تعانى مجتمعاتنا من الانفصال عن كل ما هو خارج عن الاكتمال المطلق، ومن ثم ظلت على مدار سنوات طويلة فكرة عدم تقبل الآخر المتجسد فى الأشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة، على اعتبار أنهم خارجين عن السياق، ودائماً ما ينظر لهم المجتمع على أنهم شريحة تمثل عبئاً وحملاً عليه، دون أن يدركون مدى الطاقة والقدرات الكامنة لديهم، والتى من الممكن أن تفوق غيرهم من الأصحاء إذا ما استغلت وطوعت بشكل سليم.

وعلى هذا النحو تقدم الدكتورة "تغريد صالح"، استشارى الطب النفسى، بعض الطرق التى يمكن من خلالها التعامل مع هؤلاء على اعتبارهم عضواً عاملاً بالمجتمع، والتى من خلالها يمكن كسر كل الحواجز النفسية بينهم وبين من حولهم من أفراد قائلة: الابتعاد عن نظرة التعاطف والإشفاق هى حل لغز وفك شفرة التعامل مع ذوى الإعاقة.

وتابعت، لـ"اليوم السابع"، فإذا تعملنا معهم كترس طبيعى من تروس ماكينة الحراك الاجتماعى، مع ضرورة العمل على إعادة تأهيلهم على مستوى التعليم والصحة والإسكان وغيرها من المشاكل التى دائمًا ما يعانون منها دون جدوى، سنحصل على إنسان مواطن مكتمل لأنه أخذ على كل حقوقه فى المواطنة، سيعطى كل واجباته بشكل طبيعى قد يفوق الإنسان السليم، لأن عامل التحدى وإثبات الذات يتوافر بذوى الإعاقة والاحتياجات الخاصة أضعاف الفرد العادى.