كان كريم أونيى يصطاد فى بحيرة فيكتوريا عندما وقعت عيناه على ما كان يعتقد أنه كومة من الأعشاب المائية، وقال "فجأة، أمسك هذا الشىء يدى اليسرى وسحبنى إلى أسفل"، لقد سحبه تمساح إلى الماء.

ويقول أونيى البالغ من العمر 40 عاما "ناضلت لتحرير نفسى من التمساح، لكنه ظل ممسكا بى، وتصارعنا. صرخت طلبا للمساعدة، وهرع الناس وبدأوا فى ضربه بالمجاديف والعصى حتى تركنى".

وشوه الهجوم، الذى وقع فى كانون ثان يناير من عام 2006، يد أونيى وكلفه مهنته بعد أن أصبحت فرائس التماسيح القاتلة فى المياه الأوغندية لا تقتصر على الأسماك والحيوانات فحسب بل والبشر أيضا على نحو متزايد.

ويقول بيتر أوجوانج، مدير مراقبة الحيوانات فى هيئة الحياة البرية الأوغندية التابعة للدولة، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، إن الصيد الجائر استنفد الإمدادات الغذائية للتماسيح، لكن نمو التجمعات السكانية البشرية حول مناطق الصيد، جعل التماسيح تصبح أكلة للحوم البشر.

وتؤكد هيئة الحياة البرية الأوغندية أن التماسيح قتلت أكثر من 340 شخصا على مدى السنوات الـ14 الماضية حول شواطئ بحيرات فيكتوريا وكيوجا وألبرت ونهر النيل.. وفى عام 2013 وحده، سجلت الهيئة 31 حالة وفاة بشرية.

ويرى أوجوانج أن العدد الحقيقى يمكن أن يكون أعلى من ذلك.

ويضيف "فى كثير من المناطق، توقفت التماسيح عن صيد الأسماك وبدأت تبحث عن فريسة بشرية.. يتحركون فى مياه الصيد ولا يخشون البشر.. وبمجرد أن يتمكن تمساح من الفتك بإنسان، ينضم آخرون للمشاركة فى التهام جسد الضحية".

وتقول هيئة الحياة البرية أن عدد التماسيح، التى تعيش فى البرية بالدولة المغلقة الواقعة فى شرق أفريقيا، غير معروف على وجه التحديد لكن تم إحصاء حوالى 600 منهم فى منطقة واحدة من بحيرة ألبرت وحدها.

وكان أونيى قد تعرض للهجوم على الشاطئ الشمالى لبحيرة فيكتوريا، ثانى أكبر بحيرة للمياه العذبة فى العالم. وأصبح كف يده اليسرى مقوسا، ولديه ندوب بارزة على صدره وكتفه.

وهوجم أيضا شقيقه الأصغر، زاك كيزيتو، من قبل تمساح بعد بضع سنين، وبات ذراعاه الاثنان مشوهان.

ويقول هنرى ننيانزى، وهو صياد يعيش فى ويراكا التى تقع على بعد 95 كيلومترا شرق كمبالا، أن "هذه الحيوانات سريعة جدا ولا يمكن رؤيتها إلا عند الغسق ومنتصف الليل وقبل الفجر عندما يكون كل شيء هادئ فى كل مكان".

وأصبح العديد من الناس، الذين يعتمدون على الماء لكسب قوت يومهم، عرضة للخطر بالدولة التى تعد واحدة من كبار منتجى الأسماك فى المياه العذبة بقارة أفريقيا.. ووفقا لمكتب الإحصاء الوطنى، فقد بلغ إجمالى إنتاج الدولة من صيد الأسماك 403 آلاف طن فى عام 2012.

حتى فى أوقات ما بعد الظهيرة الهادئة عندما تهب نسمات باردة من بحيرة فيكتوريا على أكواخ ويراكا المسقفة برقائق الصاج الصدئ، تبدو مخاوف السكان من التماسيح واضحة.

ويقول الصياد انتونى ماكامبا "هذه المنطقة بها العديد من التماسيح. رأيت واحدا /قبل خمسة أيام/، وكان فى ورق البردى وكان ضخما وعندما رأيته شعرت برجفة".

وتمكنت الهيئة من أسر 79 تمساحا قاتلا منذ عام 2004 و نقلتهم إلى متنزهات الألعاب الوطنية. وتم أسر أكبرهم، يزن طنا، فى عام 2005 بعدما اشتبه فى أنه قتل 83 شخصا خلال 15 عاما فى شرق أوغندا.

فى 30 آذار مارس الماضى، اصطاد حراس الهيئة تمساحا وزنه 800 كيلوجرام قيل إنه قتل ستة أشخاص فى سنة واحدة فى جميع أنحاء ويراكا. وتم الإيقاع بالتمساح، الذى نهش صيادا قبل بضعة أيام فقط من مطاردته، بوضع قطع لحم فى صنارة.

ويقول أوجوانج " نحن بحاجة إلى موارد مالية.. نحتاج معدات حديثة لمحاصرة هذه التماسيح. نقوم باصطيادها من الماء يدويا فى الوقت الراهن، وينتهى الأمر بتعرضنا للإصابة".

ويقول تشارلز توموسيجى، مدير العمليات فى الهيئة، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الحكومة تمد يد المساعدة.

ويضيف توموسيجى "ننصح الناس بعدم السباحة أو جلب المياه من البحيرات.. نحن نوعيهم بكيفية استخدام قوارب أكبر ومعدات أفضل للصيد وتنبيه السلطات على الفور عند رؤية تمساح خطير".

لكن الصياد حمزة موجاريا أشار بأصابع الاتهام إلى الحكومة باعتبارها مصدر المشكلة.

وتابع "التماسيح تأكل الناس لأن هناك القليل من السمك فى البحيرة.. . الحكومة أهملت واجبها فى حماية البحيرة. حتى الأطفال البالغة أعمارهم 7 سنوات يسمح لهم بصيد السمك".