فما الذي يجعلك ويَحْمِلُكَ على أن تُفَرِّط في القرآن؟ ابدأْ .. وجَرِّبْ مع نفسك لا مع الله عز وجل وإِنَّ أَدَلَّ الأدلة على محبة الله والإقبال عليه

لو استفدت من وقتك الضائع الذي تُضَيِّعَهُ في الأكل والشرب والكلام، والاستئناس بخَلْقِ الله تعالى وغير ذلك، لو استغللتَ هذا الوقت، أو لو اهتممت بأن يكون هذا الوقت لكلام الله تعالى لتغيرت تلك الحال، ولنزلت تلك البركة في وقتك الذي تشكو من قلته، وأنك لا تجد وقتًا للقراءة، ولا للذكر، ولا للصلاة، وأنك لا تجد وقتًا لتحقق به أعمال معاشِك، ولا جلوسك مع أهلك، ولا غير ذلك..، كل هذه الأحوال إنما صلاحها في ذلك.

ابدأْ .. وجَرِّبْ مع نفسك لا مع الله عز وجل - إذ لا تجربة معه سبحانه وتعالى - فكلامه صادقٌ لا خُلْفَ له.

انْكَبَّ على كلام الله تعالى، وأقبلْ عليه، وتأدَّبْ بأدبه، وانظر البركة التي سَتَحُلُّ عليك، وعلى بيتك وأهلك وولدك، وتَحُلُّ على صحتك ومالك ونفسك، وعلى أخلاقك وعملك وعبادتك، وكيف يَصْلُح قلبُك، ويزداد خشوعك وتتحسن أحوالك، وإذا بك متأثرًا خاشعًا، إذا بك مقبلًا متوكلًا حسن الهيئة، قد نوَّر الله تعالى وجهك بما نوَّر به قلبك، إلى آخر المعاني التي قد سمعنا عنها في السلف الصالحين، والتي مازال طريقها مفتوحًا للمؤمنين اليوم.

أَمَرَهُ أن يختم القرآن في كل سبع: فكان الصحابة يُحَزِّبون كتاب الله تعالى على الأسبوع؛ ليختموا هذه الختمات، فمنهم من يزيد إلى ختمتين في الأسبوع، ومنهم من يَقِلُّ عن ذلك لِأسباب: منها نشر العلم، أو طول التدبر في آيات الله لاستخراج تلك المعاني والأحكام، أو الإقبال عليها. فمنهم من كان يقرأ الآية الواحدة ليْلَه كلَّه يُردِّدها : ، إلى آخر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن كثيرٍ من أصحابه رضي الله عنهم، والسلفِ الصالحين أنهم كانوا يقفون عند الآية الواحدة طُوَال ليلهم يقرأونها كما سبق وأن أشرنا.

وهكذا لا ينبغي لك أن تكون من الزاهدين في كلامه، الزاهدين في كتابه جلَّ وعلا.
القرآن الكريم بين المحبة والإصلاح، وبين الهَجْر وموانع الانتفاع به .

إنَّ أهمَّ ما يُصلِح المرءَ والذي يجب أن يُقبل عليه أشدَّ الإقبال هو القرآن الكريم؛ فإذا أحب القرآنَ وأقبل عليه وأَدْمَن قراءَته ، وحاول أن يتدبَّر معانيَه ، يوشك ذلك أن يكون سببًا لِأَنْ يَنتقل من هذه الحالة السيئة التي هو فيها.

وإِنَّ أَدَلَّ الأدلة على محبة الله والإقبال عليه هو محبَّة القرآن الكريم، والإقبالُ عليه، وعدمُ الملَلِ منه، بل أن يكون زادَهُ ، وأن يكون فِكْرَهُ، وتدبُّرَه، وتأمُّلَه، وإقبالَه، وجلوسَه، ونومَه، وحركتَه، وسكونَه، وأن يكون القرآن قائدَهُ في ذلك كلِّه، فإذا بالمرء حينئذ مُحِبٌّ لربِّه، مقبلٌ عليه ، وبقَدْرِ ما يحب المرءُ ربَّه سبحانه وتعالى بقَدْرِ ما يحبُّه ربُّه، فإذا أراد المرء أن يعرف منزلتَه عند الله، فليعرف منزلةَ الله تعالى عنده.

