أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن الصيام يعتبر وسيلة جيدة لتفريغ السموم المختزنة والهموم والشحنات الضارة من الجسم، فتزداد صحة ومناعة الإنسان.
وأوضح بدران حسبما جاء في موقع محيط، أن الصيام يعد فرصة كبيرة لدعم الصحة الجسدية والنفسية، لأن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة تأخذ فترة راحة ضرورية لتجديد نشاطها وتستعيد وظائفها للتخلص من الرواسب الموجودة بالجسم، بالإضافة إلى تجديد الدورة الدموية.
فوائد الصيام
للصيام فوائد كثيرة لاحصر لها، فإنه يعمل على إعادة التنظيم المطلوب لعمل الجهاز الهضمي من خلال الراحة التي يوفرها شهر رمضان الكريم، إضافة إلى ذلك فأن الصيام يساعد الجسم على التخلص من عدد كبير من الأمراض التي تسببها السمنة، كما أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة، منها الكبد والكلى وتورم الساقين يستفيدون من فريضة الصيام.
وأشار بدران إلى أن خفض الوزن الزائد يأتي في مقدمة فوائد العلاج بالصيام، فخلال الصيام تستطيع كل 450 جرام من الدهن الزائد في الجسم أن توفر الطاقة اللازمة للإنسان ليوم كامل، وأيضاً حرق الدهون مما يؤدي إلى تجميع السموم المتراكمة في الجسم والتخلص منها، أما صيانة الجهاز الهضمى فهي واحدة من مزايا وفوائد الصيام، خاصةً أن منح الجهاز الهضمي المشغول دائماً إجازة اجبارية واجبة تؤدي إلى التحسن الرائع فى كفاءه الهضم والامتصاص والاخراج.
كما يعمل الصيام على علاج بعض الأمراض المستعصية كالروماتيد والذئبة الحمراء ومشاكل القولون العصبي، وبعض حالات الشلل، وحساسية الطعام خصوصاً حساسية القمح، صرف السوائل المتجمعة في الساقين والبطن، بالإضافة إلى زيادة كفاءة الحواس الخمسة، خاصةً حاسة التذوق.
العلاج بالصيام
لم يعد الصيام حكراً على المسلمين وحدهم, فالعالم كله ينهل الآن من كنوز الصيام، وبدأ العلماء في الغرب في دراسة الصيام منذ منتصف القرن العشرين فأصبح لدينا اليوم مدرسة علمية جديدة تختص بالعلاج بالصيام، فهناك العلاج بالصيام الكامل أو عن الطعام فقط أو العيش على الماء أو عصائر الفاكهة أو كليهما سواء معاً أو بالتبادل.
ومن الغريب أن يتوصل العلماء غير المسلمين إلى أن أفضل برامج الصيام هى التي تستمر30 يوماً أو أكثر! وقد تبين أن الإنسان السليم يستطيع العيش بدون طعام لمده تتراوح من 50 إلى 75 يوماً بشرط إبعاده عن العدوى والتوتر النفسي والعاطفي.
الصيام والخصوبة
وقد شرع الله الصيام؛ تزكية لنفس الإنسان وتهذيباً لسلوكه، ووقاية وعلاجاً لما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده من جراء كثرة الأكل ودوامه، قال تعالى (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى تأثير الصيام على مختلف أجهزة الجسم وأعضائه ومنها الجهاز البولي والجهاز التناسلي، ومن هذه الفوائد:
- يحسن الصيام خصوبة الرجل والمرأة، كما أن الإكثار منه يخفف ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية عند الشباب، وبذلك يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسمية والانحرافات السلوكية، وذلك تحقيق للإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) أي حفظ، ولابد من توضيح الاعجاز العلمي في هذا الحديث، حيث أن الخصيتين هما مكان إنتاج عوامل الإثارة الجنسية والوجاء في الحديث النبوي هو إرضاء الفحولة إرضاء شديداً أي يرتبط بالخصيتين.

وقد ثبت أن في الخصيتين خلايا متخصصة تنتج هرمون “التوستيستيرون” أو الهرمون الذكري وهو الهرمون المحرك والمثير للرغبة الجنسية والذي يساعد أيضاً في نمو الحيوانات المنوية.
كما ثبت أن الصيام يقلل من إنتاج هذا الهرمون الذكري إلى مقدار العشر أثناء الصيام المتواصل (كما ثبت في بحث الوظيفة التناسلية أثناء الصيام للدكتور اينيش وزملائه) وبالتالي فالإكثار من الصوم مثبط للرغبة الجنسية وكابح لها، وبعد إعادة التغذية بثلاثة أيام ارتفع إنتاج الهرمون الذكري ليس إلى مقداره الطبيعي بل زاد عدة إضعاف، وهذا يؤكد فائدة الصوم في زيادة الخصوبة عند الرجل بعد الإفطار، ويؤثر الصيام على هرمونات المرأة التناسلية “البروجيستيرون” و”البرولاكتين”.
وقد ثبت بالدليل العلمي القاطع أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الآداء العضلي وتحمل المجهود البدني، بل بالعكس أظهرت نتائج البحث القيم الذي أجراه الدكتور أحمد القاضي وزملاؤه (دليل جديد على الإعجاز العلمي لحديث ” صوموا تصحوا ” وأية {وإن تصوموا خير لكم} بالولايات المتحدة الأمريكية، أن درجة تحمل المجهود البدني وبالتالي كفاءة الآداء العضلي قد ازداد بنسبة 200% عند 30% من أفراد التجربة، و7% عند 40% منهم، وتحسنت سرعة دقات القلب بمقدار 9%، كما تحسنت درجة الشعور بإرهاق الساقين بمقدار 11%.( د. أحمد القاضي - معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث - بنماسيتي - فلوريدا - الولايات المتحدة).
وهذا يبطل المفهوم الشائع عند كثير من الناس من أن الصيام يضعف المجهود البدني، ويؤثر على النشاط فيقضون معظم النهار في النوم والكسل.