بسم الله الرحمن الرحيم
تحويل القبله
...بعد الهجره النبويه المباركه وقبلة المسلمين كانت"بيت المقدس"

يتوجه اليه المسلمين عند صلاتهم وعبادتهم.
وقد كان المسلمون طيلة العهد المكّي يتوجّهون في صلاتهم

إلى بيت المقدس ؛ امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى
، الذي أمر باستقبالها ، وجعلها قبلةً للصلاه.
ثم بعدما يقرب من ستة عشر شهراً أو سبعة عشر

شهراً من الهجرة اعيدت القبله الى"الكعبه المشرفه"
مرة اخرى بامر رب العالمين....

. وأيضا كان"بيت المقدس" قبلة اليهود التى يتوجهون

اليها عند عبادتهم وصلاتهم فعاير اليهود النبى (صل
الله عليه وسلم) والمسلمين لأنهم يستقبلون قبلتهم "بيت المقدس"
فقال والسُفهاء بأقوال العُلماء(اليهود والمنافقين ومشركوا العرب) .
سيقول اليهود ما لمحمد يعيب ديننا يتبع قبلتنا وقال بعضهم

انتظروا فكما اتبع قبلتكُم سيتبع ملتكُم.
وسيقول مشركوا العرب فى مكه ما لمُحمد يزعم انه

على ملة ابيه ابراهيم ويترُك قبلته
{ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي

كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي
مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }.

"فتأذى منهم النبى (صل الله عليه وسلم) ودعا ربه

أن يغيرها الى "الكعبه المشرفه" فنزلت الأيه الكريمه.
" قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَ

ا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ
مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" وبالفعل أجاب الله على
خير من دعاه (صل الله عليه وسلم)
وتحولت القبله الى البيت الحرام
فعن البراء بن عازب (أن أول صلاة صلاها رسول الله هي صلاة

العصر وصلي معه جماعة فكان رجل ممن صلي معهم أتي جماعة
المسجد فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله نحو الكعبة
فاستداروا وهم يصلون).

{ولهذا فإن مسجد قباء اومسجد بنى حارثه هو أول مسجد

أسس فى الاسلام على التقوى ولا يتعارض
مع ان اول مسجد بُنى فى الاسلام مسجد النبى لانه اول مسجد
بُنى بالمدينه
ويُعد مسجد ذو القبلتين
من أهم المساجد فى التاريخ الإسلامى على الإطلاق ، فقد شهد
المسجد واقعة تحول قبلة المسلمين من المسجد الأقصى
( قبلة المسلمين الأولى ) إلى المسجد الحرام ، وكان
شاهداً على تسليم الرسول والمسلمين لأمر ربهم وطاعتهم له}
وقال بعض المفسرين إن الرسول أمر بالتحويل وهو يصلي
الظهر بعد ركعتين وكان في مسجد بني سلمة فاستداروا
وهم يصلون فسمي مسجد القبلتين أما أهل قباء فلم يصلهم
الخبر إلا في صلاة الفجر من اليوم التالي كما
جاء في الصحيحين عن بن عمر رضي الله عنه(أنهم كانوا في
صلاة الفجر فجاءهم آت أن الرسول قد أمر أن
يتوجه إلي المسجد الحرام فاستداروا طائعين)
وهذا قول المؤمن بقول رجُلا واحد
وبشهادته استداروا دورة كامله وقالو بقلبهم قبل عقلهم
سمعنا وأطعنا أما
السُفهاء قالوا سمعنا وصددنا وأعرضنا وهذا فعلهم.

ولكنهم بعد تحويل القبله قالوا اى السُفهاء:-
لو كانت القبله الاولى صحيحه فلِماذا تحول عنها

اذاً ترك الحق وتحول الى الباطل ولو كانت القبلة
الأولى باطله فكيف صلى طيلة الفترة الماضيه الى
الباطل وترك الحق وما حكم من مات من اصحابه
وهم علي القبلة الأولي التى تحول عنها؟
فقال الله على لسان نبيه الكريم
قُل يا محمد {لله المشرق والمغرب ويهدى من يشاء}
فالمُلك لله يتصرف بمُلكه كما يشاء
من صلي علي القبلة الأولي ومات عليها مات موحدا لم يضع الله

إيمانه واسمع لربك(وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس
لرؤف رحيم) وهذا الحكم من الله قمة الرحمة ولم لا ؟ فهو الرؤف
الرحيم وهو الذي قال ورحمتي وسعت كل شيء . وأيضاً
للتوضيح التى تحمله تلك الايه
{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع

الرسول ممن ينقلب على عقبيه} (البقرة:143).
وذلك لأن العرب فى جاهليتهم كانوا يوقرون ويقدسون البيت ويعتبروه

عنوانا لمجدهم فاراد الله ان يستخلص من نفوسهم ويجردها ويختبر
قوة ايمانهمم ويعلم ايا منهم مؤمن حقا سيقول سمعنا واطعنا
عندما يامرهم باخذ قبلتهم غير الكعبه.

اسال الذى جعلنا فى دنيا فانيه ان يجمعنا ثانيه فى جنه قطوفها دانيه