بينما تكثر الأسئلة مع حلول شهر رمضان عن الغذاء الصحى الملائم للصائم، وأفضل طريقة لتناول الطعام، وتتباين إجابات الخبراء حولها، فإن إبراهيم بدوى الأستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومى للبحوث بمصر، يتبنى فى إجاباته على تلك الأسئلة ما جاء فى السنة النبوية.

وفى تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، يقول بدوى: "توجد خمسة أحاديث قالها الرسول -محمد خاتم الأنبياء- منذ مئات السنين، أثبت العلم الحديث أنها أفضل دليل للتغذية فى رمضان، كما أن السلوك النبوى الشريف بالإفطار على مرحلتين من أفضل النصائح التى يمكن تقديمها للصائم.

وهذه الأحاديث الخمسة هى:

1-"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه.

ويقول بدوى: "التعجيل بالإفطار له آثار صحية ونفسية مهمة، فالصائم يكون فى ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار".

وأضاف: "التأخير فى الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم، ما يؤدى إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفى ذلك تعذيب نفسى لا طائل منه، ولا ترضاه الشريعة السمحاء".

2-إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أربعة أئمة، وعن أنس رضى الله عنه قال: "إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلى على رطيبات، فإن لم تكن رطيبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء" رواه الترمذى وأبو داود.

وعن هذا الحديث يقول بدوى: "الصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكرى سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما هو بحاجة إلى الماء، والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش".

وأوضح بدوى أن المعدة والأمعاء الخالية تستطيع امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة، كما يحتوى الرطب والتمر على كمية من الألياف تقى من الإمساك، وتعطى الإنسان شعورًا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول الطعام.

3- "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب " حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه.

فماذا يفعل الغضب فى رمضان؟ يقول بدوى: "من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين فى الجسم بمقدار كبير، وإذا ما حدث ذلك فى أول الصيام "أى أثناء هضم الطعام" فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين فى الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للشجار، وهى بالطبع طاقة ضائعة".

وأضاف: "قد يؤدى ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المرض، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين".

4- قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ما تزال أمتى بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور".

واقتداء بهذا الحديث النبوى يحذر بدوى من إهمال وجبة السحور، وهو سلوك انتشر هذه الأيام.

ويقول أستاذ علوم الأغذية: "تناول السحور يفيد فى منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد".

وينصح بدوى باحتواء طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادى والعسل والفواكه وغيرها

5-السلوك النبوى بالإفطار على مرحلتين

وتنقل كتب السيرة النبوية أن الرسول كان يعجل بفطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل بصلاة المغرب ويقدمها على إكمال طعام إفطاره.

ويقول بدوى: "فى ذلك حكمة نبوية رائعة فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيهًا حقيقيًا، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع، ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره".

ويضيف: "من المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدى إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوى وعسر هضم".