فهذه المنزلة إذن ينبغي أن تظهر في القرآن الكريم ، لذلك وجدنا الصحابة رضوان الله تعالى عليهم - بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم تَعَلُّمًا منه صلوات الله وسلامه عليه - لا يُزيلُهم شيءٌ عن القرآن قيامًا وتلاوةً وذكرًا وتعلُّمًا وتعليمًا وفَهمًا كما أمرهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان القرآن الكريم بَرَكتَهم، وهدايتَهم، ونورَهم، ورحمتَهم، وشفائَهم، واستخرج كافة ما كان فيهم من عِلَل ، انتقلوا به من الجاهلية إلى الإسلام؛ فإذا بهم بهذا القرآن الكريم قد تَطَهَّروا من ذلك كله.

وحتى يَتحقَّق للمرء فتحُ الله في القرآن الكريم بِأَنْ يكون القرآنُ سببَ كل سُرورِه ونعيمِه في الدنيا والآخرة فلابد من أن يتَحَقَّق فيه أَمْرَانِ:

· محبة القرآن الكريم.


· تعظيم القرآن الكريم.

وقد ذكرناهما، وأَنْ يَخْرُجَ عَنْ أَمْرَينِ:

· هجر القرآن.

· موانع الانتفاع بالقرآن الكريم، والتي نسميها:موانع الوصول إلى أنوار وبركات وشفاء القرآن.

ونتكلم الآن عن الأمور التي ينبغي على المرء أن يخرج منها، وأن ينتهي عنها ويجانبها؛ لأنَّ النفس بَداهةً لن تُقْبِل على القرآن وتحبَّه وتُعظِّمَه وتُقدِّرَه حقَّ قَدْرِه، حتى تَنْخَلِعَ عن هذا الهجر، عن هذا التقصير في حقِّه.

أولا: هَجْر القرآن:

وهَجْرُ القرآن خمسةُ أنواع:

أولًا: هجر سماعه، والإيمان به، والإصغاء إليه.

ثانيًا: هجر العمل به، والوقوف عند حلالِه وحرامِه، وإنْ قرأَهُ وآمَن به.

ثالثًا: هجر تَحْكِيمه، والتحاكم إليه في أصول الدِّين وفروعه.

رابعًا: هجر تدبُّرِه وتَفَهُّمه، ومعرفة ما أراد المتكلِّم به.

خامسًا: هجر الاستشفاء به والتداوي به من جميع أمراض القلوب([1]).

لذلك وَجْدنا الصحابة رضي الله عنهم خرجوا عن هذا الهَجْر كله؛ فإذا بهم يُقْبِلون عليه سماعًا وتعلمًا وعملا وتحاكما وتفهماً واستشفاء وتداوياً، حتى رأينا النبيّ صلى الله عليه وسلم –كذلك- يحب أن يسمع القرآن من غيره، ويتأثر به، يقول لابن مسعود رضي الله عنه كما في الصحيحين: « « اقْرَأْ عَلَىَّ». قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: «فَإِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى»). وفي رواية: «إِنِّى أَشْتَهِى أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى» ([2]).



فهذا الأمر؛ وهو هَجْر السماع ، وهجر العمل ، وهجر التدبُّر والفَهْم ، وهجر التَّحاكُم والتَّحْكِيم ، وهَجْر الاستشفاء به؛ كلُّ ذلك ينبغي أن يخرج منه المرءُ اليوم ، ليكون ذلك مَدْعَاةً لِأَنْ يكون المرء مُقْبِلًا على القرآن، فالإنسانُ ما أن يترك الهجرَ ويُقبل على كلام الله سبحانه وتعالى إلا كان غذائَه ، وشفائَه ، ورُوحَه ، ويُضيء طريقَه إلى الله.

وأصحابُ القرآن كما يقول فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: « أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»([3])، وهؤلاء هم المتميزون([4]) الذي ينبغي أن يكون كلُّ واحد منا على حالهم ليَدخل في زُمْرة أهل الله تعالى وخاصَّتِه . فينبغي حينئذٍ أن يكون المرءُ مسارعًا إلى ذلك لا متكاسلًا عنه.

