اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" دواءً جديدًا، مؤخرا، أطلقت عليه اسم دالفانس "Dalvance"، لعلاج الأشخاص البالغين، الذين يعانون من العدوى الجلدية البكتيرية، المقاومة للمضادات الحيوية، ما اعتبره طبيب مصرى "مضادا حيويا واسع المجال لعلاج عدوى البكتيريا الجلدية".

وقالت الهيئة الأمريكية الحكومية إن "الدواء الجديد يحتوى على المادة الفعالة دالبا فانسين "dalbavancin"، وهى تنتمى إلى فئة العقاقير المضادة للبكتيريا، وتوجد فى صورة أمبولات جاهزة للحقن الوريدى".

وأشارت إلى أن العقار (دالفانس) "سيستخدم فى علاج العدوى البكتيرية الجلدية الحادة، والالتهابات الجلدية، بالإضافة إلى بكتيريا الميرسا المقاومة للمضادات الحيوية"، والبكتيريا الجلدية عادة ما تعيش على جلد الإنسان أو فى جوف الأنف، وتسبب مرض متلازمة الصدمة التسممية، التى تؤدى إلى مرض شديد يصاحبه حمى، وطفح أحمر واسع الانتشار مع تأثر أعضاء أخرى فى الجسم.

أما بكتيريا الميرسا (MRSA)، فهى تتواجد فى المستشفيات، وتحديدا فى غرف العناية المركزة، وذلك لطبيعتها التكوينية وقدرتها العالية على تكوين أجسام مضادة فى حالة مكافحتها. وتقاوم الميرسا العديد من المضادات الحيوية، وربما تؤدى إلى إصابة مرضى المستشفيات بالالتهاب الرئوى أو تسمم الدم.

واعتمدت الهيئة الدواء الجديد، بعد خضوع 1289 شخصاً بالغاً من المصابين بالعدوى البكتيرية الجلدية، لاثنين من التجارب الإكلينيكية، ووصفت الهيئة النتائج بـالـ"إيجابية للغاية"، مؤكدة أن الدواء الجديد يمتلك فاعلية مماثلة للمضاد الحيوى فانكوميسين "vancomycin" فى القضاء على العدوى البكتيرية الجلدية.
فى المقابل، أشارت الهيئة إلى أن "أبرز الآثار الجانبية التى قد يصاب بها المرضى البالغين، جراء الخضوع للعلاج بعقار "دالفانس" هى الغثيان والصداع والإسهال"، مضيفة أنه "تسبب فى رفع أنزيمات الكبد لدى بعض المرضى المشاركين فى التجارب الإكلينيكية".وأكد الباحثون أن مرضى الكلى يحتاجون إلى جرعة خاصة من العقار الجديد.

وتمتلك شركة "Durata" المتخصصة فى مجال التكنولوجيا الحيوية والأدوية، والتى تتخذ من مدينة شيكاغو الأمريكية مقراً لها، الحق الحصرى فى تسويق هذا الدواء الجديد.
من جانبه، قال الدكتور المصرى عبد السلام الظواهرى، استشارى الأمراض الجلدية والليزر، فى حديث لوكالة الأناضول، اليوم، إن "البكتيريا الآكلة للحوم البشر التى تعرف باسم (يو إس إيه – 300) مقاومة لأنواع كثيرة من المضادات الحيوية، وبمقدورها إحداث أورام على جلد الإنسان، والدخول إلى الجهاز الرئوى وإحداث التهابات رئوية تؤدى إلى تآكل أنسجة الرئة الأمر الذى يؤدى إلى خطر حدوث تسمم فى دم الإنسان".

وتابع أن "البكتيريا الآكلة للحوم البشر، سميت بذلك لأنها تتغذى على أجزاء الجلد المتآكلة والمتحللة"، مضيفا أن "هذا النوع لم يظهر حتى الآن فى مصر والوطن العربى، لكنه ظهر فى بعض الدول الإفريقية التى تعانى من مجاعات، بسبب قلة المناعة".
ولفت إلى أن البكتيريا الجلدية "تفرز إنزيمات تقاوم مفعول المضادات الحيوية"، لكن الدواء الجديد "يمكنه أن يقتل تلك الإنزيمات، لأنه بمثابة مضاد حيوى واسع المجال".

ومضى قائلا إن العلاج الجديد "يقاوم أيضا الحصف الجلدى أو القوباء، وهى بكتيريا تصيب الأطفال، وعادة ما تظهر حول الأنف ‏والفم، وفى أى مكان فوق الجلد، وتنتشر من خلال الفتحات التى تسببها قرح البرد، ‏والجروح أو الخدوش ثم تتكاثر".
وحذر الظواهرى من انعدام النظافة التى تعد سببا رئيسيا وراء انتشار معظم أنواع البكتيريا الضارة، وقال إن "العدوى بالبكتيريا فى الغالب تتم عن طريق التلامس، نظرا لأن حجمها أكبر من الفيروس فيصعب أن تنتقل عبر الهواء الذى لن يتحمل وزنها"، مضيفا أن "سلوكيات النظافة الشخصية البسيطة خير وقاية من البكتيريا".