في حياة كل انسان الآم حدثت في الماضي وأثرت فيه كثيرا، خاصة حواء التي يصعب عليها التخلص من الآم الماضي بسهولة، ويؤثر هذا الماضي على حاضر ومستقبل حواء، ويكدر هذا الماضي صفو حياة حواء، ويقف حاجزا منيعا بينها وبين السعادة.


اهم الطرق التي تساعد حواء في التخلص من الآم الماضي وتمضي قدما في حياة سعيدة:
1- العيش في الماضي اشبه بأن تحبس حواء نفسها في زنزانة يوقف فيها الزمن، فهذا الماضي ولى ولن يعود مرة اخرى حتى تستطيع حواء اصلاحه، فما فائدة البكاء على الحليب المسكوب ما دام لن يعود، ولذلك على حواء ان تدرك ان الزمن يمر ولا يجب ان تقف في مرحلة معينة فيه، ومهما مرت بالآم في الماضي؛ فالسعادة التي تنتظر حواء في الحاضر والمستقبل كفيلة بأن تداوي جراح الآم الماضي .


2- الحياة مليئة بالضغوط والمشاكل والالم، واذا وقفت حواء امام كل مشكلة واقل الم تتعرض له من الحياة فسوف تعيش حواء عمرها كله تتألم، ولن تعرف للسعادة طعم قط، فالحياة تمضي بما فيها من الآم وما فيها من فرح وسعادة، ومهمة حواء في هذه الحياة ان تستثمر كل لحظة فرح وسعادة في حياتها، وان ترمي في خزانة الماضي كل الآلام والأحزان، وتغلق عليها خزانة الماضي جيدا، ولا تنظر اليها مرة اخرى، فليس من العقل ان تضيع حواء سعادتها بيديها؛ لأنها لا زالت تعيش في دفاتر ممزقة من الماضي والآمه .


3- الارادة القوية والرغبة في السعادة هي سلاح حواء الفتاك الذي تواجه به شبح الماضي وتنتصر عليه، فاذا ملكت حواء هذه الارادة القوية التي تمكن حواء من ان تقف وجها لوجه امام الآم الماضي، وتدرك جيدا انها مجرد اشباح مضت، وهذه الرغبة القوية في عيش حياة سعيدة تجعل حواء تبحث عن كافة سبل السعادة في الحياة، وتغلق جميع الأبواب والنوافذ التي من الممكن ان يتسلل منها الماضي والآمه منها، فاذا ملكت حواء هذا السلاح بالتأكيد سوف تقتل الماضي بكل ما فيه .


4- مشكلة حواء الحقيقية انها ترى جميع الجوانب السلبية في الماضي؛ فحواء تتذكر كافة اللحظات المؤلمة التي مرت عليها في الماضي، وكل الأخطاء التي ارتكبتها حواء في حق نفسها وحق الأخرين وسببت لها آلم في الماضي، دون ان تتذكر حواء انه بالتأكيد يوجد في هذا الماضي امور ايجابية، وأشياء ادخلت السرور والسعادة الى نفس وحياة حواء، فلماذا هذه النظرة السلبية المدمرة للماضي ؟ فعلى حواء كما تتذكر الامور المؤلمة والأشياء السلبية التي حدثت في الماضي ان تتذكر الامور الاخرى الايجابية ولحظات الفرح والسعادة التي عاشتها في الماضي، وان تخلع حواء هذه النظارة السوداء المعتمة عندما تقيم الماضي؛ حتى تستطيع ان ترى الامور على حقيقتها .


5- لا يوجد انسان في الحياة لم تمر عليه لحظات ألم وحزن في الماضي، ولا يوجد في البشر من لم يخطأ وتوقعه اخطائه في الم، فلماذا حواء لا تستطيع ان ترى سوى الآمها واخطائها ؟ فهذه هي الحياة يوجد بها الفرح ويوجد بها الالم، بها الماضي وبها المستقبل، بها الليل ويتبعه نهار، يوجد خطأ ويوجد صواب، وحواء وحدها عليها ان تختار من بين هذه الامور، فاذا قررت حواء ان تختار الماضي والآمه فلا تلوم الا نفسها؛ لأن امامها المستقبل يفتح لها ذراعيه، وهي لم تختاره، واذا رغبت حواء ان تعيش في سجن اخطائها التي سببت لها الالم فلتتحمل نتيجة انها غير قاردة الأن على تصحيح هذه الأخطاء والتعلم منها، فالأمر كله عبارة عن اختيار تقع فيه حواء في احد اللحظات بين الماضي بكل الآمه والمستقبل بكامل اشراقه، وعليها ان تتحمل نتيجة اختيارها.