ثانيًا: موانع الوصول إلى أنوار وبركات وشفاء القرآن

ومما ينبغي أن يكون عليه تالي القرآن الكريم وهو يقرأ كلام الله تعالى - ليكون سبب سعادته وتدبره وفهمه، وسبب زيادة بركته وشفائه - أن يتخلَّى عن موانع الفهم، يعني:

أن يتخلَّى المرء عن الموانع التي تمنعه من أن يصل كلام الله تعالى إليه، سواء كانت هذه الموانع في الإصرار على المعصية، أو الابتلاء بالكِبر، أو بالعُجْب، أو بالهوى المُطاع. فكل هذه الآفات من آفات النفس -وأَخَصُّها هذه التي ذكرنا - تمنع القلب من أن يعي عن الله تعالى، وأن يفهم عنه، وتمنع القلبَ كذلك التدبرَ والتفهمَ والحضورَ والخشوعَ، وكذلك تمنع القلب أن يُخَصِّص نفسه بهذه المعاني التي ذكرها الله تعالى، وأمرهم بها ونهاهم عنها وذكَّرهم ووعدهم وأوعدهم بها. وتمنعه أيضاً من أن تصل إليه بركات القرآن، وأن يصل إليه شفاؤه وهدايته، وأن تصل إليه رحمته، وأن يصل إليه نوره الذي ذكر الله تعالى:

فهذا النور الذي إنْ أخذ المرءُ بحظه منه ظهر هذا النور في كلامه وسمعه وبصره وقلبه ويده كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَفِي سَمْعِي نُورًا ، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا ، وَفَوْقِي نُورًا ، وَتَحْتِي نُورًا ، وَأَمَامِي نُورًا ، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا»([5]) .

هذا النور الذي افتقده النَّاس اليوم إنما افتقدوه لتلك الآفات التي ذكرنا.

ونُفصّل فيما سبق بعض الشيء:

المانع الأول من موانع الفهم: وهو أنَّ المرء يحاول أن يكون هَمُّه الأكبر والوحيد من تلاوة كلام الله أن يُخرج الحروفَ من مخارِجها، وأن يقرأها على النحو الصحيح، ويقضي عمره في أن يحرِّك لسانه بالقرآن الكريم.

نعم. ذلك صحيح ومطلوب أن يتلو المرءُ تلاوةً صحيحةً، ولكن أن يكون هَمُّه الأكبر والوحيد هي التلاوة والمخارج، وأن يخرج هذا من هذا، وهذا من هذا؛ فهذا من تلبيس الشَّيطان حتى يُضَيِّع عليه الفَهْم والاتعاظ والتدبر، وأن يُضَيِّع عليه كذلك حضور القلب معه، وهو من أعظم تَلْبِيساتِ الشَّيطان على المؤمنين الذين صاروا في هذا الطريق .

المانع الثاني من موانع الفهم: وهو أن يكون المرءُ مُتَّصِفًا بمعصيةٍ، أو موصوفًا بكِبْرٍ، أو مبتلًى بهوًى مُطاعٍ في الدنيا ، وهي المصائب والْحُجُب التي يحجبها الشَّيطان على قلب المرء؛ حتى يمنعه تلك الهدايةَ وتلك الرحمة، ويمنع أنوارَ الله تعالى أن تصل إلى قلبه، حتى يمنع عنه أنوار الإيمان والأنس بالله تعالى، والشوق إليه، والتدبر في آياته، ومحبته سبحانه وتعالى عن القلب بأن يحجبه بتلك المعاصي، أو الكبر، أو الهوى المتبَّع المطاع في الدنيا، فكلما أكثر المرء من المعاصي كلما نُكِتَتِ النُّكَتُ السوداء في قلبه حتى تعلو قلبَه،

