رجل عمره 73 عاما، ويعانى من ثلاث بؤر سرطانية بالكبد بالفص الأيمن والأيسر، وقريبة جدا من الوريد البابى مقاسها فى حدود 2 سم إلى 3 سم.

يجيب الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس قائلا: هذا المريض يعانى من تليف كبدى ونتج عن التليف أورام بالكبد والأورام غير الحميدة تظهر من خلال الأشعة المقطعية بالصبغة ثلاثية الأبعاد، حيث تشير إلى أن هذه الأورام سرطانية عند حقن الصبغة فى الشرايين، تمتلىء البؤر بالصبغة، وعند اختفاء الصبغة من الشرايين وانتقالها إلى الأوردة تختفى الصبغة من هذه البؤر، وهذا هو المؤشر الرئيسى لوجود أورام سرطانية من عدمه.

وأشار إلى أن علاج هذه الأورام يتم بطرق عديدة يتم اختيارها حسب الخطوط الاسترشادية الموضوعة من قبل الجمعية الأمريكية لسرطان الكبد ومركز برشلونة لسرطان الكبد، فإذا كانت هذه الأورام عددها ثلاثة أو أقل ومقاسها لا يزيد عن 3 سم، يتم علاجها إما عن طريق الحقن بالإيثنول أو الكى بالتردد الحرارى أو الميكروويف.

وقال إذا كان هناك دوالى مرىء سابقة واستسقاء وصفراء فى الدم أو غيبوبة كبدية سابقة، فإن الاستئصال الجراحى ليس هو الحل الأمثل، لأنها منتشرة فى الفصين وجزء منها بجانب الوريد البابى، مما يجعل استئصالها فى غاية الصعوبة، ويبقى التفضيل بين الكى بالتردد الحرارى واستخدام الميكروويف فى علاج مثل هذه البؤر، ويفضل فى هذه الحالة استخدام الميكروويف فى مثل هذه الحالات، لأن التردد الحرارى يضيع تأثيره إذا كان الورم بجوار شريان أو وريد، فيفقد تأثيره على البؤرة السرطانية، ولا يؤتى بثماره فى علاج هذه البؤر التى تجاور الوريد البابى.

ومن هنا يفضل العلاج باستخدام الميكروويف أو الحقن بالإيثنول، وإن كان الميكروويف أكثر أمانا وفعالية من الحقن بالكحول الإيثيلى، "أما استخدام القسطرة الشريانية لحقن الأورام بالعلاج الكيميائى فهو لا يصلح فى هذه الحالة، لأنها ليست من الحالات المتأخرة من المرض.

ويستطيع الطبيب التخلص من هذه الأورام باستخدام إبرة الميكروويف مباشرة فى الورم، ولذا يفضل استخدام القسطرة الشريانية والحقن الكيميائى إذا كانت الأورام أكبر من 5 سم، والتى لا يصلح لها استخدام الحقن الموضعى والحل الأمثل لعلاج هذه الحالة إذا كانت حالة الكبد مازالت مستقرة، هو استخدام إبرة الميكروويف للتخلص من البؤر السرطانية، ويبقى حقن الإيثنول كبديل آخر أرخص، ولكنه أقل فعالية من الميكروويف.

وأكد الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام وزير التعليم العالى الأسبق، أنه فى حالة عدم استجابة المريض لهذه الخطوط العلاجية السابقة ومازالت حالته العامة وحالة الكبد تسمح بالعلاج بالعقاقير، فإنه يمكن إعطاؤه بعض أنواع العلاجات الكيميائية العادية أو الموجهة، والتى تتناسب مع مرحلة التليف الكبدى والتى تسمى "Child stage".

وأشار إلى أن العلاج بالأدوية هو علاج تلطيفى فقط، وقد يؤدى إلى بعض التحسن فى حالة المريض إذا كانت حالته الصحية تسمح بإعطائه العقاقير.