( الصدق والطاقة النفسية )

بداخل كل منا طاقة نفسية هائلة يمكنه استخدامها بشكل إيجابي ليحقق أهدافه في الحياة بشكل مناسب
ولكن منا من يستخدم هذه الطاقة بشكل سلبي فيضيعها ويهدرها دون أن يدري
وهناك أمور تعمل على توفير الطاقة النفسية داخلنا لتخرج منا في ومسارها الصحيح ومن أهم هذه الأمور :

الصدق :

فالصدق الدائم لا يخرج إلا من نفس نقية ولذلك فهو لا يحتاج لطاقة من هذه النفس عند إخراجه منها بل يخرج بعفوية وتلقائية خاصة عند اعتياد النفس عليه وبالتالي فهو يوفر الطاقة النفسية داخل الصادقين فتجدهم يبدعون في أمور أخرى لأن الطاقة النفسية موفرة داخلهم يمكنهم استغلالها بشكل أمثل


أما الكذب

فعلى عكس ذلك تماما يهدر الطاقة النفسية ويضيعها لأن من يكذب بشكل دائم خاصة من يتحرى الكذب بمعنى أنه يدبر له ويفكر في كذبته الجديدة كيف ستكون وماذا سيقول فإنه يستخد في هذا التفكير جزء كبير من طاقته النفسية وبالتالي لا يوفرها ليستغلها بشكل سليم بل يهدرها ويضيعها فلا تجده مبدعا بأمور اخرى لأن إبداعه الأساسي قد تمركز في كذبه الدائم وبالتالي يكون مبدعا نعم ولكن بالكذب

والإبداع الذي يوفره الصدق ليس المقصود به الموهبة كتأليف الشعر مثلا أو القصة أو ما شابه ذلك ولكن الإبداع هنا هو التألق والتميز بأحد مجالات الحياة المهمة فتجد الصادق أكثر إقبالا على الحياة أكثر إشراقا أكثر حبا ومودة لغيره بينما تجد الكاذب دائم النفور ممن حوله دائم الانتقاد لهم

ولذلك فإن الصدق يوفر الطاقة النفسية فتكون معه مبدعا مقبلا على الحياة

فسبحان الله الغني الحميد لا يأمرنا إلا بما فيه مصلحتنا نحن

" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم " ( المائدة آية 119 )