فلا يَطْمَع العبدُ الحريصُ على الشهوات، الوَاقِعُ في المعاصي، المُسْوَدُّ قلبُه بتلك الخطايا والذنوب أن يكون أهلًا لكلام الله تعالى، أو أهلًا لمعاني هذا القرآن الكريم، أو أن يتنزل هذا القرآن على قلبه نورًا ورحمة وهدايةً وشفاءً، لا يطمع في ذلك خاصَّةً مع الحرص في الدنيا، واتِّباع الهوى، أو خاصَّةً مع الكِبْر؛ بأن يرى نفسه أنَّه يَفْهَم، وأنه عنده كذا وكذا... وأنه به... وأنه يستطيع... وأنَّه... ، ويرى نفسه فوق الناس، والناس دونه وذلك لأن الله ابتلاه فأنعم عليه بأمرٍ من أمور الدنيا؛ من مالٍ، أو جاهٍ، أو منصِب، أو سلطانٍ، أو علم، أو عقل، أو قوةٍ، أو جسدٍ، أو غيرِ ذلك من أسباب الكِبْر التي تُرِيه نفسَه، وأنه شيء، وأنه يفعل ويفعلُ، وكيف يتكلم معه الآخرون بهذه الطريقة. كلُّ هذا المعاني من معاني الكِبْر.

]. فكلما اتَّصَف المرءُ بالكِبْر كان ذلك سببًا لطَبْع قلبِه؛ فلا يَفْقَهُ عن ربه شيئًا، وإنما يبقى هكذا مُعرَّضًا لسخطه وعذابه. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم « الْعِزُّ إِزَارُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ . فَمَنْ يُنَازِعُنِى عَذَّبْتُهُ » ([6]) .

وعلى العكس فلا يكون العبد المؤمن إلا كذلك؛ فلا يكون المؤمن إلا متواضعًا منكسراً ذليلًا لله تعالى، وكذلك منكسرا للمؤمنين.

ففي كل الأوقات ينبغي أن يتحلى المرء بالإخبات، والخشوع، والتواضع، والانكسار، والتذلل لله تعالى، والتضرع، والارتماء على بابه جل وعلا، ويُظْهِر لربه الفقر، والفاقة، والحاجة، وأنه بغير ربه يَهْلِك، وأنه بغير ربه لا قيمةَ له، ولا وزن له في الدنيا ولا في الآخرة، وأن الله تعالى لو حَرَمه نعمةً مِن نِعَمِه ما كان شيئًا؛ فلو حرمه مثلا البصر، أو السمع، أو الكلام، أو المشي، أو العقل ما كان شيئًا، إلا أن يبكي إلى ربه، وأن يتضرع إليه.

والعبودية الحق: أن يَدْخل على ربه فقيرًا مَحْضًا لا يملك شيئًا، ولا يرى نفسه شيئًا، ولا مقامًا، ولا حالًا، كلما دخل المؤمنُُ على ربه دخلَ عبدًا فقيرًا يَشهد ضرورتَه إلى ربه؛ يعني أن كل ذرة من ذراته محتاجةٌ وفي فقرٍ إلى الله تعالى،فإذا أَوقفَ اللهُ جلّ وعلا ذرةً من ذرات ذلك العبد المسكين مَن الذي يحرِّكُها؟ لا يستطيع أحد؛ فعلم المؤمن عندئذ أنه من أوّله إلى آخره... في ظاهره وفي باطنه فقيرٌ إلى الله، محتاجٌ إليه، متضرِّعٌ له، وأنه لولا ربه سبحانه وتعالى ما اهتدى، ولا كان، ولا يمكن أن يكون.

وأما الهوى المتَّبَع في الدنيا فكثيرٌ من المؤمنين اليوم إلا من رحم ربي مَن يَتَّبِع الهوى في تصرفاته، وأقواله، وأخلاقه، ومعاملاته، وسلوكه، فما كان على مِزاجِه وهواه وأحبه كان صديقًا له، مُقْبِلًا عليه، فإنْ أغضبه شيءٌ، إذا به يَخرج عن حدود الشرع، ليكونَ مُتَّبِعًا للهوى، مائلًا إليه، لا يُطَبِّق الشرع على رضائه وغضبه، وعلى ما يحب ويكره، وعلى ما يقوم ويقعد!



