تواصل الأبحاث الطبية الحديثة يوماً بعد يوم التأكيد على الفوائد الصحية للصوم، وكان آخرها ما كشف عنه الباحثون بمعهد إنترماونتين للقلب فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكدوا دور الصوم لمدة تصل إلى 12 ساعة فى حماية الإنسان مما يُعرف بمقدمات السكر، وتقليل مقاومة الأنسولين والحد من خطر الإصابة بالسكر، وكما ثبت دوره فى الحد من مستويات الكولسترول الضار "ldl"، وكذلك خفض وزن الإنسان.

وأذيعت هذه النتائج خلال المؤتمر والجلسات العلمية التى عقدتها الجمعية الأمريكية للسكر فى الرابع عشر من شهر يونيو الجارى بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.

وكشفت النتائج أن الصيام لفترات طويلة تتراوح ما بين 10 إلى 12 ساعة يحفز الجسم للبحث عن مصدر طاقة جديد، ولذا يلجأ إلى تحويل الدهون المختزنة داخل الخلايا، وخاصة الكولسترول الضار "ldl"، إلى طاقة، وأكد الباحثون أن خفض مستويات الدهون يقلل من مقاومة هرمون الأنسولين بالجسم، وهو ما يعزز من فاعليته فى خفض مستويات الجلوكوز بالدم، ويقلل بشكل ملحوظ خطر الإصابة بمرض السكر.

وعقب مرور 12 أسبوعا من الصوم، انخفضت مستويات الكولسترول فى الدم بمقدار 12%، وكما انخفض الوزن بمقدار 3 أرطال، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.

وأثبتت النتائج أيضاً دور الصوم فى الحد من ما يُعرف بمقدمات السكر أو أعراض ما قبل السكر "Prediabetes"، وهى ارتفاع مستويات الجلوكوز بالدم عن الحد الطبيعى، ولكن لم تصل إلى المرحلة التى نعتبر فيها الشخص مريضاً بالسكر.

وأكد الدكتور بنيامين هورن، مدير قسم أمراض القلب وعلم الوبائيات بمركز إنترماونتين للقلب، أن هذه النتائج أثبتت إمكانية استخدام الصوم كوسيلة فعالة للوقاية من الإصابة بمرض السكر، لافتاً أنه ما زالوا فى حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات للتعرف على عدد الساعات التى يجب صومها، وكذلك عدد الأيام على مدار العام.