النتائج 1 إلى 1 من 1
- 25-04-2014, 10:29 PM #1
اكتشاف حفرية يميط اللثام عن نشوء وتطور الزواحف الطائرة
أعلن العلماء أمس الخميس، اكتشاف حفرية يرجع عهدها إلى 163 مليون عام تمثل أقدم نموذج معروف لأصل سلالة من الزواحف الطائرة المتطورة التى طرأت عليها تحورات وراثية، حتى أصبحت أضخم مخلوقات طائرة فى تاريخ كوكب الأرض.
ونسب العلماء الكائن العتيق واسمه العلمى (كريبتودراكون بروجينيتور) إلى العصر الجوراسى، وعثر عليه فى صحراء جوبى بشمال غرب الصين، وهو متواضع من حيث الحجم، إذ تصل أقصى مسافة بين جناحيه إلى 1.3 متر.
إلا أنه مع تطور أفراد هذه السلالة من الزواحف الطائرة، ومنها الديناصور المجنح، تعاظم حجمها على غرار كائن (كويتزالكوتلوس) الذى بلغت أقصى مسافة بين جناحيه نحو 11 مترا، أى مثله مثل المقاتلة الأمريكية إف-16 على وجه التقريب. ووردت نتائج هذه الدراسة فى دورية (كارانت بيولوجى).
ومنذ نحو 220 مليون عام، أصبح الديناصور المجنح أول الفقاريات الطائرة التى تظهر على سطح كوكبنا، ثم تلا ذلك نشوء الطيور، إذ بدأ ظهورها من نحو 150 مليون عام، ثم جاء فى وقت لاحق كثيرا ظهور الخفافيش منذ 50 مليون عام.
وازدهر انتشار الديناصور المجنح خلال العصر الترياسى، ثم بعد وقت قصير نسبيا، بدأ لأول مرة ظهور أبناء عمومته الديناصورات. وكان جناحا الديناصور المجنح مدعومين بإصبع رابعة طويلة تسمى "الإصبع الوردية".
وظل الديناصور المجنح على حاله، ولم يطرأ عليه تغيير يذكر فى تركيبه وحجمه عشرات الملايين من السنين، إذ احتفظ بشكله المعهود بذيله الطويل وصغر حجم الرأس، بيد أنه خلال العصر الجوراسى طرأت تغييرات تشريحية على بعض أفراده، مما يؤذن بنشوء فرع حديث منه ذى أجنحة وأصابع أكثر وضوحا، ليحل فى نهاية المطاف محل الصور البدائية من الديناصور المجنح.
وتميز الكثير من الأفراد الجديدة من الديناصور المجنح برأس ضخم مستطيل يعلوه عرف كبير، وخلال تطورها فقدت هذه الكائنات أسنانها وتعاظم حجمها. وربما كانت السمة المميزة لهذه المخلوقات إستطالة عظام الإصبع الرابعة، وقال الباحثون إن جنس كريبتودراكون هو أقدم نوع معروف من الديناصور المجنح.
وقال برايان أندريس عالم الكائنات القديمة بجامعة ساوث فلوريدا والمشارك فى هذه الدراسة "بوسعنا دراسة التركيب التشريحى للنوعين لإكتشاف أحدث التطورات فى الجسم".
ومن بين العناصر المهمة الأخرى فى هذا الاكتشاف البيئة التى كان يعيش فيها كريبتودراكون، إذ نشأ وسط منظومة بيئية تزخر بالمسطحات المائية البعيدة عن المحيطات، والتى تنبض بالحياة، إلا إنها كانت تحفل بكائن مرهوب الجانب يفترس الديناصورات يسمى (ساينرابتور) إلى جانب نوع من الديناصورات يتغذى على الأعشاب، ويسمى (مامنكياصور) الذى يفخر بأنه الكائن صاحب أطول عنق تطأ قدماه سطح كوكب الأرض.
وقال جيمس كلارك عالم الأحياء القديمة بجامعة جورج واشنطن إن حقيقة أن كريبتودراكون عاش فى مثل هذه المنظومة البيئية تسير جنبا إلى جنب مع شواهد أخرى، تؤكد أن الديناصور المجنح المتطور -الذى تسيد أفراده السموات فيما بعد وسط منظومة بيئية بحرية إذ كان يتغذى على أسماك المحيطات- نشأ وتطور فى بادئ الأمر على البر.