الفيروسات وعلى رأسها الأنفلونزا وكورونا، تواكب انتشارها مع مواسم العمرة والحج وأصبحت حديث الساعة وصاحبها كثير من الأسئلة، من الفئات التى يجب أن تحترس من العدوى الفيروسية وتتعرض لمضاعفات شديدة من هذه العدوى وكيف نقى أنفسنا وأطفالنا منها.

يقول دكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية فى بداية الأمر، لابد أن نعى تماما أن الجهاز المناعى كفيل بمقاومة كافة أنواع الفيروسات ووقاية الجسم من كل مضاعفاتها، شريطة قوة هذا الجهاز المناعى واستعداده لضراوة الفيروسات ومعظم الفيروسات يتم القضاء عليها من البداية، لكن أحيانا يتفاقم الأمر بعدوى بكتيرية ثانوية تنهك قوى الجهاز المناعى الضعيف.

وقال لابد أن نتذكر أن تطعيمات الأنفلونزا ومثيلاتها من الأمراض الفيروسية تعطى حماية غير كاملة نظرا لتعدد أنواع الفيروسات وقدرتها على تغيير أشكالها ومقاومة هذه التطعيمات واللقاحات، كما أن الأدوية المضادة للفيروسات تعتمد فى المقام الأول على تحجيم مضاعفات الفيروسات، ولكن لن نستطيع القضاء نهائيا عليه بدون مساعدة الجهاز المناعى للجسم.

ونوه إلى ضرورة مراعاة عدم تواجد أصحاب الجهاز المناعى الضعيف فى الأماكن الموبوءة والمنتشر بها أنواع خطيرة من الفيروسات، وهذه الفئات كبار السن والسيدات الحوامل والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى القلب والجهاز التنفسى.

أما الأصحاء فعليهم أيضا الحذر كل الحذر وعليهم بشحن جهازهم المناعى واتخاذ بعض الوسائل الوقائية لدعم الجهاز المناعى خاصة عند تواجدهم فى أماكن مزدحمة ومنتشر بها أمراض فيروسية وعليهم اتباع بعض التعليمات الوقائية مثل ضرورة اصطحاب الكريمات والجيل والمحاليل المطهرة التى تحتوى على الكحول لتعقيم وتطهير اليدين بصفة مستمرة طوال مدة التواجد فى الأماكن المزدحمة أو على الأقل غسلها بالصابون المطهر، وهذه المستحضرات متوافرة بالأسواق والصيدليات.

ومن ضمن أساليب الوقاية الضرورية هو ارتداء الكمامات على الفم والأنف، خاصة أن معظم الأمراض الفيروسية المنتشرة الآن تنتشر بسرعة البرق عن طريق الجهاز التنفسى من المريض أو حامل العدوى إلى الجهاز التنفسى لمستقبل العدوى.

وعلى المصلين استخدام سجادة صلاة خاصة بهم لأن مكان السجود قد يكون به عدوى من مصلى سابق مصاب بالفيروس وحتى لا يكون مصدرا للعدوى إذا كان حاملا للميكروب.

وقال ينصح بعدم الأحضان أو التقبيل عند استقبال الحجيج أو المعتمرين حتى لو لم تظهر عليه الأعراض لأنه قد يكون حاملا للميكروب ولم تظهر عليه الأعراض بعد.

وقال لا ننسى شحن جهازنا المناعى باستمرار بتناول إفطار يحتوى على عسل النحل المقوى بحبة البركة وتناول الزنجبيل الذى يقوى المناعة ويحسن كفاءة ضخ الدم لكل أعضاء الجسم، مما يكون له دور أساسى فى تنشيط الجهاز المناعى (ولا ننسى أن الزنجبيل محظور على السيدات الحوامل).

وللزيوت الطيارة الموجودة ببعض النباتات مفعول قوى كمضاد للفيروسات والبكتيريا، فالزعتر يحتوى على ماده فينولية (thymol) كما أن القرنفل يحتوى على (eugenol) وكلاهما من المواد الفعالة القوية وذات تأثير مطهر وقاتل للفيروسات والبكتريا ويمكن إضافة القليل جدا من الزعتر أو القرنفل للشاى الأخضر أو الأسود باستمرار طوال التواجد فى الأماكن الموبوءة خاصة أن الشاى يحتوى أيضا على مواد فعالة قوية أثبتت الأبحاث قدرتها على قتل معظم أنواع الفيروسات والبكتريا، فتناول الشاى الدافئ المضاف له الزعتر أو القرنفل كفيل بغسل وتطهير الحلق من أى عدوى فى بدايتها قبل توغلها لبقية أجزاء الجهاز التنفسى.

كما أن إضافة الثوم النىء لمأكولاتنا له تأثير قوى لتنشيط الجهاز المناعى، كما أن المواد الكبريتية بالثوم له تأثير ينافس المضادات الحيوية فى قتل البكتريا وعلينا عدم الإكثار من الثوم لمرضى قرحة المعدة والتهابات الجهاز الهضمى.

ويكمن استغلال علم العلاج بالزيوت الطيارة (Aromatherapy) للوقاية من الفيروسات وذلك باستغلال بعض الزيوت الطيارة القاتلة للفيروسات مثل زيت الكافور وزيت شجرة الشاى، وذلك بإضافتهم لمياه الاستحمام أو عمل مساج للجسم بهم لكن بعد تخفيفهم بإضافة قطرات قليلة منهم على 100 مللى من زيت الزيتون أو اللوز ويمكن وضع القليل من الزيوت المخففة فى منديل ككمادات للجسم فى آخر اليوم فرائحة هذه الزيوت تدخل مباشرة للجهاز التنفسى وتطهره من أى عدوى فى بدايتها ولا ينصح باستخدام الزيوت الطيارة للأشخاص الذين لديهم حساسية من الروائح.

وأكد أن فيتامين سى والليمون مضاد قوى للأكسدة ومنشط للجهاز المناعى فتناول الفواكه والخضراوات الناضجة ضرورى طوال أيام العمرة والحج لتدعيم خلايا الجسم وتنشيطها وتنقية الجسم من السموم.