مرض البوليميا أو الشره العصبى أحد أشهر اضطرابات الأكل العالمية، وعلى الرغم من انتشاره فى العالم عموما وفى مصر على وجه الخصوص، فإن هناك جهلا بهذا المرض، والذى يعتبر أحد أمراض السمنة.

يقول الدكتور ممدوح طه استشارى الأمراض العصبية، أن مرض البوليميا (Bulimia) ويعنى الشره العصبى أو النهم الشديد للأكل، ويعنى إدمان الطعام، وهو أحد اضطرابات الطب النفسى، وعادة هذه اضطرابات الأكل بتزيد بين السيدات عن الرجال.

ومريض البوليميا إما نحيف أو وزنه طبيعى أو حتى سمين، ولكنه يعانى من بعض الاضطرابات التى تجعله يعتقد أنه يجب أن يفقد بعض من وزنه باستمرار.

ويأتى للمريض نوبات من النهم يقوم فيها المريض بتناول كميات كبيرة من الطعام فى وقت قصير جدا، يعقب هذا حالة من الندم، ويقوم المريض على أثرها بالتقيؤ من خلال إدخال إصبعه فى فمه بعد الأكل مباشرة، بهدف إفراغ المعدة من محتوياتها.

وبسبب شعور الإنسان باضطرابات، فإنه دائما ما يشعر أن الآخرين لا يقبلون به بسبب حجمه، لذلك يلجا فى كثير من الأحيان إلى تناول الطعام سرا ثم يقوم بعملية التقيؤ أو ممارسة مجهود رياضى قاس عقب الأكل مباشرة.

ومرض البوليميا غالباً ما يظهر لدى السيدات أكثر من الرجال، ويعد هذا المرض من الأمراض العصبية التى تتسم باضطراب الشهية، ويظهر عند السيدات بكثرة فيجعلهن يأكلن بشراهة فى وقت قصير، وبالتالى يؤدى إلى الاختلال فى الحالة المزاجية، ويصاحب هذا الاضطراب عدة أمراض نفسية أخرى فيسبب الاكتئاب، وذلك نتيجة تراجع القدرة على إفراز مادة السيروتونين التى تنشّط بعض أجزاء المخ، وهى المادة الكيميائية المساعدة على تنظيم الشهية ومعدّل النبض .

وبالإضافة إلى الأمراض النفسية التى قد تصيب مريض البوليميا فهناك أيضا أمراض جسدية فبسبب كثرة التقيؤ يحدث تأكل فى جدار المرىء، وقد ينتج عنه نوع من التلف وإذا لم يتم اكتشاف المرض سريعا، فقد يؤدى ذلك لتهتك المرىء، مما يضطر إلى إرجاء عمليات جراحية قد تؤدى إلى الوفاة.

ولعلاج المريض فإنه لابد من دخوله إلى المستشفى لعمل جلسات علاج نفسى مكثف، بالإضافة إلى علاج عقاقير، ويتم وضع نظام غذائى مكثف، لأن المريض غالبا ما يعانى من ضعف شديد بالجسم، بالإضافة إلى ضرورة الاضطرابات التى قد تكون صاحبت مرض البوليميا مثل الاكتئاب وغيرها.