لا يعانى المتزن العاقل السوى والصاف الذهن والنفس عند دخوله فى مشاحنة مع ذاته كى يتفوق عليها ويتغلب على الصعاب التى تواجهه، بل هو يهابها ويقدرها فى حجمها، وحده الشخص الشاعر بكينونته النفسية، وصفاء ذهنه يشعره بشىء من الاتزان عند مقابلته لبعض الصعاب، بل يرى فيها شعورا بكيانه ووجوده، لأنه يخلق جوا جديدا من المنافسة النفسية الجيدة والصحية، والذى يحث الذات على الفعل القويم والسليم والمرور من هذه الأزمة.


ومن جانبه أوضح الدكتور محمد سليم أخصائى النفسية أن العثرات والصعاب شىء محفز، فالصراع مع النفس من شيم المتزنين والعاقلين، والشخص الذى يستمتع بصفاء الذهن ورجاحة العقل وهدوء النفس وتصالحه معها، يجد نفسه وكيانه فى مشاحناته وصراعاته مع ذاته، فكلما تحدى ذاته ووضعها فى منافسة جديدة لحل أزمة أو أمر صعب ما، كان قادرا على الشعور بشعور نفسى أفضل لأنه يجد كيانه فى تحديه لضعفه وعجزه وخوفه، بل وينتصر عليهم من خلال هزيمته للصعاب.


المناخ الصحى الذى يضع الإنسان عقله ونفسيته فيه خلال فترة صراعه مع ذاته كى يتغلب على الأزمة، هو مناخ جيد ومفيد، يحسن من الشخصية، ويعمق من الشعور بالكينونة والذات بشكل إيجابى صحى، وهو ما يبين مدى أهمية الثبات النفسى.