صور من حسن العشرة ومن صور عشرة السيدة خديجة رضي الله عنها الجميلة مع النبي صلى الله عليه وسلم

كان هذا الزواج مباركًا طيبًا ، و كانت خديجة تحب النبي صلى الله عليه وسلم و توقره و تتودد إليه

قال الحافظ في الفتح :

(( وَرَوَى الْفَاكِهِيّ فِي كِتَاب مَكَّة عَنْ أَنَس أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْد أَبِي طَالِب ، فَاسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَتَوَجَّه إِلَى خَدِيجَة فَأَذِنَ لَهُ ، وَبَعَثَ بَعْده جَارِيَة لَهُ يُقَال لَهَا نَبْعَة .
فَقَالَ لَهَا : اُنْظُرِي مَا تَقُول لَهُ خَدِيجَة ؟
قَالَتْ نَبْعَة : فَرَأَيْت عَجَبًا .
مَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعَتْ بِهِ خَدِيجَة فَخَرَجَتْ إِلَى الْبَاب فَأَخَذَتْ يده بِيَدِهَا فَضَمَّتْهَا إِلَى صَدْرهَا وَنَحْرهَا .
ثُمَّ قَالَتْ : بِأَبِي وَأُمِّي ، وَاَللَّه مَا أَفْعَل هَذَا لِشَيْءٍ ، وَلَكِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُون أَنْتَ النَّبِيّ الَّذِي سَتُبْعَثُ فَإِنْ تَكُنْ هُوَ فَاعْرِفْ حَقِّي وَمَنْزِلَتِي وَادْعُ الإلَه الَّذِي يَبْعَثك لِي .
قَالَتْ :
فَقَالَ لَهَا : وَاَللَّه لَئِنْ كُنْت أنا هُوَ قَدْ اِصْطَنَعْت عِنْدِي مَا لا أُضَيِّعُهُ أَبَدًا , وَإِنْ يَكُنْ غَيْرِي فَإِنَّ الإلَه الَّذِي تَصْنَعِينَ هَذَا لأجْلِهِ لا يُضَيِّعُك أَبَدًا ))[1].

ومن ذلك أيضًا :
أنها وهبت زيد بن حارثة للنبي صلى الله عليه وسلم :
قال ابن هشام : ((كان حكيم بن حزام قدم للشام برقيق ، فيهم زيد بن حارثة وصيف ، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ، فاختارت زيدًا فأخذته ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها فاستوهبه منها ، فوهبته له )).ا.هـ[2]
ومن صور عشرتها :

ومن صور عشرتها الجميلة مع النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث لها من كرهها للأصنام كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهها و ذلك قبل البعثة

فعن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ
أَيْ خَدِيجَةُ وَاللَّهِ لا أَعْبُدُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَاللَّهِ لا أَعْبُدُ أَبَدًا .
قَالَ فَتَقُولُ خَدِيجَةُ خَلِّ اللاتَ خَلِّ الْعُزَّى .
قَالَ كَانَتْ صَنَمَهُمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ )) .ا.هـ[3]
ويستفاد مما سبق :
7حسن عشرة المرأة الصالحة لزوجها ، وحسن مقابلتها له عند عودته إلى المنزل ، وتلطفها معه بانتقاء الطيب من القول ، والحسن من الفعل ، وهذا مما يديم الألفة والمحبة بين الزوجين .
7احتساب أجر ذلك عند الله تعالى وهذا من قولها " والله ما أفعل هذا لشيء.."
7متابعة المرأة لزوجها ، وموافقتها له فيما فيه مرضاة الله تعالى ، وذلك من تركها عبادة الأصنام لترك النبي صلى الله عليه وسلم لها .
7من أسباب المودة والمحبة هبة المرأة لزوجها ما يرغب فيه ، أو إهداء الهدايا له والعكس ، وذلك من هبتها زيدًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن فيه طلب الزوج من الزوجة ما يحتاجه من مال ونحوه لا حرج فيه ، ما دام أن أخذ ذلك يكون برضاها .

أولادها
من الرسول
صلى الله عليه وسلم
ـــــــــ

أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها
لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أولاد إلا من خديجة رضي الله عنها ، عدا إبراهيم عليه السلام فإنه كان من مارية .

uقال ابن كثير :
(( وهي أم أولاده كلهم سوى إبراهيم فإنه من مارية )).ا.هـ[4]

وبهذا تكون قد ولدت خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلموهم كما يلي :


(1) القاسم عليه السلام

و كان به يكنى ، وهو أكبر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد النهي عن التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ .
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ .
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم .
فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي ))[5] .



وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ :

(( وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا . فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلامٌ ، فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَحْسَنَتْ الأَنْصَارُ ، سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ ))[6]

وفي رواية عَنْ جَابِرٍ قَالَ :

(( وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ، فَقُلْنَا : لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلا كَرَامَةَ .
فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ))[7]

{عن مجاهد قال : مكث القاسم ابن النبي صلى الله عليه وسلم سبع ليال ثم مات .[8]

{قال المفضل : وهذا خطأ ، والصواب أنه عاش سبعة عشر شهراً .

{وقال الحافظ أبو نعيم : قال مجاهد : مات القاسم و له سبعة أيام .
{وقال الزهري : و هو ابن سنتين .[9]

{وقال قتادة : عاش حتى مشى .[10]

{وقال غيره: بلغ القاسم أن يركب الدابة و النجيبة ثم مات بعد النبوة

(2) عبدالله عليه السلام
عبد الله عليه السلام :
وهو الطيب ، والطاهر ، وقد ولد بعد البعثة و مات صغيرًا .[11]

قال الزبير بن بكار :
عبداللَّه هو الطيب ، وهو الطاهر ، سمي بذلك لأنه ولد بعد النبوة .
وأما بناته فأدركن البعثة و دخلن في الإسلام و هاجرن معه صلى الله عليه وسلم .