟ وَمَاذَا يَنْفَعُكَ رِضَايَ عَنْكَ بِالْبَاطِل؟ هَلْ يَحْمِيكَ مِنْ سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَيَّ وَعَلَيْك؟ فَقَالَ عَدِيُّ بْنُ اَرْطَاَةَ؟ فَمَاذَا اَفْعَلُ اِذاً؟ فَقَالَ عُمَرُ؟ اُدْعُ هَؤُلَاءِ اِلَيَّ وَاسْاَلْهُمْ؟ فَاِنِ اعْتَرَفُوا اَوْ اَقَرُّوا اِقْرَاراً لَيْسَ فِيهِ عُنْفٌ وَلَيْسَ فِيهِ تَعْذِيبٌ؟ فَاحْكُمْ عَلَيْهِمْ بِاِقْرَارِهِمْ؟ وَاِنْ اَنْكَرُوا؟ فَاِنِ اسْتَطَعْتَ اَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِمُ الْبَيِّنَةَ وَالدَّلِيلَ عَلَى سَرِقَتِهِمْ؟ فَخُذْهُمْ بِالبَيِّنَة؟ فَاِنْ عَجَزْتَ عَنْ اِقَامَةِ الْبَيِّنَةِ؟ فَاطْلُبْ مِنْهُمُ الْيَمِينَ الْحَاسِمَة؟ فَاِنْ حَلَفُوا؟ فَاَطْلِقْ سَرَاحَهُمْ؟ وَلَاتُبْقِهِمْ سَاعَةً وَلَوْ حَلَفَ الْحَرَامِي مِنْهُمْ عَلَى الْيَمِينِ كَاذِباً وَلَوْ جَاءَهُ الْفَرَجُ؟ فَاَطْلِقْ سَرَاحَهُمْ؟ وَامْنَعْهُمْ مِنْ مُغَادَرَةِ الْبِلَادِ؟ وَافْرِضْ عَلَيْهِمُ الْاِقَامَةَ الْجَبْرِيَّةَ؟ وَضَعْهُمْ تَحْتَ الْمُرَاقَبَةِ؟ وَلَاتُضَيِّقْ عَلَيْهِمْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ اِلَى اَنْ تَجِدَ الدَّلِيلَ الْقَاطِعَ عَلَى خِيَانَتِهِمْ اَوْ بَرَاءَتِهِمْ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّام؟ فَاِنْ لَمْ تَجِدْهُ؟ فَاكْفُفْ عَنْهُمْ؟ فَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ غَيْرُهُ؟ لَاَنْ يَلْقَى هَؤُلَاءِ رَبَّهُمْ بِخَيَانَاتِهِمْ؟ اَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ اَنْ اَلْقَى رَبِّي وَقَدْ ضُرِبَ مِنْ اَجْلِي رَجُلٌ سَوْطاً وَاحِداً ظُلْماً؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى السَّوْطِ الْوَاحِدِ فَقَطْ وَهُوَ الْكُرْبَاجُ الَّذِي قَدْ يُضْرَبُ بِهِ خَطَاً اِنْسَانٌ مَظْلُومٌ ظُلْماً؟ فَدَعْهُمْ عَلَى سَرِقَتِهِمْ وَخِيَانَتِهِمْ اَحْرَاراً؟ وَاَطْلِقْ سَرَاحَهُمْ؟ وَذَلِكَ اَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ اَنْ يَقُولَ لِي رَبُّ الْعِزَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ كَيْفَ اَذِنْتَ بِضَرْبِ بَرِيءٍ ظُلْماً وَلَوْ عَنْ طَرِيقِ الْخَطَاْ؟ وَحَتَّى وَلَوْ حَصَلَ الْقَتْلُ عَنْ طَرِيق ِالْخَطَاِ غَيْرِ الْمَقْصُودِ؟ فَاِنَّ اللهَ لَايُعْفِيكَ اَخِي اَبَداً مِنْ كَفَّارَةٍ مُغَلَّظَةٍ؟ فِيهَا مَايَشِيبُ مِنْهُ الطِّفْلُ الرَّضِيعُ مِنْ تَحْرِيرِ رَقَبَةٍ؟ وَدِيَةٍ مُغَلَّظَةٍ يَصِلُ مَدَاهَا اِلَى مِائَةِ نَاقَة؟ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْمُنْدَسُّون؟ وَاَمَّا الْاِرْهَابِيُّونَ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ الَّذِينَ لَاعَلَاقَةَ لَهُمْ بِاللَّيَاقَةِ بِاَحْكَامٍ عُرْفِيَّةٍ فِي السُّجُون؟ وَمِنْ دُونِ مُحَاكَمَاتٍ عَادِلَة؟ وَبِسَبَبِ مَزْحَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ رُوحِ الْفُكَاهَةِ وَالدُّعَابَةِ الَّتِي يَحْمِلُونَهَا فِي قُلُوبِهِمُ الطَّاهِرَةِ النَّظِيفَة؟ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ كَبِيرٍ وَلَاصَغِير؟ فَاَيْنَ هُمْ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَاَخْلَاقِه؟ وَاَيْنَ هُمْ مِنَ الْحُسَيْنِ وَاَخْلَاقِه؟ وَاَيْنَ هُمْ مِنْ اَخْلَاقِ آلِ الْبَيْتِ الْكِرَام؟ اَيْنَ هُمْ مِنْ اَخْلَاقِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله؟ اَيْنَ هُمْ مِنْ اَخْلَاقِ الرَّبِّ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَاْمُرُهُمْ اَنْ يَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ رُحَمَاءَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَعَلَى عَدُوِّهِمْ اَيْضاً بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون(اَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهُمْ يَسْمَعُونَ صُرَاخَ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ وَاسْتِغَاثَاتِهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ يَارَبّ لَمْ يَرْحَمْنَا هَؤُلَاءِ وَ فِينَا اَطْفَالٌ رُضَّع؟ وَفِينَا شَبَابٌ خُشَّع؟ وَفِينَا شُيُوخٌ رُكَّع؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَوْلَاهُمْ لَصَبَّ اللهُ عَلَى دَاعِشَ وَحُلَفِائِهَا الْمُجْرِمِينَ الْعَذَابَ صَبّاً؟ بِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِذَا بَايَعْنَا اَمْثَالَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي اَيَّامِنَا؟ اَلَيْسَ ذَلِكَ خَيْرٌ لَنَا مِنْ اَنْ نُبَايِعَ اَمْثَالَ الْبَغْدَادِي الْمُجْرِم ِالْاِرْهَابِيِّ الْاَكْبَرِ الَّذِي اَخْطَاَ فِي فَهْمِ الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ خَطَاً فَادِحاً فَكَانَ قَائِدَ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ الظَّلَامِيِّينَ السَّجَّانِينَ الْغَادِرِينَ اَصْحَابِ الْمَقَابِرِ الْجَمَاعِيَّة؟ فَيَارَبّ عَلَيْكَ بِهَؤُلاَءِ الْمُنْدَسِّينَ مِنْ قِوَى الظَّلَامِ الَّذِينَ فِي بِلَادِنَا يَطْغَوْنَ وَيَقْتُلُونَ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ وَالطّفْلَ الرَّضِيعَ وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَلَايَكْتَفُونَ بِذَبْحِهِمْ بِسَلَاحِ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْمَرَضِ وَالْعُرِيِّ وَالْبَرْدِ وَحِرْمَانِهِمْ مِنَ الْغِذَاءِ وَاللّبَاسِ وَالدَّوَاءِ وَاَبْسَطِ مُقَوِّمَاتِ الْعَيْش ِبَلْ يَذْبَحُونَهُمْ كَذَبْحِ النِّعَاجِ وَالدَّجَاجِ بِدَمٍ بَارِدٍ بِالْاَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالْخَفِيفَةِ وَالسَّكَاكِينِ وَالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَة؟ فَاَيْنَ سَيَهْرُبُ هَؤُلَاءِ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ وَجَبَرُوتِهِ وَانْتِقَامِهِ مِنْهُمْ؟ اَيْنَ سَيَهْرُبُ هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ اَوْصِيَاءُ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَانِ وَمَسْؤُولُونَ عَنْهَا وَلَكِنَّهُمْ يَسْكُتُونَ عَنْ حُقُوقِ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوعِ كَحَدِّ مِنَ الْمَوْتِ اَدْنَى وَاِلَّا فَاِنَّ هُنَاكَ مِنَ الْقَتْلِ وَالتَّشْرِيدِ وَالتَّنْكِيلِ وَالتَّعْذِيبِ مَاهُوَ اَفْظَعُ وَاَعْلَى؟ فَاَيْنَ سَيَهْرُبُونَ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلسَّاكِتُ عَنِ الْحَقِّ شَيْطَانٌ اَخْرَس(فَيَارَبِّ اذْبَحْهُمْ يَارَبّ؟ وَااَسَفَاهُ عَلَيْكِ يَابِلَادِي يَامَوْطِنَ الْاَمَانِ وَيَامَوْطِنَ الْمَحَبَّة كَيْفَ انْقَلَبَ فِيكِ كُلُّ شَيْءٍ اِلَى عَكْسِهِ؟ نَعَمْ نَعَمْ يَارَبّ لَيْسَ لَنَا سِوَاكَ يَارَبّ؟ بِمَنْ نَسْتَغِيث؟ بِكَ يَااَلله؟ اِجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً سَخَاءً رَخَاءً؟ وَاجْعَلْ كُلَّ الطَّوَائِفِ وَكُلَّ الْمِلَلِ وَكُلَّ الْاَدْيَانِ تَعِيشُ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ فِي اَمْنٍ وَاَمَان؟ فَاَنْتَ رَبُّ الْجَمِيعِ يَااَلله؟ وَاَنْتَ رَحْمَنُ الْجَمِيعِ الرَّحِيمُ يَااَلله يَارَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ اِلَى اَنْ نَعُودَ اِلَى اللهِ فَوْراً فَهُوَ اَهْلٌ لِثِقَتِنَا وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نُجَرِّبَهُ قَبْلَ اَنْ نَعُودَ اِلَيْه فَاِذَا اَنْعَمَ عَلَيْنَا سُبْحَانَهُ بِالْخَيْرِ فَهُوَ الْخَيْرُ لَنَا وَاِذَا اَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالشَّرِّ فَهُوَ الْخَيْرُ لَنَا اَيْضاً فَكُلُّ شَيْءٍ يَاْتِي مِنَ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لِمَصْلَحَتِنَا حَتَّى وَلَوْ كَانَ شَرّاً مِنَ الْمَصَائِبِ الْعَظِيمَةِ وَالْخَطْبِ الْجَلَلِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا اِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا(لِمَصْلَحَتِنَا مِنَ الْخَيْرِ اَوِ الشَّرِّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّرَّ لَنْ يَدُومَ وَلَوْ كَانَ اَصْحَابُهُ{يَوَدُّ اَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ اَلْفَ سَنَة وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ اَنْ يُعَمَّر(نَعَمْ لِاَنَّ الشَّرَّ لَنْ يَدُومَ وَلَوْ اَمْهَلَهُ اللهُ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون؟ بَلْ اِنَّ نِهَايَتَهُ اِلَى الْجَحِيم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ زَعِيمِ الشَّرِّ اِبْلِيس{قَالَ رَبِّ اَنْظِرْنِي اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون؟ قَالَ فَاِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ؟ اِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم؟ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَاُغْوِيَنَّهُمْ اَجْمَعِين؟ اِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين؟ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ اَقُول؟ لَاَمْلَاَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ اَجْمَعِين(نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَة اَلشَّرُّ لَنْ يَدُومَ اِلَّا فِي نَارِ جَهَنَّمَ اِلَى الْاَبَد؟ وَالْخَيْرُ لَنْ يَدُومَ اِلَّا فِي جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ اُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة عَلَيْنَا اَنْ نَعُودَ اِلَى اللِه عَوْداً سَرِيعاً سَرِيعاً لِيَعُودَ اللهُ اِلَيْنَا فَنَحْنُ عِنْدَنَا اَخْطَاءٌ وَذُنُوبٌ كَثِيرَةٌ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَكَمْ مِنْ اُمَمٍ اُخِذَتْ بِذُنُوبِهَا وَاُخِذَتْ بِظُلْمِهَا وَاُهْلِكَتْ بِطُغْيَانِهَا وَجَبَرُوتِهَا عَلَى مُسْتَوَى الْاَفْرَادِ وَعَلَى مُسْتَوَى الْجَمَاعَات؟ فَاَيْنَ عَادٌ قَوْمُ هُود؟ وَاَيْنَ ثَمُودُ قَوْمُ صَالِح؟ وَاَيْنَ فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَقَارُون؟ وَاَيْنَ قُوْمُ لُوط؟ وَاَيْنَ اَصْحَابُ الْاَيْكَة؟ وَاَيْنَ قَوْمُ تُبَّع؟ وَاَيْنَ وَاَيْنَ وَاَيْن؟ كُلُّهُمْ ذَهَبُوا اِلَى الله؟ وَكُلُّهُمْ اَهْلَكَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِذُنُوبِهِمْ؟ اَمَا آنَ لَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ رِجَالاً وَنِسَاءاً وَشَبَاباً وَشُيُوخاً وَاَطْفَالاً اَنْ نَعُودَ اِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَاَنْ نُعَبِّرَ عَنْ هَذَا الْاِيمَانِ بِاَفْعَالِنَا وَبِسُلُوكِنَا حَتَّى وَلَوْ بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ مِنَ الْاِيمَان؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة؟ وَفِي رِوَايَةٍ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَة؟ اَعْلَاهَا لَا اِلَهَ اِلَّا الله؟ وَاَدْنَاهَا اِمَاطَةُ الْاَذَى وَاِبْعَادُهُ عَنِ الطَّرِيق؟ فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذَا؟ وَاِلَى مَتَى نَرَى الْاَوْسَاخَ وَالْاَقْذَارَ مُلْقَاةً فِي كُلِّ مَكَان؟ لِمَاذَا وَالْاِسْلَامُ يَطْلُبُ مِنَّا اَنْ نَكُونَ نَظِيفِينَ فِي عُقُولِنَا اَوّلاً وَفِي اَفْكَارِنَا مِنَ الْعَقَائِدِ الْفَاسِدَةِ الْمُنْحَرِفَةِ وَغِشِّ الْمَبَادِىءِ وَالْاَفْكَارِ الْهَدَّامَةِ غَيْرِ الْبَنَّاءَةِ؟ وَفِي قُلُوبِنَا اَنْ نُنَظّفَهَا مِنَ الْغِلِّ وَالْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ عَلَى الْآخَرِينَ؟ وَفِي شَوَارِعِنَا؟ وَفِي بُيُوتِنَا؟ وَفِي اَلْفَاظِنَا وَفِي كَلَامِنَا؟ فَلَا نَتَكَلَّمُ وَلَانَفْعَلُ اِلَّا مَايُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلّ؟ وَبِذَلِكَ تَعُودُ اِلَيْنَا عِزَّتُنَا وَكَرَامَتُنَا؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُاللهَ لِي وَلَكُمْ؟ حَمْداً لَكَ يَارَبّ؟ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْاُولَى وَالْآخِرَة؟ لَكَ الْحَمْدُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاء؟ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْبَلَاءِ وَفِي الرَّخَاء؟ لَكَ الْحَمْدُ فِي الصِّحَّةِ وَفِي الْمَرَض وَعَلَى الدَّاءِ وَالدَّوَاء؟ فَيَارَبّ رَجَاؤُنَا اَنْ تَجْعَلَ قُلُوبَنَا تَمِيلُ اِلَيْكَ؟ وَاَنْ تَجْعَلَ عُقُولَنَا تُفَكِّرُ بِنِعَمِكَ الَّتِي لَاتُدْرِكُهَا عُقُولُنَا لِاَنَّهَا لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى قَبْلَ اَنْ نُفَكِّرَ بِذَاتِكَ الْمُحَيِّرَةِ الَّتِي لَاتُدْرِكُهَا الْاَبْصَارُ وَلَا الْبَصِيرَة؟ سُبْحَانَكَ اَنْعَمْتَ عَلَيْنَا نِعَماً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة؟ فَاَلْهِمْنَا يَارَبّ اَنْ نَشْكُرَ نِعَمَكَ يَااَلله؟ يَارَبّ اَزِلِ الْغَمَّ وَالْهَمَّ عَنَّا؟ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اِجْعَلْ رَايَةَ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ خَفَّاقَةً رَفْرَافَة؟ اَللَّهُمَّ انْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَه؟ وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَه؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَنَا وَاَرَادَ بِلَادَنَا وَاَوْطَانَنَا وَاُمَّتَنَا بِخَيْرٍ فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَاهْدِهِ اِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؟ فَاِنْ رَفَضَ الْهِدَايَةَ فُخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ يَامَنْ لَايُعْجِزُهُ شَيْءٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَة؟ يَامَنْ ضَجَّتْ لَكَ الْاَصْوَاتُ؟ وَلَاتَخْتَلِطُ عَلَيْكَ اللَّهَجَاتُ؟ نَدْعُوكَ يَارَبّ وَنَجْاَرُ بِالدُّعَاءِ اِلَيْك؟ اِغْفِرِ اللَّهُمَّ ذُنُوبَنَا وَعُيُوبَنَا وَاسْتُرْهَا عَلَيْنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ اَللَّهُمَّ فُكَّ اَسْرَانَا؟ اَللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا؟ اَللَّهُمَّ انْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِين؟ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِكُلِّ ظَالِمٍ اَثِيمٍ لَئِيم؟ وَكُنْ مَعَ كُلِّ عَادِلٍ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اِغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَلِجِيرَانِنَا وَالْاَعْضَاءِ وَالْمُشْتَرِكِينَ وَالزَّائِرِينَ وَالْاِدَارِيِّينَ لِهَذَا الْمُنْتَدَى وَلِكُلِّ فَاعِلِ خَيْرٍ يُرْسِلُ مُشَارَكَاتِهِ مِنْ اَجْلِ تَفْقِيهِ النَّاسِ بِدِينِ الله{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون} وَاَخْتِمُ هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ بِالْجَوَابِ عَنْ سُؤَالٍ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ مَنْ هُمُ الْخَوَارِج؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي؟ اَلْخَوَارِجُ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ خَارِجِيّ؟ وَالْخَارِجِيُّ نِسْبَة اِلَى الْخَوَارِج؟ فَهُنَا نَسَبْنَا الْمُفْرَدَ اِلَى الْجَمْعِ؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ قَاعِدَة ثَابِتَة فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ لِاَنَّنَا عَلَى مُسْتَوَى الْاَشْخَاصِ؟ لَايُمْكِنُنَا نِسْبَةُ شَخْصٍ وَاحِدٍ اِلَى عِدَّةِ آبَاء؟ وَاِنَّمَا اِلَى اَبٍ وَاحِد؟ وَكَذَلِكَ عَلَى مُسْتَوَى الْاَشْيَاء؟ وَلِذَلِكَ اَحْيَاناً تَكُونُ نِسْبَةُ الْجَمْعِ اِلَى الْمُفْرَدِ اَصَحّ؟ كَقَوْلِنَا مَثَلاً عَلَى مُسْتَوَى الْاَشْيَاء وَمِنْهَا الْقَانُونُ الدُوَلِي وَهُوَ صَحِيح؟ وَلَكِنَّ الْاَصَحَّ اَنْ نَنْسِبَ كَلِمَةَ الْقَانُونِ الْمُفْرَدَةِ اِلَى الْمُفْرَدِ اَيْضاً وَهُوَ كَلِمَة دَوْلِي وَنَقُول اَلْقَانُونُ الدَّوْلِي؟ نَعَمْ اَخِي فَالْخَوَارِجُ نِسْبَةٌ اِلَى الْخَارِجِيّ؟ وَالْخَوَارِجُ جَمْعُ خَارِجِي؟ فَمَنْ هُمْ؟ وَمَتَى نَشَاَ هَؤُلَاءِ؟ وَمَتَى ظَهَرُوا؟ وَمَاذَا كَانَتْ مَبَادِئُهُمْ وَآرَاؤُهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي اَلْخَوَارِجُ سُمُّوا بِذَلِكَ؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا اَوّلاً مِنْ جُنْدِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ فَلَمَّا رَضِيَ بِالتَّحْكِيمِ؟ خَرَجُوا عَنْهُ؟ وَكَذَلِكَ خَرَجُوا عَنِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً؟ فَكَفَّرُوا كُلَّ مُسْلِمٍ لَايَعْتَنِقُ آرَاءَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي فَالْخَوَارِجُ حَرَكَةٌ تَكْفِيرِيَّة؟ وَاَوَّلُ مَاظَهَرَتْ بِهَذَا الِاسْمِ وَالْاُسْلُوبِ؟ اَنَّهُمْ يُكَفِّرُونَ كُلَّ مَنْ لَايَعْتَنِقُ آرَاءَهُمْ؟ بَلْ يَقُولُونَ اَيْضاً لَانَقْبَلُ فِي صُفُوفِنَا مَنْ يَقِفُ حِيَادِيّاً؟ فَاِمَّا اَنْ يَكُونَ عَلَى رَاْيِنَا؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ كَافِراً؟ وَمَنْ لَيْسَ مَعَنَا؟ فَهُوَ ضِدُّنَا؟ نَعَمْ اَخِي وَهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجُ لَهُمْ آرَاءٌ فِيهَا الشِّدَّة؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا وَرَدَ فِي اَحَادِيثَ صَحِيحَة؟ اَنَّهُ اَخْبَرَ عَلِيّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنْ هَذِهِ الْفِئَةِ الضَّالَّةِ؟ وَاَنَّ مَقْتَلَهُ سَيَكُونُ عَلَى اَيْدِيهَا؟ فَمِنْ جُمْلَةِ اَوْصَافِ النَّبِي لِهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجِ[حُدَثَاءُ الْاَسْنَانِ؟ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ بِصَلَاتِهِمْ؟ وَصِيَامَكُمْ بِصِيَامِهِمْ؟ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَايُجَاوِرُ؟ وَفِي رِوَايَةٍ لَايُجَاوِزُ؟ حَنَاجِرَهُمْ؟ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَة(نَعَمْ اَخِي[حُدَثَاءُ الْاَسْنَان(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَوْلَادٌ شَبَابٌ فِي اَوَّلِ طَلْعَتِهِمْ مُتَحَمِّسُونَ لِلدِّينِ؟ وَلَكِنَّهُمْ بِدُونِ عَقْلٍ وَلَاتَفْكِير وَطَائِشُونَ؟ وَبِدُونِ مَرْجِعِيَّةٍ شَرْعِيَّةٍ صَحِيحَةٍ يَرْجِعُونَ اِلَيْهَا؟ فَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ صَلَاتُهُمْ كَثِيرَة؟ وَصَوْمُهُمْ كَثِير؟ وَقِيَامُهُمْ لِلَّيْلِ كَثِير؟ وَقِرَاءَتُهُمْ لِلْقُرْآنِ كَثِيرَة؟ حَتَّى اَنَّ عُيُونَهُمْ تَحَرَّقَتْ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاء؟ وَكَذَلِكَ رُكَبُهُمْ صَارَتْ كَاَخْفَافِ الْاِبِلِ مِنْ كَثْرَةِ جُلُوسِهِمْ عَلَيْهَا وَرُكُوعِهِمْ وَسُجُودِهِمْ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟ وَلَكِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ فَهُمْ ضَلَالِيُّونَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ بَلْ اِنَّهُمْ كَالشِّيعَةِ وَدَاعِش وَالْقَاعِدَة؟ وَمُصِيبَتُهُمْ وَاللهِ اَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُصِيبَةِ الرَّاهِبِ الَّذِي بَقِيَ رَاكِعاً سَاجِداً لِلصَّلِيب؟ فَسَاَلَ عَنْهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَائِلاً؟ مُنْذُ مَتَى وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَال؟ فَقَالُوا لَهُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بُكَاءً شَدِيداً؟ فَقَالُوا لِمَاذَا تَبْكِي يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَقَالَ اَبْكِي عَلَيْهِ؟ لِاَنَّهُ سَيَحْصُدُ نَتِيجَةَ تَعَبِهِ الطَّوِيلِ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِينَ اِذَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْاِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ؟ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين( نَعَمْ اَخِي؟ وَلَكِنَّهُمْ مَعَ كَثْرَةِ تَعَبُّدِهِمْ لِلهِ وَرُكُوعِهِمْ وَسُجُودِهِمْ وَصِيَامِهِمْ؟ فَقَدْ كَانَ الْخَوَارِجُ مَعَ ذَلِكَ ضَلَالِيِّينَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الْمُتَعَبِّدِ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمُتَّقِي لِلهِ وَالْخَاشِعِ لِلهِ؟ اَنْ تَكُونَ لَهُ مَرْجِعِيَّةٌ صَحِيحَةٌ يَرْجِعُ اِلَيْهَا؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ ضَلُّوا وَاَضَلُّوا فِي آنٍ وَاحِد؟ وَكَانَ مِنْ آرَائِهِمُ التَّنَطُّعِيَّةِ وَالتَّشَدُّدِيَّةِ؟ اَنَّهُمْ كَفَّرُوا الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً؟ وَاَوْجَبُوا قَتْلَ الثَّلَاثَةِ؟ وهم عَلِيٌّ؟ وَمُعَاوِيَةُ؟ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ؟ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؟ وَاَنَّ مَنْ لَمْ يُقِرُّهُمْ عَلَى ذَلِكَ فِي قَتْلِهِمْ وَ في غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُور؟ فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ يَجِبُ قَتْلُهُ؟ وَكَانَ شِعَارُهُمُ الَّذِي يَجْذِبُ النَّاسَ اِلَيْهِمْ؟ هُوَ قَوْلُهُمْ لَاحُكْمَ اِلَّا لِله؟ وَحَتَّى حِينَمَا طَعَنُوا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَام؟ طَعَنُوهُ وَقَالُوا لَاحُكْمَ اِلَّا لِله؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَدّاً عَلَيْهِمْ؟ اِنَّكُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةُ حَقٍّ؟ اُرِيدَ بِهَا بَاطِل؟ اِذْ لَابُدَّ لِحُكْمِ اللهِ تَعَالَى مِنْ رِجَالٍ يُطَبِّقُونَهُ؟ فَمَنِ الَّذِي يَقُومُ بِتَطْبِيقِ حُكْمِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اِذَا لَمْ يُوجَدْ خَلِيفَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ يَجْمَعُهُمْ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَانُوا اِذَا رَاَوْا مَنْ يُخَالِفُهُمْ فِي الرَّاْيِ مُسَافِراً عَلَى الطَّرِيق؟ سَاَلُوهُ هَلْ اَنْتَ مُسْلِم؟ فَيَقُولُ لَهُمْ نَعَمْ اَنَا مُسْلِم؟ فَيَقُولُونَ هَلْ اَنْتَ مِنْ اَنْصَارِ عَلِيّ اَوْ مِنْ اَنْصَارِ مُعَاوِيَة؟ فَاِنْ قَالَ مِنْ هَؤُلَاءِ قَتَلُوهُ؟ وَاِنْ قَالَ مِنْ هَؤُلَاءِ قَتَلُوهُ اَيْضاً؟ وَاِنْ قَالَ لاَاُنَاصِرُ هَذَا وَلَاذَاكَ؟ قَتَلُوهُ اَيْضاً اِذَا كَانَ يُخَالِفُ رَاْيَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ مِنْهُ وَيَعْرِضُونَ عَلَيْهِ اَوّلاً وَقَبْلَ اَنْ يَقْتُلُوهُ؟ اَنْ يَرْتَدَّ عَنْ كُلِّ مَااعْتَنَقَهُ وَتَعَلَّمَهُ؟ وَيَتْرُكَ كُلَّ رَاْيٍ سِوَى رَاْيِهِمْ؟ وَاِلَّا قَتَلُوه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْخَبَّابِ بْنُ الْاَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ اَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ الْكِرَامِ الْاَجِلَّاء؟ وَقَدْ كَانَ مُسَافِراً هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَكَانَتْ حُبْلَى مِنْهُ؟ فَاَوْقَفُوهُمَا عَلَى الطَّرِيقِ؟ وَسَاَلُوهُ اَنْتَ مِنْ اَنْصَارِ مَنْ؟ فَقَالَ اَنَا مِنْ اَنْصَارِ عَلِيّ؟ فَقَالُوا اِذاً تُقْتَل؟ فَقَتَلُوهُ؟ وَبَقَرُوا بَطْنَ امْرَاَتِهِ؟ وَاَخْرَجُوا الْجَنِينَ مِنْهُ؟ فَوَضَعُوهُ عَلَى رُكْبَتِهَا وَذَبَحُوهُ؟ ثُمَّ ذَبَحُوهَا اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ؟ وَجَدُوا وَفْداً آخَرَ مِنَ الْمُسَافِرِينَ الْقَادِمِينَ؟ فَسَاَلُوهُمْ مَنْ اَنْتُمْ؟ فَقَالُوا نَحْنُ مُشْرِكُون؟ فَقَالُوا لَهُمْ سِيرُوا بِسَلَامٍ؟ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَاِنْ اَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَاَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ اَبْلِغْهُ مَاْمَنَه}وَكَذَلِكَ كَانُوا يَتَعَامَلُونُ بِالْحُسْنَى مَعَ مَنْ يَقُولُ لَهُمْ اَنَا مِنْ اَهْلِ الْكِتَاب مِنَ الْيَهُودِ اَوِ النَّصَارَى فَاَطْلَقُوا سَرَاحَهُمْ وَقَالُوا اُمِرْنَا اَلَّا نُجَادِلَكُمْ اِلَّا بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ كَمَا وَرَدَ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَة فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَنَّنَا نُهِينَا عَنْ قَتْلِكُمْ؟ وَسُبْحَانَ الله؟ فَاِنَّ الشِّيعَةَ الصَّفَوِيِّينَ الْمَجُوسَ فِي اَيَّامِنَا وَقَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ وَالْقَاعِدَة وَدَاعِش مِنْ عُمَلَائِهِمُ الْخَوَنَة هُمْ اَيْضاً فِي الْكَيْلِ بِمِكْيَالَيْنِ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ ضَحَايَاهُمْ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ الْمَسَاكِين الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى الْهَوِيَّة؟ وَمَعَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى النَّاجِينَ مِنْ كَيْدِهِمْ حِينَمَا يَتْرُكُونَهُمْ يَعِيشُونَ بِسَلامٍ وَلَايُؤْذُونَهُمْ؟ وَهُمْ نُسْخَةٌ طِبْقَ الْاَصْلِ عَنْ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِج؟ وَمَاهُمْ وَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ اِلَّا هُوَ اِلَّا اَحْفَادٌ لِهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجِ الْاَجْدَاد؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْاَهْوَاءِ حِينَمَا تَلْعَبُ فِي هَذِهِ الضَّلَالَاتِ مِنْ عُقُولِ الْقَوْمِ وَكَمْ يَكُونُ اَثَرُهَا سَيِّئاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَمْ يَقِفِ الْخَوَارِجُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ؟ بَلْ اَبَاحُوا كَذَلِكَ ذَبْحَ اَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لَايَرَوْنَ رَاْيَهُمْ وَلَيْسَ الْكِبَارُ فَقَطْ بَلِ الْاَطْفَالُ اَيْضاً؟ فَاِذَا سُئِلُوا مَاذَنْبُ هَؤُلاَءِ الْاَطْفَالِ قَالُوا؟ اَمَا قَرَاْتُمْ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{رَبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْاَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارَا؟ اِنَّكَ اِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَايَلِدُوا اِلَّا فَاجِراً كَفَّارَا(فَنَحْنُ مِنْ بَابِ الِاحْتِيَاطِ نَقْتُلُهُمْ وَنَذْبَحُهُمْ وَهُمْ اَطْفَالٌ قَبْلَ اَنْ يَكْبَرُوا وَلَايَعْتَنِقُونَ آرَاءَنَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجِ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِمْ فِي اَيَّامِنَا؟ لَوْ كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ اَبَاحَ ذَبْحَ الْاَطْفَالِ فِي عَهْدِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام بِالسَّكَاكِين اَوْ قَتْلَهُمْ بِوَسِيلَةٍ اُخْرَى؟ فَلِمَاذَا اَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَاَغْرَقَهُمْ؟ لِمَاذَا لَمْ يَاْمُرْ بِذَبْحِهِمْ بِالسَّكَاكِين؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الضَّلَالَاتِ الْعَجِيبَةِ الَّتِي لَامَثِيلَ لَهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجِ عِنْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ وَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَمٍ الْخَارِجِيِّ؟ وَالْبَرْكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخارجي؟ وَعَمْرُو بْنُ بَكْرٍ الخارجي؟ وَاجْتَمَعُوا عِنْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَم اَنَا عَلَيَّ بِقَتْلِ عَلِيّ؟ وَقَالَ الْبَرْكُ اَنَا عَلَيَّ بِقَتْلِ مُعَاوِيَة؟ وَقَالَ عَمْرُو اَنَا عَلَيَّ بِقَتْلِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص؟ وَعَاهَدُوا اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عِنْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ عَلَى ذَلِكَ؟ وَاَنَّهُمْ لَنْ يَتَرَاجَعُوا عَنْ ذَلِكَ اَبَداً مَهْمَا حَدَث؟ وَاَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُصَافِحُ الْآخَرَ وَيَقُولُون؟ اَللَّهُمَّ اِنَّا نُعَاهِدُكَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي بَيْتِكَ الْحَرَامِ؟ اَنْ نَقْتُلَ هَؤُلاَءِ الثَّلَاثَةَ رُؤُوسَ الْفِتْنَةِ؟ وَاَنْ نُرِيحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ مَهْمَا بَلَغَ بِنَا مِنَ الْاَمْرِ وَالْكَرْبِ وَلَوْ جَازَفْنَا بِاَرْوَاحِنَا وَحَيَاتِنَا؟ وَاتَّفَقُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى اَنْ يَكُونَ التَّنْفِيذُ لِهَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ فِي السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُوَافِقاً لِذِكْرَى غَزْوَةِ بَدْرٍ شَرَّفَهَا اللهُ وَزَادَهَا تَشْرِيفاً وَقَالُوا حَتَّى يُبَارِكَ اللهُ لَنَا هَذَا الْعَمَلَ وَهَذَا التَّنْفِيذَ فِي هَذِهِ الذّكْرَى الْمُبَارَكَة؟ فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَمٍ اِلَى الْكُوفَةِ فِي الْعِرَاق؟ وَذَهَبَ الْبَرْكُ اِلَى الشَّام؟ وَذَهَبَ عَمْرُو اِلَى مِصْرَ؟ لِيُنَفّذَ الثَّلَاثَةُ مُؤَامَرَتَهُمُ الدَّنِيئَة؟ وَهَكَذَا اَخِي تَرَى مِثْلَ هَذِهِ الضَّلَالَاتِ؟ وَكَمْ هِيَ خَطِيرَةٌ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ؟ لِاَنَّهَا تَرْتَدِي ثَوْبَ الْحَقِيقَةِ فِي الظَّاهِرِ؟ وَلَكِنْ عَلَى قُلُوبٍ عَفِنَة؟ كَمَا وَصَفَهُمْ رَسُولُ اللهِ بِقَوْلِهِ[حُدَثَاءُ الْاَسْنَانِ؟ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ(بِمَعْنَى اَنَّكُمْ تَرَوْنَ صَلَاتَكُمْ قَلِيلَةً جِدّاً بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ صَلَاتِهِمُ الْكَثِيرَة؟ وَكَذَلِكَ تَحْقِرُونَ صِيَامَكُمْ بِصِيَامِهِمْ؟ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَايُجَاوِرُ حَنَاجِرَهُمْ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقُرْآنَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ حِينَمَا يَخْرُجُ مِنْ حَنَاجِرِهِمْ وَيَلْعَنُهُمْ وَلَايُجَاوِرُ حَنَاجِرَهُمْ دَقِيقَةً وَاحِدَة بَلْ يَشْكُو اِلَى اللهِ بِقَوْلِهِ جَارِي يُؤْذِينِي اَللَّهُمَّ الْعَنْهُ؟ وَاَمَّا الْمَعْنَى عَلَى الرِّوَايَةِ الْاُخْرَى لَايُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ؟ فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَبْلَعُونَهُ وَلَايَسْمَحُونَ لَهُ بِالْخُرُوجِ مِنْ حَنَاجِرِهِمْ اِلَى وَاقِعِ الْحَيَاةِ اِلَّا بِمَقْتِ اللهِ لَهُمْ فِي قَوْلِهِ{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ( نَعَمْ يُحَرِّفُونَهُ فِي مَعَانِيهِ بِحَسَبِ اَهْوَائِهِمْ وَمَايَشْفِي صُدُورَهُمْ مِمَّا فِيهَا مِنَ الْغِلِّ وَالْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يُخَالِفُهُمْ مِنْهُمْ فِي آرَائِهِمُ الشَّنِيعَة{وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ(وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَاتَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقّ{مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَا} نَعَمْ اَخِي؟ عَلَيْنَا اَنْ نَدْعُوَ اللهَ دَائِماً وَنَقُول؟ اَللَّهُمَّ نَجِّنَا مِنْ كُلِّ الْفِتَنِ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَن؟ لِاَنَّ الْفِتْنَةَ اِذَا بَدَاَتْ؟ فَمِنَ الْعَسِيرِ اَنْ تَذْهَبَ؟ وَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مَرَرْنَا بِفَتَنٍ كَثِيرَة؟ وَمِنْ هَذِهِ الْفِتَنِ؟ اَنَّ بَعْضَنَا قَتَلَ بَعْضاً؟ وَاَنَّ بَعْضَنَا كَفَّرَ الْبَعْضَ الْآخَرَ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُورِ الَّتِي وَقَعْنَا فِيهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَتَوَجَّهَ الثَّلَاثَةُ لِتَنْفِيذِ مَااتَّفَقُوا عَلَيْه؟ وَتَوَجَّهَ عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ الخارجي اِلَى مِصْرَ لِتَنْفِيذِ الْمُؤَامَرَةِ؟ وَهِيَ قَتْلُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مِصْرَ؟ فَدَخَلَ مِصْرَ وَتَرَصَّد عَمْراً فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ وَهِيَ اَيْضاً تُسَمَّى صَلَاةَ الْغَدَاة؟ وَكَانَ مِنْ تَصَارِيفِ الْقَدَرِ؟ وَدَائِماً اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَعْتَقِدَ اَنَّ الْقَدَرَ حَكِيمٌ؟ وَلَاتَقُلْ كَمَا يَقُولُ الْاَفَّاكُون قَدَرٌ اَحْمَقُ الْخُطَا سَحَقَتْ هَامَتِي خُطَاه اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاَوْصَافِ الَّتِي لَاتَلِيقُ بِالْقَدَرِ؟ لِاَنَّهُ تَقْدِيرُ الله؟ لِاَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَصِفُ الْقَدَرَ بِالْحَمَاقَةِ؟ فَكَاَنَّكَ تَصِفُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْحَمَاقَةِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَكَانَ مِنْ تَقْدِيرِ اللهِ اَنَّ عَمْرَو بن العاص اُصِيبَ بِاَلَمٍ شَدِيدٍ فِي بَطْنِهِ جَعَلَهُ لَايَخْرُجُ اِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ فَاَنَابَ عَنْهُ صَاحِبَ شَرِطَتِهِ وَهُوَ رَئِيسُ الشَّرِطَةِ اَوِ الدَّرَكِ وَاسْمُهُ خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَنَابَهُ لِيُصَلّيَ عَنْهُ بِالنَّاسِ اِمَاماً فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ فَتَرَصَّدَهُ عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ الْخَارِجِيُّ وَهُوَ يَظُنُّ اَنَّهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاص؟ فَاَصَابَ هَذَا الْاِنْسَانَ وَهُوَ خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ ظَانّاً مِنْهُ اَنَّهُ اَصَابَ عَمْرَو بْنَ الْعَاص؟ فَاُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَيْهِ وَاُخِذَ اِلَى دَارِ الْاِمَارَةِ وَهُوَ يَعْتَقِدُ جَازِماً بِاَنَّ الَّذِي قَتَلَهُ هُوَ عَمْرُو بن العاص؟ وَلَكِنّهُ فُوجِىءَ بَعْدَ ذَلِكَ اَنَّ النَّاسَ يَدْخُلُونَ مَجْلِسَ عَمْرٍو وَيُسَلّمُونَ عَلَيْهِ فِي مَكَانِ اِمَارَتِهِ قَائِلِين اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَيَّهَا الْاَمِيرُ عَمْرُو بْنُ الْعَاص؟ فَتَعَجَّبَ وَقَال؟ اِذاً اَنَا مَنْ قَتَلْتُ؟ هَلْ اَنْتَ عُمْرُو بْنُ الْعَاص؟ فَقَالَ نَعَمْ؟ فَقَالَ اِذاً اَنَا مَنْ قَتَلْتُ؟ فَقَالَ اَرَدْتَّ اَنْ تَقْتُلَنِي؟ وَلِكِنَّ اللهَ اَرَادَ قَتْلَ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَة؟ فَاُمِرَ بِهِ فَقَتَلَهُ؟ بِمَعْنَى اَنْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَتَلَ هَذَا الْاِنْسَانَ الَّذِي كَانَ يُرِيدُ اغْتِيَالَهُ وَيُرِيدُ قَتْلَهُ؟ وَبِذَلِكَ نَجَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ مُحَاوَلَةِ الِاغْتِيَالِ الْفَاشِلَةِ هَذِهِ؟ وَوَقَعَتْ عَلَى رَاْسِ الْمِسْكِينِ خَارِجَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَتَوَجَّهَ الشَّخْصُ الثَّانِي وَهُوَ الْبَرْكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخارجي لِيُنَفّذَ مُؤَامَرَتَهُ؟ لَكِنَّ تَنْفِيذَ الْمُؤَامَرَةِ عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَيْسَ بِالْاَمْرِ السَّهْلِ الْهَيِّنِ؟ لِاَنَّ الْحَرَسَ وَالْجُنُودَ تُحِيطُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ؟ فَلَابُدَّ اَنْ يَحْتَالَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْدَسَّ بَيْنَهُمْ؟ وَكَانَ مِمَّا عُرِفَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؟ اَنَّهُمْ قَصَّرُوا وَاسْتَهْتَرُوا فِي حِرَاسَةِ اَرْوَاحِهِمْ؟ فَلَمْ يَتَّخِذُوا حُجَّاباً وَلَاحَرَساً؟ مَعَ اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَّخِذُ حُرَّاساً وَحُجَّاباً حَتَّى نَزَلَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَااَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغْ مَااُنْزِلَ اِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ؟ وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ؟ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس(وَكَلِمَةُ يَعْصِمُكَ هُنَا بِمَعْنَى يَحْمِيكَ؟ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِحُرَّاسِهِ؟ اِنْصَرِفُوا عَنِّي فَاِنَّ اللهَ تَوَلَّى حِرَاسَتِي؟ فَمَا مَعْنَى هَذَا الْكَلامِ اَخِي؟ هَلْ مَعْنَاهُ اَنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ يَحْرُسُهُ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَة؟ نَعَمْ اَخِي هُوَ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى تَوَلَّى حِرَاسَتَهُ بِحَرَسٍ وَبِدُونِ حَرَسٍ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَةِ وَبَعْدَهَا سَوَاءٌ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ مِنْ وُجُودِ الْحَرَسِ اَوْ عَلَى الصُّورَةِ الْاُخْرَى مِنْ عَدَمِ وُجُودِهِمْ؟ فَفِي حَالَةِ وُجُودِ الْحَرَسِ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَة؟ تَوَلَّى خَالِقُ الْاَسْبَابِ سُبْحَانَهُ حِرَاسَتَهُ بِسَبَبٍ وَهُوَ وُجُودُ الْحَرَس؟ فَهَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذَا السَّبَبِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ حَتَّى يَقُومَ بِحِرَاسَتِهِ؟ طَبْعاً لَا؟ وَلَكِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ كُنَّا وَمَازِلْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى هَذَا السَّبَبِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ الْخَالِقَ تَعَالَى لَايَعْجَزُ عَنْ حِرَاسَتِهِ بِسَبَبٍ اَوْ مِنْ غَيْرِ سَبَب لِاَنَّهُ لاَيَحْتَاجُ اِلَى هَذَا السَّبَب؟ وَاَمَّا نَحْنُ فَاِنَّنَا عَاجِزُونَ حَقّاً اِذَا فَقَدْنَا السَّبَبَ الْاَكْبَرَ وَهُوَ اللهُ الْخَالِقُ عَزَّ وَجَلّ؟ وَقَدْ نَعْجَزُ اَيْضاً اِذَا فَقَدْنَا السَّبَبَ الْآخَرَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ لِمَصْلَحَتِنَا؟ لِاَنَّنَا نَحْنُ وَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ اَيْضاً مَخْلُوقُونَ؟ وَنَحْتَاجُ اِلَى اللهِ بِسَبَبٍ اَوْ مِنْ دُونِ سَبَب؟ وَنَحْتَاجُ اِلَى عَوْنِهِ وَحِمَايَتِهِ لَنَا بِسَبَبٍ مَخْلُوق؟ وَقَدْ تَفْشَلُ جَمِيعُ الْاَسْبَابِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ فِي اَدَاءِ مَهَمَّتِهَا بِتَقْدِيرٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ؟ وَلَايَبْقَى لَنَا اِلَّا عَوْنُ اللهِ الْخَالِقِ مِنْ دُونِ سَبَبٍ مَخْلُوق؟ بَلْ بِمُعْجِزَةٍ خَارِقَةٍ لِلْعَادَةِ مِنْ اِرَادَتِهِ لِلشَّيْءِ؟ وَمِنْ دُونِ حَاجَتِهِ اِلَى اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون؟ بَلْ بِمُجَرَّدِ اِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ لِهَذَا الشَّيء؟ فَاِذَا كُنَّا مُتَوَاكِلِينَ وَغَيْرَ مُتَوَكِّلِينَ عَلَى اللهِ وَنَعْتَقِدُ خَطَاً اَنَّنَا غَيْرُ مُحْتَاجِينَ اِلَى السَّبَبِ الْعَادِيِّ غَيْرِ الْخَارِقِ لِلْعَادَةِ؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا خَالِقُونَ وَلَسْنَا مَخْلُوقِين؟ وَمَعْنَى ذَلِكَ اَيْضاً اَنَّنَا لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى السَّبَبِ الْاَكْبَرِ الْخَارِقِ لِلْعَادَةِ سُبْحَانَهُ ؟وَهَذَا لَايَلِيقُ مِنَّا بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ الَّذِي هُوَ سَبَبُ وُجُودِنَا وَخَلْقِنَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا(فَمَاذَا تَفْهَمُ اَخِي مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَمْ يَكُ شَيْئَا(هَلْ تَفْهَمُ مِنْهَا اَنَّهُ يُوجَدُ فِي الْكَوْنِ كُلّهِ سَبَبٌ غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ فِي خَلْقِكَ وَوُجُودِك؟ اَلَيْسَتْ هَذِهِ اَكْبَرُ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا عَلَيْكَ سُبْحَانَهُ فِي خَلْقِكَ مِنْ لَاشَيْء وَمِنَ الْعَدَم؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ اَخْبَرَ رَسُولَهُ اَنَّهُ سَيَحْفَظُهُ؟ فَلَادَاعِيَ لِهَؤُلاَءِ الْحُرَّاسِ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى سَوْفَ يَحُرُسُكَ يَارَسُولَ اللهِ دُونَ وُجُودِ هَذَا السَّبَب؟ لِاَنَّ اللهَ قَادِرٌ بِسَبَبٍ اَوْ مِنْ دُونِ سَبَبٍ عَلَى اَنْ يَخْرِقَ نَوَامِيسَ الْكَوْنِ الَّتِي جَعَلَهَا صَارِمَةً لَاتَحِيدُ قِيدَ اَنْمُلَةٍ عَمَّا رَسَمَهُ اللهُ لَهَا؟ فَاِذَا اَرَادَ ذَلِكَ بِسَبَبٍ فَعَل؟ وَاِذَا اَرَادَهُ مِنْ دُونِ سَبَبٍ؟ وَقَعَ كَمَا اَرَادَهُ وَمِنْ دُونِ حَاجَتِهِ اِلَى اَنْ يَقُولَ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُون؟ فَلَايُعْجِزُهُ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ سُبْحَانَه؟ واما الخلفاء الراشدون؟ فان الصدمة الكبرى الهائلة التي فجعتهم وهي موت رسول الله وما رافقها من لوعتهم الهائلة على فراقه واشتياقهم الدائم الى لقائه فلا طعم للحياة عندهم بعد فراق رسول الله لهم؟ وكل ذلك نتج عنه من الضغوطات النفسية الهائلة على قلوبهم والاكتئاب الحاد والحزن الشديد ما جعلهم منشغلين عن اتخاذ الحجاب والحراس من اجل حمايتهم بسبب اعظم مصيبة اصيبوا بها واصيبت بها هذه الامة وهي موت رسول الله عليه الصلاة والسلام تحقيقا لقدر الله تعالى في قوله{انك ميت وانهم ميتون} نَعَمْ اَخِي وَاحْتَالَ الْبَرْكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَارِجِيّ؟ وَتَزَيَّا بِزِيِّ الشَّرِطَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَ مُعَاوِيَةَ مُتَنَكِّراً بِلِبَاسِهِمْ؟ ثُمَّ انْدَسَّ بَيْنَهُمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَاحَظُوا اَنَّ عُنْصُراً غَرِيباً لَيْسَ مِنْهُمْ وَاِنْ كَانَ يَتَزَيَّا بِزِيِّهِمْ؟ وَلَاحَظَ الْبَرْكُ ذَلِكَ اَيْضاً؟ وَشَعَرَ بِاَنَّهُمُ اكْتَشَفُوا اَمْرَهُ وَيَسْتَعِدُّونَ لِلْبَطْشِ بِهِ؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ بَادَرُوا لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ؟ وَلَكِنَّهُ بَادَرَ بِضَرْبَتِهِ؟ فَضَرَبَ مُعَاوِيَةَ عَلَى اِلْيَتِهِ مِنَ الْوَرَاء؟ وَلَمْ يَضْرِبْهُ عَلَى رَاْسِه؟ وَلِذَلِكَ لَمْ يُقْتَلْ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَاُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَى الْبَرْكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَارِجِي؟ وَجِيءَ بِهِ اَمَامَ مُعَاوِيَة؟ فَقَالَ يَاعَدُوَّ نَفْسِهِ؟ مَادَعَاكَ اِلَى هَذَا؟ فَقَالَ هَلْ اِذَا اَخْبَرْتُكَ بِخَبَرٍ يُفْرِحُكَ وَيُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَى قَلْبِكَ؟ اَيَنْفَعُنِي ذَلِكَ؟ وَهَلْ يَكُونَ مَنْفَعَةً لِي بِاَنْ تَعْفُوَ عَنِّي؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ نَعَمْ؟ فَقَالَ اُبَشِّرُكَ بِقَتْلِ خَصْمِكَ فِي الْكُوفَة؟ أيْ اَنَّ خَصْمَكَ عَلِيّاً قُتِلَ فِي الْكُوفَة؟ فَقَالَ وَمَااَدْرَاك؟ فَقَالَ تَآمَرْنَا نَحْنُ الثَّلَاثَة عِنْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام عَلَى قَتْلِهِ وَقَتْلِكَ وَقَتْلِ صَاحِبِكَ عَمْرُو وَالْقِصَّةُ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكَ اَنَّهُ نَجَحَ فِي تَنْفِيذِ الْمَهَمَّةِ الَّتِي اُنِيطَتْ بِهِ؟ فَهَا اَنْتَ قَدْ فَشِلْتَ بِهَا؟ فَقَالَ هَذَا مَااُرَجِّحُهُ؟ لِاَنَّ عَلِيّاً لَايَتَّخِذُ حُرَّاساً؟ فَاغْتِيَالُهُ اَسْهَل؟ وَاَمَّا اَنْتَ فَاغْتِيَالُكَ اَصْعَب؟ لِاَنَّكَ تَتَّخِذُ حُرَّاساً؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ نَجَحْتُ فِي اِيصَالِ شَيْءٍ مِنَ السُّمِّ اِلَى جَسَدِكَ حِينَمَا ضَرَبْتُكَ بِهِ مِنَ الْوَرَاء؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُدْرِكَ نَفْسَكَ بِالْعِلَاجِ فَوْراً؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ سَتَمُوتُ لَامَحَالَةَ مَعَ مُرُورِ الْاَيَّامِ مَوْتاً بَطِيئاً مِنْ تَاْثِيرِ السُّمِّ الزُّعَافِ الَّذِي دَسَسْتُ سَيْفِي بِهِ وَنَقَعْتُهُ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ اَخِي؟ لَمْ يُوَفِّ مُعَاوِيَةُ وَعْدَهُ؟ فَاَمَرَ بِقَتْلِ الْبَرْكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَارِجِيّ انْتِقَاماً لِمَقْتَلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه؟ ثُمَّ جِيءَ بِالطَّبِيبِ الْمُعَالِجِ اِلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ طَبِيبُهُ الْخَاصّ؟ فَكَشَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ اَنْتَ بَيْنَ اَمْرَيْنِ؟ اِمَّا اَنْ يُكْوَى بِالنَّارِ مَكَانُ ضَرْبَةِ السَّيْفِ الْمَسْمُوم ِعَلَى جِسْمِكَ؟ اَوْ تَشْرَبُ شَرَاباً تَبْرَاُ بِهِ وَتُشْفَى؟ لَكِنْ اِذَا شَرِبْتَ هَذَا الشَّرَابَ الَّذِي تَبْرَاُ بِهِ مِنْ هَذَا الْهَمِّ وَتُشْفَى بِهِ مِنْ هَذَا السُّمِّ الَّذِي بَدَاَ يَتَفَاعَلُ فِي جِسْمِكَ؟ فَاِنَّكَ لَنْ تُرْزَقَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْوَلَدِ؟ وَسَيَنْقَطِعُ نَسْلُكَ؟ فَاَنْتَ مُخَيَّرٌ بَيْنَ اَنْ اَكْوِيَ جُرْحَكَ بِالنَّارِ وَتَبْقَى قَابِلاً لِاَنْ يُولَدَ لَكَ؟ اَوْ اَنْ اَسْقِيَكَ شَرَاباً ثُمَّ لَايُولَدُ لَكَ بَعْدَ ذَلِكَ اَبَداً؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ اَمَّا النَّارُ فَلَا طَاقَةَ لِي عَلَيْهَا؟ وَاَمَّا الشَّرَابُ فَافْعَلْ وَعِنْدِي مَاتَقَرُّ بِهِ عَيْنِي وَلَدِي يَزِيد وَوَلَدِي عَبْدُ اللهِ وَيَكْفِينِي كِلَاهُمَا؟ وَنَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رُبَّمَا يَكُونُ وَلَدُكَ يَزِيدُ مِمَّنْ لَاتُقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ وَاللهُ اَعْلَم؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاَخَذَ الْحَرَسُ اللَّيْلِيُّ يَنْتَشِرُ فِي شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ؟ وَاَخَذَ الدَّرَكُ وَرِجَالُ الشَّرِطَةِ يُحِيطُونَ بِالْخَلِيفَةِ اِذَا اَرَادَ الْقُدُومَ اِلَى الصَّلَاةِ؟ وَمِنْ يَوْمِهَا اُنْشِئَتِ الْمَقْصُورَات؟ وَيُمْكِنُكَ اَخِي مُشَاهَدَةُ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَقْصُورَاتِ الْمَوْجُودَةِ فِي الْجَامِعِ الْاُمَوِيِّ الَّذِي بَنَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِك؟ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمِحْرَابِ الْمَوْجُودِ فِي مُنْتَصَفِ الْجَامِعِ الْاُمَوِيِّ؟ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ مُحَاطٍ بِخَشَبٍ كَانَ الْخَلِيفَةُ يَجْلِسُ فِيهِ وَيَجْلِسُ مَعَهُ حَرَسُهُ وَحَاشِيَتُهُ وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَدْخُلَ اِلَيْهِ وَيَمْنَعُونَهُ بِالْقُوَّةِ خَوْفاً عَلَى الْخَلِيفَةِ اَنْ تَمْتَدَّ يَدُ الْغَدْرِ اِلَيْهِ؟ وَلِذَلِكَ اتَّخَذَ مُعَاوِيَةُ هَذِهِ الْمَقْصُورَةَ وَمَافِيهَا وَمَايُحِيطُ بِهَا مِنَ الْحَرَسِ اَيْضاً عِنْدَ الصَّلَاة؟ وَاَمَرَ اِذَا سَجَدَ اَنْ يَقِفَ الْحُرَّاسُ بِسُيُوفِهِمْ عَلَى رَاْسِهِ خَوْفاً مِنَ الْمُبَاغَتَةِ وَالْغَدْرِ وَالْبَطْشِ بِهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدِ اقْتَرَبَتْ هَذِهِ الْمُشَارَكَةُ مِنْ نِهَايَتِهَا؟ فَاَرْجُوكَ اَنْ لَاتَمَلَّ مِنِّي؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَتَوَجَّهَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَمَ الْخَارِجِيُّ اِلَى الْكُوفَةِ فِي الْعِرَاق؟ وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْكُوفَةِ؟ فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْخَارِجِيٍّ هَذَا اِلَى الْكُوفَة؟ وَسُبْحَانَ اللهِ؟ وَكُلُّ شَيْءٍ بِتَقْدِيرِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ فَصَادَفَ امْرَاَةً اَوْ فَتَاةً اَخَذَتْ لُبَّ عَقْلِهِ لِجَمَالِهَا؟ فَاَرَادَ اَنْ يَخْطِبَهَا وَيَتَزَوَّجَهَا؟ فَقَالَتْ لَهُ؟ ثَلَاثَةُ آلَاف؟ وَعَبْدٌ؟ وَقَيْنَةٌ؟ وَقَتْلُ عَلِيٍّ بِحُسَامٍ مُسَمَّم؟ وَسُبْحَانَ الله؟ وَافَقَ هَوَاهُ هَوَاهَا؟ وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي؟ وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي هِيَ اَيْضاً؟ اَنَّ كِلَيْهِمَا يَكِيدُ الْبَغْضَاءَ لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ قَالَتْ لَهُ اَنَا اَتَزَوَّجُكَ عَلَى شَرْط؟ بَلْ اَنَا اُعْطِيكَ الْمَهْرَ اَيْضاً؟ وَهُوَ ثَلَاثَةُ آلَافِ دِينَار؟ وَاُعْطِيكَ عَبْداً مَمْلُوكاً؟ وَاُعْطِيكَ قَيْنَة؟ وَالْقَيْنَةُ هِيَ الْجَارِيَةُ الَّتِي تُغَنِّي؟ وَلَكِنِّي اُرِيدُ مِنْكَ بِالْمُقَابِلِ؟ اَنْ تَقْتُلَ عَلِيّاً بِحُسَامٍ مُسَمَّم؟ وَالْحُسَامُ هُوَ السَّيْف؟ فَقَالَ وَاللهِ مَاجِئْتُ اِلَّا لِهَذَا؟ فَقَالَتْ اِذاً وَافَقَ شَيْطَانِي شَيْطَانُك؟ فَقَالَ لَهَا؟ هَلْ هُنَاكَ مَنْ يُعِينُنِي عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ نَعَمْ رَجُلٌ مِنْ قَبِيلَتِي وَاسْمُهُ وِرْدَان؟ فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِلْجَمَ اِلَى وِرْدَانَ؟ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْاَمْرَ؟ فَارْتَجَفَ اَوّلاً؟ وَقَالَ وِرْدَان؟ وَاللِه لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً اِدّاً مُنْكَراً عَظِيماً تَتَزَلْزَلُ لَهُ الْاَرْضُ وَالسَّمَوَات؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تَقْتُلَ بْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ يَالُكَعُ بْنُ لُكَع؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تَغْتَالَ رَبِيبَ رَسُولِ الله؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تَغْتَالَ صَفِيَّ رَسُولِ الله؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تَغْتَالَ مَنْ اَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَمَا خَرَجَ اِلَى تَبُوكَ وَقَالَ لَهُ اَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى اِلَّا اَنَّهُ لَانَبِيَّ بَعْدِي؟ فَكَيْفَ تَفْعَلُ ذَلِكَ اَيُّهَا اللَّئِيم؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَكِنَّ الْخَارِجِيَّ مَازَالَ يُرَاوِدُهُ وَيُرَاوِدُهُ حَتَّى اقْتَنَعَ وِرْدَانُ وَنَكَسَ عَلَى رَاْسِهِ بَعْدَ اَنْ كَانَ ضَمِيرُهُ صَاحِياً؟ وَهَذَا هُوَ شَاْنُ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ وَوَاللهِ لَشَيَاطِينُ الْاِنْسِ اَخْطَرُ مِنْهُمْ بِكَثِير؟ فَقَالَتْ قُطَام؟ وَهِيَ هَذِهِ الْمَرْاَةُ الَّتِي اَحَبَّهَا؟ يَاعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَلْجَم؟ رَاقِبْ غُرَّتَهُ؟ بِمَعْنَى تَحَيَّنْ فُرْصَةَ الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ الَّذِي تَسْتَطِيعُ فِيهِ قَتْلَه؟ فَقَالَ لَهَا؟ وَاَيُّ وَقْتٍ تَقْصِدِين؟ قَالَتْ اِنَّهُ يَخْرُجُ اِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ فِي الْعَتْمَةِ؟ وَيَتَجَوَّلُ فِي اَسْوَاقِ الْكُوفَةِ؟ وَيُنَادِي بِقَوْلِهِ اَلصَّلَاةَ الصَّلَاة؟ وَاِنَّهُ لاَيَتَّخِذُ حُجَّاباً وَلَاحُرَّاساً كَصَاحِبَيْهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص وَمُعَاوِيَةَ بْنِ اَبِي سُفْيَانَ اللَّذَيْنِ يَتَّخِذَانِ حُجَّاباً وَحُرَّاساً؟ فَقَتْلُ عَلِيٍّ مَيْسُورٌ جِدّاً؟ وَالْيَوْمَ هُوَ يَوْمُ السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ رَمَضَان؟ وَاَنَا سَاَعْتَكِفُ فِي جَامِعِ الْكُوفَةِ الْعَشْرَ الْاَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَان؟ وَسَاَتَظَاهَرُ اَمَامَ النَّاسِ بِاَنِّي اُهَيِّىءُ الْمَكَانَ لِلِاعْتِكَاف؟ ثُمَّ اِذَا رَاَيْتُ عَلِيّاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى؟ اَعْطَيْتُكَ اِشَارَةً لِتَقُومَ بِقَتْلِهِ؟ مِنْ اَجْلِ تَنْفِيذِ خُطَّةِ الْمُؤَامَرَةِ عَلَيْهِ بِنَجَاحٍ بَاهِر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَفِعْلاً اتَّخَذَتْ لِنَفْسِهَا مَكَاناً فِي الْمَسْجِدِ؟ وَبَنَتْ فِيهِ حُجْرَةً صَغِيرَةً مِنْ اَجْلِ اعْتِكَافِهَا؟ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ خَيْمَةٍ اَوْ مَايُسَمِّيهِ عَوَامُّ النَّاسِ شَادِراً؟ ثُمَّ جَاءَتْ صَبِيحَةُ الْيَوْمِ السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اَرْبَعِينَ لِلْهِجْرَةِ؟ وَكَانَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ فَدَخَلَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ فَعَلَاهُ وِرْدَانُ بِالسَّيْفِ؟ وَلَكِنَّ السَّيْفَ اَخْطَاَ عَلِيّاً؟ فَضَرَبَ الْاُسْطُوَانَةَ بِالْقُرْبِ مِنْهُ فِي الْمَسْجِدِ؟ فَمَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَلْجَمَ الْخَارِجِيّ اِلَّا اَنْ رَفَعَ سَيْفَهُ وَعَلَاهُ بِضَرْبَةٍ اُخْرَى اَصَابَتِ الْاِمَامَ عَلِيّاً عَلَى رَاْسِهِ وَقَالَ خُذْهَا لَاحُكْمَ اِلَّا لِله؟ وَفَرَّ وِرْدَانُ مِنْ خَوْفِهِ؟ وَكَذَلِكَ فَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَمَ؟ وَلَكِنَّ النَّاسَ تَكَاثَفُوا عَلَيْهِ؟ فَاَلْقَوْا عَلَيْهِ الْقَبْضَ؟ وَهُنَا يَقُولُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ وَهُوَ يُصَارِعُ الْمَوْتَ وَالسُّمَّ الزُّعَاف؟ لَايَشْغَلْكُمْ شَاْنِي عَنِ الصَّلَاة؟ فَقُمْ يَاجُعْدَةُ(رَجُلٌ اسْمُهُ جُعْدَة( وَصَلِّ بِالنَّاسِ اِمَاماً عَنِّي؟ وَلَايَشْغَلْكُمْ مَاحَدَثَ لِي مِنْ مَكْرُوهٍ عَنِ الصَّلَاة؟ ثُمَّ اَخَذُوهُ اِلَى دَارِهِ لِيَسْتَرِيحَ فِيهَا مِنْ ضَرْبَةِ السَّيْفِ؟ وَجِيءَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَلْجَمَ مُكَبّلاً؟ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ فَقَالَ لَهُ يَاهَذَا؟ اَمَا اَحْسَنْتُ اِلَيْك؟ فَقَالَ الْخَارِجِيُّ نَعَمْ لَقَدْ اَحْسَنْتَ اِلَيَّ كَثِيراً وَلَااُنْكِرُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ عَلِيُّ رُوحِي فِدَاه؟ لِمَاذَا تُقَابِلُ الْاِحْسَانَ بِالْاِسَاءَة؟ فَقَالَ كُرْهِي لِآبَائِكَ وَاَجْدَادِكَ؟ وَكُرْهِي لَكَ اَيْضاً؟ فَكَمْ قَتَلْتَ مِنْ آبَائِنَا وَاَجْدَادِنَا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ؟ ثُمَّ الْكُلُّ فَرَّ يَوْمَ اُحُدٍ؟ وَاَنْتَ لَمْ تَفِرّ؟ وَكَذَلِكَ بَارَزْتَ عَمْرَو بْنَ وُدٍّ الْعَامِرِيَّ فَقَتَلْتَه؟ وَكُلُّ ذَلِكَ جَعَلَ الْحِقْدَ يَكْمُنُ فِي نَفْسِي؟ فَقَالَ اِذاً تَلْقَى شَرَّ مَصِير؟ فَقَالَ الْخَارِجِيّ؟ وَاللهِ لَقَدْ سَمَمْتُ هَذَا السَّيْفَ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ وَشَحَذْتُهُ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ وَعَاهَدْتُّ اللهَ تَعَالَى اَنْ اَقْتُلَ بِهِ شَرَّ خَلْقِه؟ وَنَقُولُ لِهَذَا الْخَارِجِيِّ اللَّعِين؟ قَاتَلَكَ الله؟ فَلَقَدْ قَتَلَتْ هِنْدُ بِوَحْشِيٍّ خَيْرَ خَلْقِ اللهِ وَخَيْرَ اَهْلِ الْبَيْتِ حَمْزَةَ سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّة؟ وَلَكِنَّهُمَا نَدِمَا وَتَابَا اِلَى اللهِ؟ وَقَبِلَ اللهُ تَوْبَتَهُمَا؟ فَقَتَلَ وَحْشِيٌّ شَرَّ خَلْقِ اللهِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ؟ وَقَالَ هَذِهِ بِتِلْكَ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْخَارِجِيِّ الْمَلْعُونِ؟ وَمَااَكْثَرَ اَمْثَالَهُ فِي اَيَّامِنَا مِمَّنْ يَعْتَمِدُونَ عَلَى التَّشْوِيهِ لِلْحَقَائِقِ وَقَلْبِهَا رَاساً عَلَى عَقِب بِمَايُسَمُّونَهُ فِي اَيَّامِنَا شَفَافِيَّة؟ وَمَاهُوَ فِي حَقِيقَتِهِ اِلَّا ضَبَابِيَّة وَاضِحَة جِدّاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنَّهَا لَاتَعْمَى الْاَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور( فَكَيْفَ اَصْبَحَ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ فِي نَظَرِ هَؤُلَاءِ مِنْ اَشْرَارِهِمْ؟ وَكَيْفَ يُصْبِحُ مَنْ يُطَالِبُ بِحَقِّهِ فِي الْحُرِّيَّةِ الْمُنْضَبِطَةِ بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ اِرْهَابِيّاً خَائِناً؟ وَكَيْفَ يُصْبِحُ مَنْ يَقُومُ بِالِاعْتِدَاءِ عَلَيْهِ بِحُجَّةِ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ اَمِيناً شَرِيفاً وَطَنِيّاً صَادِقاً؟ فَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ اِنَّهَا لَحُجَّةٌ اَقْبَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ اَنْ يُخَوَّنَ الْاَمِينُ؟ وَاَنْ يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ؟ وَاَنْ يَكُونَ اَسْعَدَ النَّاسِ لُكَعُ بْنُ لُكَع(بِمَعْنَى اللَّئِيمَ بْنَ اللَّئِيم؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَاذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ؟ قَالَ سَيَرْتَدُّ السَّيْفُ عَلَيْكَ وَاَنْتَ مِنْ اَشْرَارِ خَلْقِ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلمْ يَقُلْ لَهُ اَنْتَ شَرُّ خَلْقِ اللهِ كَمَا قَالَ لَهُ هُوَ قَاتَلَهُ الله؟ وَاِنَّمَا قَالَ لَهُ اَنْتَ وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَشْرَار؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى عَدْلِ الْاِمَامِ عَلِيّ؟ فَهُوَ لَايُرِيدُ اَنْ يَاْخُذَ اَكْثَرَ مِنْ حَقّهِ حَتَّى فِي كَلَامِهِ عَنْ عَدُوِّهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذَا الْاِنْسَانُ الْخَارِجِي عَجِيبٌ اَمْرُهُ وَالله؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَتَّخِذَ تِمْثَالاً اَوْ رَمْزاً لِلتَّاَبِّي وَلِلصَّبْرِ عَلَى الشَّرِّ وَعَدَمِ الْخَوْفِ مِنَ النَّتِيجَةِ مَهْمَا كَانَتْ عَوَاقِبُهَا الْوَخِيمَة؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَّخِذَ تِمْثَالاً لِهَذَا الْاِنْسَانِ الْمُعَانِدِ؟ وَهُوَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَمَ لَعَنَهُ الله؟ حَيْثُ اِنَّهُ يَمْثُلُ اَمَامَ الْخَلِيفَةِ؟ وَيُظْهِرُ كُلَّ هَذَا الْحِقْدِ الْكَامِنِ فِي نَفْسِهِ؟ دُونَ اَنْ يُظْهِرَ مَعَهُ أيَّ خَوْفٍ مِنْ هَذَا الْمَصِيرِ بَعْدَ اَنْ اُلْقِيَ عَلَيْهِ الْقَبْضُ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ؟ اَمَا فَكَّرْتَ فِي شَرِّ مَصِيرٍ قَبْلَ اَنْ تَقْتُلَنِي؟ فَقَالَ وَاللِه لَقَدْ عَاهَدْتُّ رَبِّي وَقُلْتُ لِاَصْحَابِي اِنْ قَتَلْتُهُ شَفَيْتُ غَلِيلِي؟ وَاِنْ قَتَلَنِي فَمَا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى خَيْرٌ وَاَبْقَى؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّشْوِيهِ الْمَقِيتِ لِلتَّدَيُّنِ؟ وَهَذَا هُوَ الْخَطَرُ الْاَكْبَرُ الَّذِي تُصَابُ بِهِ الْاُمَمُ؟ لِاَنَّهُ لَعَنَهُ الله يَعْتَقِدُ بِاَنَّهُ اِذَا قَتَلَ عَلِيّاً فَقَدْ تَقَرَّبَ اِلَى اللهِ بِاَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ وَهُوَ لَايَدْرِي اَنَّهُ يَفْعَلُ عَكْسَ ذَلِك؟ ثُمَّ بَعْدَ هَذَا؟ وَسُبْحَانَ الله؟ بَقِيَ عَلِيٌّ بِاَبِي هُوَ وَاُمِّي وَنَفْسِي ثَلَاثَةَ اَيَّامٍ يُعَانِي مِنْ حُرْقَةِ السُّمِّ وَيُصَارِعُ الْمَوْتَ حَتَّى تُوِفّيَ شَهِيداً اِلَى جِنَانِ النَّعِيمِ وَالْحُورِ الْعِينِ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَان؟ لَكِنَّهُ قَبْلَ اَنْ يُتَوَفَّى؟ جَمَعَ اَوْلَادَهُ؟ وَخَاطَبَ الْحَسَنَ الَّذِي هُوَ اَكْبَرُهُمْ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَمِيعاً؟ وَقَالَ يَابُنَيَّ؟ اَطْعِمْ غَرِيمَكَ؟ وَاسْقِهِ؟ وَلَاتُعَذّبْهُ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْاَخْلَاقِ النَّبَوِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْفَاضِلَةِ مِمَّنْ تَرَبَّى فِي بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَهُوَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ سَلَامُ الله؟ وَالْغَرِيم بِمَعْنَى الْعَدُوّ؟ وَهُوَ هَذَا الْخَارِجِيُّ اللَّئِيمُ الَّذِي قَتَلَ الْاِمَامَ عَلِيّاً عَلَى رَاْسِه؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ لِوَلَدِهِ الْحَسَنِ؟ اَطْعِمْهُ؟ نَعَمْ يَابُنَيَّ؟ اَطْعِمْهُ؟ وَاسْقِهِ؟ وَلَاتُعَذّبْهُ؟ وَاِذَا اَرَدْتَّ قَتْلَهُ؟ فَاقْتُلْهُ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَة؟ فَاِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ هَذِهِ الضَّرْبَةُ الْوَاحِدَةُ؟ فَلَا تُثَنِّهَا؟ بِمَعْنَى فَلَا تَضْرِبْهُ ضَرْبَةً ثَانِيَةً؟ فَاِنَّمَا ضَرَبَنِي هُوَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا؟ فَاَسْعِفْهُ؟ وَدَعْهُ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ يَنْجُو؟ وَلَاتَزِدْ عَلَى الْوَاحِدَةِ فِي كُلِّ الْاَحْوَال؟ وَاضْرِبْهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ مَسْمُوم؟ فَاِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْ سُمُومِهِ؟ وَلَكِنِّي لَمْ اَعْفُ عَنْ ضَرْبَتِهِ؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ اِمْتَثَلَ الْحَسَنُ لِاَمْرِ اَبِيهِ؟ وَلَمْ يَضْرِبْهُ اِلَّا ضَرْبَةً وَاحِدَةً كَمَا اَمَرَهُ اَبُوهُ كَمَا سَيَاْتِي؟ وَهُنَا جَاءَتْ اُمُّ كُلْثُومَ ابْنَةُ الْاِمَامِ عَلَيٍّ مِنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَرَاَتْهُ؟ فَقَالَتْ لِلْخَارِجِيِّ اللَّعِين؟ اِنْ شَاءَ اللهُ؟ اَبِي بِخَيْر؟ وَاَنْتَ بِشَرّ؟ فَقَالَ لَهَا لاَتَاْمَلِي خَيْراً؟ فَوَاللهِ لَقَدْ سَمَمْتُ هَذَا السَّيْفَ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ بِمَعْنَى نَقَعْتُهُ فِي السُّمِّ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ فَلَوْ سَلَّطْتُّهُ عَلَى كُلِّ رِقَابِ اَهْلِ الْكُوفَةِ؟ لَقَتَلْتُهُمْ بِهِ؟ فَاِيَّاكِ اَنْ تَظُنِّي اَنَّ اَبَاكِ سَوْفَ يُشْفَى؟ فَهَذَا شَيْءٌ مُسْتَحِيل؟ وَنَحْنُ لَسْنَا الْيَوْمَ فِي اَيَّامِ الْمُعْجِزَاتِ وَالْكَرَامَات؟ ثُمَّ قَالَ الْمَلْعُونُ لِلْحَسَنِ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ؟ هَلْ اَقُولُ لَكَ كَلِمَةً تَنْفَعُك؟ فَقَالَ الْحَسَنُ مَاهِيَ؟ فَقَالَ عَدُوُّ اللِه؟ اُدْنُ مِنِّي؟ اَعْطِنِي اُذُنَكَ حَتَّى اُسْمِعَك؟ فَقَالَ الْحَاضِرُونَ؟ اَعْطِهِ اُذُنَكَ يَا بْنَ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اللهِ؟ فَرُبَّمَا يَقُولُ كَلِمَةَ خَيْر؟ فَقَالَ وَاللهِ لَااُعْطِيهِ اِيَّاهَا؟ اَخَافُ عَلَى اُذُنِي؟ فَقَالَ الْخَارِجِيُّ الْحَقِير؟ وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ مَاتُكِنُّهُ نَفْسِي؟ فَوَاللهِ لَوِ اقْتَرَبَتْ اُذُنُكَ مِنِّي؟ لَقَضَمْتُهَا مِنْ سِمَاقِهَا بِاَسْنَانِي وَاَضْرَاسِي؟ بِمَعْنَى لَنَزَعْتُهَا مِنْ جُذُورِهَا كُلِّهَا؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى مَدَى هَذَا التَّجَبُّرِ وَالتَّكَبُّرِ وَالْحِقْدِ الدَّفِينِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَهُنَا يَجْمَعُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ اَوْلَادَهُ وَذُرِّيَّتَهُ؟ وَيَنْصَحُهُمْ بِتَقْوَى اللهِ؟ وَهِيَ نَصَائِحُ مَكْتُوبَةٌ فِي صَفَحَاتٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الْكُتُبِ الْمَشْهُورَة؟ وَكُلُّ كَلِمَةٍ مِنْهُ تُكْتَبُ بِمَاءِ الذَّهَب؟ فَقَدْ اَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ وَاَمَرَهُمْ بِصِلَةِ الْاَرْحَامِ؟ وَاَمَرَهُمْ بِالْاِحْسَانِ اِلَى اَهْلِ الذّمّةِ وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ بَلْ اَمَرَهُمْ بِالْاِحْسَانِ اِلَى كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا لَاتَتَّسِعُ هَذِهِ الْمُشَارَكَةُ لِذِكْرِهِ؟ بَلْ نَحْتَاجُ اِلَى مُشَارَكَاتٍ كَثِيرَةٍ؟ وَلَنْ نَوَفّيَهُ حَقَّهُ مَهْمَا كَتَبْنَا عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَقَالَ لَا اَلْفَيَنَّكُمْ بِمَعْنَى لَااُرِيدُ اَنْ اَلْقَاكُمْ اَوْ اَجِدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَعَالَى وَقَدْ اَسْرَفْتُمُ الْقَتْلَ مِنْ اَجْلِي ثُمَّ تَقُولُونَ نَحْنُ قَتَلْنَا فُلَاناً وَفُلَاناً وَفُلَاناً وَفُلَاناً انْتِقَاماً لِاَبِينَا؟ اِيَّاكُمْ اَنْ تُسْرِفُوا فِي الْقَتْلِ؟ فَاِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَال{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلَايُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ اِنَّهُ كَانَ مَنْصُورَا} نَعَمْ اَخِي؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ قُتِلَ الْخَارِجِيُّ لِاَنَّهُ يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ؟ فَاَرَادَ اَوْلَادُهُ اَنْ يَدْفِنُوهُ وَطَالَبُوا بِجُثَّتِهِ؟ لَكِنَّ الْجَمَاهِيرَ الْهَائِجَةَ الْمَنْكُوبَةَ بِقَتْلِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ ؟اِخْتَطَفُوا جُثَّتَهُ؟ وَوَضَعُوهُ فِي حَصِيرٍ؟ وَصَبُّوا عَلَيْهِ مَوَادَّ مُحْرِقَةً؟ وَاَحْرَقُوا جُثَّتَهُ حَتَّى صَارَ رَمَاداً؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذِهِ هِيَ الْجَرِيمَةُ الْكُبْرَى الَّتِي ارْتُكِبَتْ فِي حَقِّ اِنْسَانٍ رَبَّاهُ رَسُولُ الله؟ فَاَيْنَ النَّاسُ؟ وَاَيْنَ نَحْنُ مِنَ التَّخَلُّقِ بِاَخْلَاقِ هَذَا الْاِمَامِ الْعَظِيم؟ وَاَيْنَ نَحْنُ نَعِيشُ فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ الَّتِي اَكَلَهَا الْحِقْدُ وَالضَّغَائِنُ وَانْتِشَارُ الْقَتْلِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ؟ وَكُلٌّ يَدَّعِي بِاَنَّ الْحَقَّ مَعَهُ وَاَنَّ فُلَاناً خَصْمُهُ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى رَبِيبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ وَاِلَى هَذِهِ الْاَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ؟ وَكَيْفَ لَايَكُونُ فَاضِلاً وَقَدْ نَامَ فِي فِرَاشِ رَسُولِ اللهِ مَعَ رَسُول ِاللهِ؟ وَكَيْفَ وَقَدْ اَطْعَمَهُ رَسُولُ اللهِ بِيَدَيْهِ؟ وَكَيْفَ وَكَيْف؟ نَعَمْ اَخِي فَلْيَتَخَلَّقِ الْمُتَخَلّقُونَ بِاَخْلَاقِ هَذَا الْاِمَامِ الْعَظِيمِ اِنْ كَانُوا مِنَ الصَّادِقِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبِذَلِكَ نَجَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي مِصْرَ؟ وَنَجَا كَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ فِي الشَّامِ بِاُعْجُوبَةٍ لِكُلٍّ مِنْهُمَا؟ وَلَكِنَّ الضَّرْبَةَ الْقَاضِيَةَ كَانَتْ لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ وَهُنَا اَخَذَ عَمْرُو وَمُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَتَبَادَلَانِ فِيمَا بَيْنَهُمَا رَسَائِلَ التَّهْنِئَةِ بِنَجَاتِهِمَا؟ وَيَزْعُمُ بَعْضُهُمْ اَنَّهُمَا اَخَذَا يَتَبَادَلَانِ التَّهْنِئَةَ اَيْضاً بِمَقْتَلِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ وَاِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ؟ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنَّهُمَا اَخَذَا يَتَبَادَلَانِ التَّهْنِئَةَ بِاسْتِشْهَادِ الْاِمَامِ عَلِيّ؟ وَبِمَا رَزَقَهُ اللهُ مِنَ الشَّهَادَةِ وَجَعَلَهُ فِي مَرْتَبَةِ الشَّهَدَاءِ؟ وَيَحْسُدَانِهِ عَلَيْهَا حَسَدَ غِبْطَة وَهُوَ حَسَدٌ مَشْرُوع؟ وَلَيْسَ حَسَدَ شَمَاتَةٍ وَتَشَفّي كَمَا يَزْعُمُ الشِّيعَةُ قَبَّحَهُمُ الله؟ وَكَمَا يَزْعُمُ بَعْضُ الْمَخْدُوعِينَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ بِدَسَائِسِهِمْ وَاِسْرَائِيلِيَّاتِهِمْ وَمَااَكْثَرَهَا فِي كُتُبِهِمْ وَكُتُبِ اَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ الْاَسَف؟ وَلَكِنَّ الْحَقَّ وَاضِحٌ اَبْلَجُ لَجْلَجُ كَوُضُوحِ الشَّمْسِ؟ وَمَهْمَا حَجَبَ ضَبَابُ اِسْرَائِيلِيَّاتِهِمْ قِرْصَ الشَّمْسِ وَالْحَقِّ عَنْ اَعْيُنِ النَّاسِ؟ فَاِنَّهُ لَايَلْبَثُ طَوِيلاً يَحْجُبُهَا؟ وَلَابُدَّ اَنْ يَنْقَشِعَ وَلَوْ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ؟ لِيَعُودَ الْحَقُّ مُضِيئاً بِصَفَائِهِ كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ بِصَفَائِهَا؟ ثُمَّ يَزُولَ غَبَشُ الضَّبَابِ الْبَاطِلِ عَنْ اَعْيُنِ النَّاسِ؟ وَيَبْقَى الْحَقُّ سَاطِعاً اِلَى الْاَبَد؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذِهِ الْفِتَنُ بَدَاَتْ؟ وَمَازَالَ اَوَارُهَا يَشْتَعِلُ اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ؟ وَلِذَلِكَ لَابُدَّ مِنْ عُقَلَاءَ؟ لِيُوقِفُوا هَذِهِ الْفِتَنَ؟ وَلِيُوقِفُوا هَذِهِ الْمَصَائِبَ الَّتِي جَرَّهَا عَلَيْنَا اُولَئِكَ الَّذِينَ اقْتَتَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ وَنَحْنُ الْآنَ نَجْنِي ثَمَرَتَهَا الْمُرَّة؟ فَلْنَتُبْ اِلَى اللِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَنَحْنُ لَسْنَا عُبَّادَ اَشْخَاص؟ وَاِنَّمَا نَحْنُ نَعْبُدُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَنَتَّبِعُ مَنْهَجَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ؟ وَبِذَلِكَ نَكُونُ مِنَ الْفَائِزِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اِنْ عُدْنَا اِلَى صَوَابِنَا؟ وَاِنْ عُدْنَا اِلَى اِدْرَاكِنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّ الْعَالَمَ الْاِسْلَامِيَّ يَمُرُّ بِمَا يَمُرُّ بِهِ مِنْ اِحَنٍ؟ وَمِنْ فِتَنٍ؟ وَمِنْ مَصَائِبَ لَمْ يُسَجِّلْهَا التَّارِيخُ مِنْ قَبْلُ؟ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ تَخْرُجُ مُصِيبَةٌ جَدِيدَةٌ غَيْرُ مُتَوَقَّعَةٍ؟ وَتُنْشِبُ اَظْفَارَهَا فِي بَلَدٍ عَرَبِيٍّ اَوْ فِي بَلَدٍ اِسْلَامِيّ؟ وَيَاهَنَاءَةَ بَنِي اِسْرَائِيلَ؟ وَيَاسَعَادَتَهُمْ؟ حِينَمَا يَرَوْنَ اَنَّ بَعْضَنَا يَقْتُلُ الْبَعْضَ الْآخَر؟ فَقَدْ كَفَيْنَاهُمُ الْمَؤُونَةَ الَّتِي كَانُوا سَيَقُومُونَ بِهَا؟ فَنَسْاَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَنْ يُعِيدَ الْمُسْلِمِينَ اِلَى رُشْدِهِمْ ؟وَاِلَى صَوَابِهِمْ؟ وَاَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمُ الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْحَزَنَ؟ وَاَنْ يُعِيدَ اِلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الْاَمْنَ وَالطَّمَاْنِينَةَ؟ لِيَعُودُوا كَمَا كَانُوا خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ؟ وَمَاذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيز؟ اَللَّهُمَّ اِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا يَااَلله؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين؟