فإن ابتلي المرء بشيء من تلك الموانع فهَيْهَات أن تقع في قلبه معاني آيات الله تعالى، وهيهات أن تهل عليه أنوار تلك الرحمات والبركات من الله تبارك وتعالى مع قلبٍ قد صدأ من قلة الذِّكر، وقد امتلأ من كثرة الخطايا، وقدِ ابْتُلِيَ بالهوى، وقد طُبِع عليه بالكِبْرِ.

ينبغي إذن أن يتحسَّر المرء على مرور هذه الأيام بدون فائدة، فيمر الأسبوع في إثر الأسبوع، ولا يأخذ المرء نَفَسُه بالحزم حتى يمرَّ أسبوعه، وإذا حاسب المرء نفسه فيه لم يجد نفسه قد حَصَّل شيئًا: لا كلام الله تعالى قد ختمه كما يَخْتِم الصالحون، ولا في الإقبال عليه، ولا في التدبر، ولا أن يترقَّى به إلى الله تعالى، ولا أن تتحسَّن به أخلاقه ومعاملاته، ولا أن تزيد به طاعاتُه وقُرُباتُه، ولا أن تتخففَ به أثقالُه وأوزاره، ولا أن يَسْتَشْفِيَ به من علله وأمراضه وأوجاعه.

لذلك: كان تقصير المؤمنين في هذا المعنى من أسوء التقصير، أن يصف الله تعالى لهم الدواء، وأن يُبَيِّن لهم طريق الشفاء، وأن يُنَزِّل عليهم نوره ورحمته، فإذا بهم يبتعدون عنها، وإذا بهم يزهدون فيها، وإذا بهم يتقللون منها، وإذا بهم لا يأخذونها بالقوة التي أمر الله تعالى أن يأخذوا بها كتابه سبحانه وتعالى، يرون أسباب نجاتهم ورحمتهم وشفائهم وائتلافهم، وأسباب قُربهم من ربهم جل وعلا، وإذا بهم مُعْرِضون عنها، غير مقبلين عليها، زاهدون فيها! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

([1]) انظر كلام شيخ الإسلام ابن القيم في " الفوائد " ص82.

([2]) أخرجه البخاري (4582) والفظ له، ومسلم بنحوه (800) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

([3]) أخرجه أحمد في المسند (3 / 127) ، و ابن ماجه (215) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال الحافظ المنذري في الترغيب (ح: 2209) عن إسناد ابن ماجه: إسناد صحيح.

([4]) قول النبي r : «(إن لله تعالى أهلين من الناس) قالوا ومن هم يا رسول الله قال (أهل القرآن) وأكد ذلك وزاده إيضاحا وتقريرا في النفوس بقوله (هم أهل الله وخاصته) أي الذين يختصون بخدمته، أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به، سُمُّوا بذلك تعظيما لهم؛ كما يُقال: بيت الله.» انتهى بتصرف من فيض القدير ، شرح الحديثين، (2374، 2767).



([5]) أخرجه البخاري (6316)،ومسلم (673) من حديث ابن عباس t.

([6]) أخرجه الإمام مسلم (2620) من حديث أبي سعيد وأبي هريرة م مرفوعًا، والشطر الثاني من الحديث حديث قدسي، قال الإمام النووي في شرح الحديث المذكور: «قوْله e: ( الْعِزّ إِزَاره ، وَالْكِبْرِيَاء رِدَاؤُهُ ، فَمَنْ يُنَازِعنِي عَذَّبْته) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ، فَالضَّمِير فِي : ( إِزَاره وَرِدَاؤُهُ ) يَعُود إِلَى اللَّه تَعَالَى لِلْعِلْمِ بِهِ ، وَفِيهِ مَحْذُوف تَقْدِيره : قَالَ اللَّه تَعَالَى : «وَمَنْ يُنَازِعنِي ذَلِكَ أُعَذِّبهُ » . وَمَعْنَى ( يُنَازِعنِي ) يَتَخَلَّق بِذَلِكَ ، فَيَصِير فِي مَعْنَى الْمُشَارِك ، وَهَذَا وَعِيد شَدِيد فِي الْكِبْر مُصَرِّح بِتَحْرِيمِهِ .»