كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية التجسسية التى أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة الحرب الباردة للكشف عن القواعد العسكرية السوفيتية فى منطقة الشرق الأوسط عن مدن أثرية لم يتم اكتشافها بعد فى عدد من الدول بالمنطقة.

وأوردت صحيفة ديلى ميل البريطانية على موقعها الإلكترونى أن الصور التى التقطتها أقمار التجسس - التى أطلقتها أمريكا خلال الفترة من عام 1960 إلى عام 1972 - أدى إلى تضاعف عدد المواقع الأثرية المعروفة فى جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى ثلاثة أمثالها، حيث كشفت عن آلاف المدن، والطرق، والقنوات القديمة وغيرها من الأطلال.

ولفتت الصحيفة إلى أن علماء الآثار الذين يعملون على أطلس كورونا جديد عن الشرق الأوسط يقولون إن دراسة لصور الأقمار الصناعية قد كشفت عن آلاف المواقع غير المكتشفة سابقا فى العراق وتركيا وسوريا - بما فى ذلك المدن المفقودة منذ زمن بعيد والتى قد تكون من أوائل المدن فى التاريخ البشرى.

وقال جيسى كانسانا عالم الآثار بجامعة أركانسانس - خلال إطلاق الأطلس بالمؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية للآثار - إن "بعض هذه المواقع عملاقة ولم تكن معروفة تماما"، مضيفا أنه يمكننا أن نرى جميع الأشياء - الطرق والقنوات القديمة الصور تقدم صورة شاملة للغاية".

وأشارت الصحيفة إلى أن أرشيف الصور للأقمار الصناعية التجسسية كورونا يتضمن 860 ألف صورة تغطى الكثير من دول العالم، حيث تم رفع السرية عنها من قبل الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فى عام 1995.

وتوفر الصور التى التقطت لمنطقة الشرق الأوسط مصدرا لا يقدر بثمن فى علم الآثار فى المنطقة لأنها تظهر أماكن انتشار العمران والتوسع الحضرى فى فترة ما قبل التاريخ.

وأوضحت الصحيفة أنه تم عمل مسح فضائى للأرض من مصر إلى إيران - ويشمل الهلال الخصيب، مهد الحضارة الشهيرة، وأماكن المدن الإنسانية الأولى فى التاريخ- وقد كشفت صور الأقمار الصناعية للتجسس عن 10 آلاف موقع أثرى لم يكن معروفا من قبل.. وتظهر أضخم الأماكن فى كل من سوريا وتركيا، والتى من المحتمل أنها تعود فى معظمها إلى مدن العصر البرونزى وتشمل جدرانا وقلاعا مهدمة، وتغطى صور كورونا العديد من المناطق الأخرى ذات الأهمية الكبيرة لعلماء الآثار، بما فى ذلك أفريقيا والصين.