عرض بيع أطلال بمئة مليون شلن.. مازال عبدالله اوليموينجا لا يستطيع تجاوز منظر المنزل المعروض للبيع، حيث تتدلى الأشجار من النوافذ والطلاء المتساقط والسقف الهابط منذ فترة طويلة.. ويقول المرشد: "لقد رفضت المالكة (العرض)".


السيدة من الواضح أنها تواصل طلب عرض أكبر، عرض يساوى أكثر من نحو 60 ألف دولار مقابل ملكية كهذه. نظرا لأن باجامويو المدينة الصغيرة الناعسة الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمال دار السلام، تتطلع إلى العصور الذهبية.

على بعد 15 كيلومترا جنوبا، يرمى المستثمرون الصينيون إلى بناء ما سيكون أكبر ميناء إفريقى. وسوف تأتى سنويا نحو 20 مليون حاوية تحتوى على معادن خام من زامبيا وزيمبابوى والكونغو. وعلى مدار القرون كانت البضائع عبارة عن عاج وعبيد. وفى القرن التاسع عشر، كانت طرق القوافل من منطقة البحيرات العظمى تنتهى فى باجامويو. ما يتبقى هو مبنى لا يوصف فى نهاية طريق قذر. وفى متحف صغير هناك يوجد مفردات من الخزف الصينى والعملات المعدنية وخواتم فضية معروضة. لقد كان هنا حيث ينام سائقو العبيد العرب.

وبالنسبة لضحاياهم الذين وصلوا وهم لا يزالون على قيد الحياة بعد قضاء شهور فى البرية لم يعد هناك ما يأملونه، ومن هذا الميناء كان ينقل العبيد إلى زنجبار وجزيرة العرب.. وتعنى باجامويو حرفيا "ألقى قلبك".. والغرض من طريق القوافل الممتد على طول 1300 كيلومتر من بلدتى اوجيجى وكيجوما الداخليتين مساعدة باجامويو فى الحصول على اعتراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة (يونيسكو) كموقع تراث عالمى. على الأقل هذا هو أمل رئيس تنزانيا جاكايا كيكويتى. لقد نشأ فى هذه المدينة التى لديها تاريخ زاخر.

وفى باجامويو شيدت البعثات التبشيرية من منطقة "الزاس" الفرنسية أول كنيسة فى شرق إفريقيا.. ومن هنا انطلق المستكشفان جون هاننج سبيك وريتشارد فرانسيز بورتون، للبحث عن مصدر نهر النيل. كما كانت عاصمة المستعمرة الألمانية دويتش-اوستافريكا (شرق إفريقيا الألمانى). لا يأتى الكثير من السياح هنا. ويقودهم عبدالله المرشد إلى منزل الشاى العربى الذى تم تجديده وإلى المدرسة الألمانية وإلى "بوما"، وهو مبنى إدارة المقاطعة المهيب. واليوم يحيط به سياج خشبى وهو مغلق منذ عام 1995 لأن أجزاء منه هبطت.

وهناك مبانى أخرى تعود للعصر الاستعمارى فى حالة أسوأ. المتبقى من مبنى الجمارك القليل من الجدران الخارجية. وكل ما تبقى من المستودع أساس خرسانى وبعض الأعمدة الحديدية. وأمامه يفرغ الصيادون صيدهم من الزوارق الشراعية كما يفعلون منذ قرون.

وقريبا سوف تمضى ناقلات النفط والفرقاطات بمحاذاة الشاطئ. وربما يأتى المزيد من السياح أيضا. سوف تتغير باجامويو مهما يكن. وجرى تجديد مكتب البريد القديم بالفعل وتحول إلى فندق.