تقول آية العزب الاستشارى الأسرى والتربوى الصداقة ضرورية وأساسية عند الرجل والمرأة على حد سواء، ليس من المنطقى أن يطالب أيا منهما الآخر بالانعزال أو قطع علاقاته، ولكن ولنكن واضحين هناك من يحتاج لإعادة صياغة مفهوم الصداقة مرة أخرى، وتضيف "الصداقة وجدت لتكمل لا لتنقص لتفيد لا لتضر، فهى سلاح ذى حدين".

تتابع "حتى فى أقصى مراحل الاندماج مع الأصدقاء ينبغى أن توضع حدود تحفظ رونق العلاقة من الانصهار فى جدليات تفاصيل الحياة الشخصية لكلا الطرفين، والتى ستسير بهم لفساد العلاقة نفسها بعد أن تفسد حياتهم الشخصية بالتأكيد، ولعل أكبر مثل وخير مثل أصحاب الرسول (ص) الذين وبالرغم من مرافقتهم الدائمة له إلا إنه كان غير مسموح لهم بدخول بيته، إلا بعد الاستئذان، وإذا تناولوا الطعام فيه ينصرفوا بعدها مباشرة، وهى الحدود التى وضعت لتحجيم العلاقة وحمايتها بينهم وبينه".

وتؤكد "الصداقة مسألة نسبية من الخطأ أن نقيم الناس وننجذب لمن هم مثلنا فى الطباع والسلوك والشخصية ولا نقبل من هم دون ذلك، من الطبيعى أن ننسجم مع من هم مثلنا بالتاكيد عن غيرهم، ولكن الآخرين وجدوا فى حياتنا لسبب ونحن وجدنا فى حياتهم لسبب ايضا، ولن نجده إلا إذا وسعنا دائرة صداقاتنا لتشملهم.

وعندما يجد الأبناء آبائهم نجحوا فى تحقيق الاتزان فى علاقاتهم، سينقل لهم ذلك بالعدوى وحتى إن وجد أكثر الأصدقاء سوءًا بالقرب منهم، سيتأثروا بهم فى حدود ما لا يضرهم، فزرع المبادئ والقيم فيما يخص التفاعل مع و اختيار الأصدقاء، أكثر إيجابية من استقطاب الجيد وتجنب السئ منهم، حتى السىء يمكن الاستفادة من إقامة علاقة صداقة معه إذا صح التعبير، إذا كانت نظرتنا إيجابية له ولعلاقتنا معه، ستكون أكثر إيجابية من مصادقة الصديق الجيد بالتأكيد.