لطالما تسمع شخصا يقول "لم أعد أريد العيش فى تلك الحياة، ولم أعد أفهمها"، فهذا الشخص لا يعنى ذلك بالفعل، فأسطورة رفض الحياة وعدم القدرة على فهمها والتعامل معها باطلة، ولا يمكن لشخص أن يكون غير مدرك لحياته بتفاصيلها وطبيعتها وكينونتها، ولا يوجد من يرفضها لعدم فهمه لواقعها.

هذا ما أكد عليه أخصائى الأمراض النفسية والعصبية الدكتور محمد سليم، والذى أشار إلى أن الحياة لا يمكن للشخص عدم إدراكها أو إدراك ماهيته وطبيعة وجوده فيها، وأسطورة عدم إدراك الحياة وعدم التعرف عليها هى مجرد اعتقادات نفسية خاطئة، ناتجة عن تذبذبات نفسية واضطرابات ذهنية ونفسية مختلفة ومتشابكة، ولكن فى الحقيقة كل شخص خلقه الله تعالى فى الدنيا يعرف دوره وطبيعة وجوده ويفهم الحياة بتفاصيلها بمشكلاتها وعثراتها ومميزاتها، ولكنه قد يتكاسل عن أداء دوره فيها.

ولا يوجد من لا يرغب فى العيش، ولكن هناك من لا يرغب فى العيش بطريقة مهينة، وهذا الشخص يعانى من اضطراب بسبب ظروفه المحيطة أيا كانت، وإذا اختفى هذا الاضطراب اختفت كلمة "أرفض الحياة"، فالواقع أن الإنسان يدرك الحياة ويفهمها ويريد العيش فيها، ويثابر ويصبر على عثراتها، ولكن لا يعى الكثيرون أن هذه العثرات شىء طبيعى ويمر به الجميع، وعندما يفهم ذلك سوف يتوقف عن شعوره بالاضطهاد الفردى، ويفهم ماهية الحياة ويزيل الفكر غير المنطقى الذى يتلفح به رغم اقتناعه بعدم منطقيته.