للضحك فوائد لا تحصى تغنيك عن اللجوء إلى الطبيب وتناول الأدوية والعقاقير فهو يفيد الجسم والعقل، ويرفع من قيمة الحياة والروح المعنوية . كما أنه يساعدك على دعم علاقاتك الاجتماعية وتعزيزها، فالابتسامة هي أقرب طريق لكسب قلب من أمامك، بل أنها المفتاح السحري الذي يستخدمه المميزون للتقدم في حياتهم وتحقيق أهدافهم سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي.
ولنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة فقد كان - برغم همومه الكثيرة والمتنوعة - يمزح ولا يقول إلا حقًا، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم. وقد رأيناه في بيته - صلى الله عليه وسلم - يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى أقاصيصهن. ويدعونا الحبيب المصطفى في أكثر من موضع إلى التبسط والتفاؤل والتبسم: " وتبسمك في وجه أخيك صدقة." كما قال جرير رضي الله تعالى عنه: "ما حجبني النبي -عليه السلام- منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي" .

فوائد الضحك:
قد تتساءل: كيف لي أن أضحك في ظل الهموم والضغوط والأعباء التي تفرضها علي الحياة اليومية؟؟؟
الإجابة بسيطة جدا..فالضحك دواء مجاني، لن تجده في الصيدليات، يصفه الأطباء ليس لمرضاهم فقط بل لأي شخص يشكو من ضغوط الحياة وهموها، فهو يساعدك على:

 تعزيز قدرتك على حل المشكلات والتعايش مع ضغوط الحياة اليومية.
 تعزيز علاقاتك الإنسانية والاجتماعية مع من حولك، فمن خلال التبسم والمداعبة والمزاح _ لكن لا نعني بذلك السخرية أو الاستهزاء _ تقوى أواصر المحبة والأخوة مع أصدقائك وزملائك في العمل أو الدراسة. كما أنك تصبح نجما لامعا يجذب الجميع لما تتميز به من قدرة فائقة على بث روح الحيوية والنشاط والبهجة.
 التغلب على المشكلات والمحبطات، فعندما تنظر للأمور ببساطة وتواجه الصعاب بابتسامة واثقة يمكنك أن تفكر بذهن صافي وتتوصل للحلول المناسبة بإذن الله. كما يمكنك كذلك أن تحل أية خلافات أو مشكلات بسهولة ويسر.
 الشعور بالاسترخاء والارتياح. فالابتسامة تخفف من التوتر والإرهاق وتساعدك على الشعور بالاسترخاء في الوقت الذي تعيد فيه شحن طاقتك وتجديد نشاطك.
 الإبداع والابتكار، فعندما تمزح أو تنظر للأمور بمنطق الفكاهة والدعابة سوف تحفز قدراتك الإبداعية والإبتكارية.
الفوائد الصحية للضحك:
 تخفيف التوتر والضغط النفسي.
 تحسين مزاجك.
 تحسين تدفق الأكسجين للمخ.
 تخفيف الآلام الجسدية.  تخفيض ضغط الدم.
 تقوية جهاز المناعة.
 وقاية القلب من الأمراض.
 الشعور بالاسترخاء والارتياح.

الفوائد النفسية للضحك:
عندما تبتسم، يسترخي جسدك وتهدأ أعصابك مما يمنح عقلك الفرصة للتفكير بشكل ايجابي. ومن المعروف كذلك أن الضحك يحارب الاكتئاب والقلق، وذلك للأسباب التالية:

الضحك وصحتنا النفسية:
 إفراز الاندروفينات: فعندما تضحك، يفرز المخ الاندروفينات، وهي مركبات كيميائية فعالة لها القدرة على تحسين المزاج ومقاومة الحزن والمشاعر السلبية.
 رؤية الأمور من منظور مختلف: فعندما تبتسم وتضحك تصبح أكثر ايجابية في حكمك على المواقف المختلفة.
 التواصل مع الآخرين: إن سعادتنا تعتمد بدرجة كبيرة على جودة علاقتنا بمن حولنا، والضحك والتفاؤل خير وسيلة لتقوية هذه العلاقات.

نصائح هامة حتى لا يتحول الضحك إلى كارثة:
 تجنب السخرية أو الاستهزاء: حاول ألا تستخدم حس الدعابة والفكاهة للاستهزاء من أحد أصدقائك أو تحقيره أو السخرية من مشاعره، قال تعالي: (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرًا منهم).
 لا تكذب أو تختلق الأحاديث في محاولة لإضحاك من حولك، كما يفعل بعض الناس ممن يلقون النكات أو يؤلفون الكذبات مثل "كذبة إبريل".
ولهذا قال -صلي الله عليه وسلم-: "ويل للذي يحدث فيكذب، ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له".

 لكل مقام مقال، حاول أن تراعي مشاعر من حولك، فإذا كان صديقك أو زميلك في حالة مزاجية لا تحتمل الضحك أو الدعابة حاول أن تدعمه وتساعده في محنته.
 استثمر حس الفكاهة والدعابة لحل الخلافات والمنازعات: حاول أن تستخدم مهاراتك في حل أي نزاع أو صدام مع أصدقائك قبل أن تتطور الأمور وتخرج عن السيطرة.

مثال:
محمود مهندس ميكانيكي يعمل في ورشة لتصليح السيارات ...يعود لزوجته كل يوم بملابسه وقد غطتها البقع والزيوت..فتصيح غاضبة:"لقد أنهكتني ملابسك.. ألا يمكنك أن تحافظ عليها قليلا وترتدي ملابس أخرى للعمل؟؟ اليوم ..قررت الزوجة أن تتعامل مع الموقف بشكل مختلف..دخل محمود بملابسه متسخة كالمعتاد... لم تصرخ في وجهه..فقط.. دفعته إلى دورة المياه وبدأت في رش المياه على ملابسه وهي تردد..حان وقت التنظيف يا عزيزي!!"

 لا تستخدم الضحك كوسيلة للتهرب من مشاعرك السلبية وإخفائها: بالتأكيد يساعدك الضحك على مواجهة مشاعرك السلبية والتغلب عليها، لكن في بعض الأحيان قد تجد نفسك تلجأ إلى الضحك في محاولة للتهرب من مشاعر الغضب أو اليأس أو الحزن التي لا ترغب في التعبير عنها، وهذا أمر غير صحي على الإطلاق، كما أنه قد يسبب التشوش والحيرة لمن حولك، بل انه قد يفقد علاقاتك الثقة والشفافية.


مثال:
منى زوجة شابة تسيطر عليها مشاعر الغيرة الشديدة على زوجها، لكن بدلا من التعبير عن مشاعرها ومناقشة الأمر معه بمنتهى الصراحة، تحاول أن تتهرب منها وتخفيها من خلال ما تعتقد أنه فكاهة ومزاح. لكن الزوج المسكين لا يفهم حقيقة الأمر ويشعر بالارتباك والحيرة ..وتزداد الفجوة بينهما يوما بعد يوم.

 وأخيرا، تجنب المبالغة والإسراف في الضحك، واحرص على أن يكون الضحك في حدود الاعتدال والتوازن، وبقدر ما يتطلبه الموقف ويخفف عنك هموم الحياة، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب". وقال سعيد بن العاص لابنه: "اقتصد في مزاحك، فالإفراط فيه يذهب البهاء، ويجريء عليك السفهاء، وتركه يقبض المؤانسين، ويوحش المخالطين". باختصار، خير الأمور الوسط، فالشئ إذا زاد عن حده ينقلب ضده.