تعتبر مشكلة عناد الأطفال من المشاكل التى تؤرق صفو حياة الكثير من الأسر، حيث يشكو الكثير من الأمهات والآباء من عناد أطفالهم، دون محاولة منهم للتعرف على سبب هذا العناد كما تقول خبيرة التنمية البشرية "إيمان فتح الله"، مضيفة أن عناد الأهل مع الأطفال يزيد من عناد الأطفال بدورهم.

وأضافت "إيمان"، أن الطفل غالباً ما يقوم بالعناد مع أهله فى محاولة منه لإثبات ذاته، نتيجة عدة أسباب؛ منها أن يكون الطفل منشغلاً فى لعبة معينة من ألعابه، ثم تقوم الأم بطلب شىء معين منه فلا يستجيب لندائها، كذلك فإن عدم صبر الوالدين على قيام الطفل بتنفيذ ما تم طلبه منه ووصفه بأنه طفل كسول يزيد من هذا الأمر، بالإضافة إلى التناقض فى المعاملة معه من قبل الأب والأم، فقد يطلب الطفل من والده شيئاً معيناً ترفضه الأم، الأمر الذى يجعله يستغل وجود والده فى المنزل لطلب ما يريد.

ونصحت "إيمان"، بضرورة أن يحاول الأهل التعرف على السبب الحقيقى وراء عناد الطفل، محذرة من أن تتم مواجهة هذا العناد بعناد آخر، حيث يجب أن يحرص الوالدان على الصبر على سلوك طفلهم العنيد، بالإضافة إلى تجنب طلب تنفيذ بعض الأشياء أثناء انشغاله بشىء يحبه، مثل مشاهدة التلفزيون أو اللعب بألعابه.

وأشارت إلى أنه يمكن للأم أن تمدح طفلها، كلما قام بإطاعتها وتنفيذ أوامرها، إما بمكافأة لفظية مثل مدحه بالكلام أو من خلال تقديم بعض الهدايا له، كذلك يجب على الأم أن تطلب من طفلها بعض الطلبات التى يجب تنفيذها، لأن هذا يجعله يعتاد على تلقى الأوامر وتنفيذها، كذلك يمكن للأم أن تقص على طفلها بعض القصص البسيطة التى تحكى عن الطاعة وثوابها وتحكى عن العناد وعقابه، وفى حالة عناد الطفل يمكن عقابه من خلال حرمانه من بعض الأشياء التى يحبها.

وحذرت "إيمان"، من خطورة معاقبة الطفل على عناده عقاب بدنى، لأن هذا يترك أثر نفسى سيئ عليه، كذلك يجب ألا تتزحزح الوالدة عن قرارها أمام طفلها، بالإضافة إلى ضرورة عدم مقارنة الطفل بأطفال آخرين ولومه أمامهم بسبب عناده حتى لا تترك أثراً نفسياً سلبياً فى نفسيته.