عادات وتقاليد غريبة تميز كل مجتمع وكل بلد، قد يراها البعض عادية، فى حين يراها البعض الآخر غريبة نوعا ما، ومن ضمن هذه العادات والتقاليد الغريبة ذلك التقليد الصينى القديم الذى يجعل النساء يرتدين أغطية لرؤوسهن مصنوعة من "شعر رأس" جداتهن الموتى، والتى تجعلهن يظهرن بشكل أقوى، فبدلًا من رمى الشعر الذى يتساقط عند قيام أى امرأة بتمشيط شعرها، فإنهن يحفظن هذا الشعر بشكل مستمر لتسليمه للأجيال التالية منهم لصنع أغطية للرؤوس.

ووفقا لما نشرته صحيفة الديلى ميل البريطانية فإن سيدات عشيرة "المياو" الصينية يحرصن على ارتداء هذه الأغطية المصنوعة من شعر أسلافهن فى المناسبات الخاصة، بعد أن يقمن بلف الشعر بعناية حول قرون البقر ويضعنها فوق رؤوس النساء الصغيرة والفتيات منهن، وعلى الرغم من أن هناك ما لا يقل عن 5000 شخص تابعين لهذه العشيرة، إلا أنهم مازالوا متمسكين بهذا التقليد القديم الذى تكشف عنه الصور التالية والتى ستم التقاطها فى قرية" سيوجا" بمدينة "يوبانشوى فى مقاطعة قويتشو بجنوب غرب الصين.

ويتم توريث هذا الشعر المستعار من الأم إلى ابنتها، فهو يشمل كل الشعر المتساقط من رأسها على فترات كبيرة، والذى يشمل أيضا شعر الجدات وجدات الجدات، اللاتى يمتلكن تلك الأغطية التى يرجع عمرها إلى مئات السنين، حيث يتم حفظها ومعالجتها بعناية حتى يتم الحفاظ عليها لامعة وصحية.

وقالت "شو تو" البالغة من العمر 27 عامًا، وهى خبيرة فى ثقافات الأقليات الصينية:" يتم ارتداء الشعر المستعار فى جميع المناسبات الكبيرة سواء حفلات الزفاف أو أيام المهرجانات والأعياد، وكانت فى الماضى يلبسها الرجال إلا أنهم عانوا من جهد هذا الفعل، مما جعل هذا التقليد يسقط تلقائيا عن الرجال ويقتصر على النساء فقط".

وأضافت، "تعتبر هذه الأغطية للشعر وسيلة للعيش بالنسبة لهن لتكريم أجدادهن ففى كل مرة تقوم فيها المرأة بتمشيط شعرها تجمع الشعر المتساقط وتعطيه لابنتها عند زواجها"، مشيرة إلى أن هذه العادة ربما تكون نشأت مع ارتداء البشر لقرون البقر خاصة وأن البقرة كانت تعتبر بالنسبة لهم حيوان مقدس، لذا فقد استخدموها لتكريم البقر ولتكريم أسلافهم، فبعض الناس يرون أن تاريخهم فى الكتب، إلا أن "المياو" يرون تاريخهم فوق رؤوسهم".