أصدرت وزارة الداخلية البرازيلية، قرارا باعتبار أى متظاهر ضد استضافة الدولة لنهائيات كأس العالم المقبلة، التى تقام على أراضى السامبا "إرهابيا"، وذلك من أجل إيقاف شرارة التظاهرات التى تجتاح البلد المضيف للمونديال منذ يونيو من العام الماضى، وقت إقامة بطولة كأس القارات.

البرازيل تعانى من نقص فى الإنفاق فى قطاعات كبيرة من الخدمات العامة للمواطنين، مثل الصحة والتعليم والمواصلات، مما أشعل شرارة الاحتجاجات بسبب المبالغ المرصودة للإنفاق على تجهيز منشآت البطولة، التى بلغت 14 مليار دولار، حيث تمثل نسبة كبيرة من ميزانية الدولة المعتبرة على تصنيف الدول النامية والناشئة فى سوق الصناعات.

بحسب صحيفة "ريفيلوشن نيوز" البرازيلية، فإن الشرطة أصدرت قرارا باعتبار أى متظاهر ضد المونديال "إرهابيا" ويتم اعتقاله فورا، حيث شهدت العديد من أحياء مدينة ريو دى جانييرو حملات أمنية مكثفة ومداهمات على مناطق تجمع الشباب من أجل اعتقال النشطاء المناهضين لاستضافة نهائيات كأس العالم المقرر انطلاقها فى 12 من يونيو القادم.

وشهدت عملية المداهمات والاعتقالات استخدام السلاح من جانب الشرطة مما أدى إلى وفاة أكثر من 100 مواطن بينهم 4 أطفال، مما زاد من حدة الغضب تجاه الحكومة البرازيلية، التى قررت معاداة الشعب بسبب استضافة المونديال، وفقا لتقرير الصحيفة.

وحذر هيلموت سبان، مسئول الأمن فى بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، من أن الأخطاء التى ارتكبها الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" يمكن أن تعرض الجماهير المسافرة إلى البرازيل لمتابعة المونديال إلى عدة مخاطر.

وقال "سبان" فى حديثه مع التليفزيون الألمانى "إيه آر دى": "مخاوفى الحقيقية تنبع من السذاجة التى يتعاملون بها مع هذا الأمر، أثناء مونديال جنوب إفريقيا كانوا يتكلمون كثيرا عن انعدام الأمن، ولكن هذا يعتبر لا شىء بمقارنته بما يمكن أن يحدث فى البرازيل".
ورد رالف موتشكه، مسئول الأمن بـ"فيفا"، على تصريحات الخبير الألماني، حيث أبدى اعتراضه على فكرة نشر الفزع والخوف فى نفوس الجماهير.

وقال "موتشكه" فى تصريحات إلى التليفزيون الألمانى: "إذا تعاملت الجماهير بشكل طبيعى دون مبالغة فإن الأمور ستمر بسلام"، مضيفا أن الفيفا تتعامل مع كل الاحتمالات، بما فيها إيقاف البطولة إذا استدعى الأمر.

ومن جانبه، طالب جيروم فالكه الجماهير المسافرة إلى البرازيل بتوخى الحذر، كما أشار إلى أن البرازيل ليست كألمانيا التى يمكن النوم فيها على قارعة الطريق.