كثير الشكوى هو الشخص الذى كلما قابلك انهال عليك بكم المآسى والمشاكل التى يعيش فيها، موضحاً مدى الشقاء الذى يجده خلال يومه فى كل جوانب حياته، والذى كلما قدمت له حل للأزمة أغلقه أمامه، مدعياً أنه لا يفيد وكأنه عاشقاً لهذه الشكوى متمنياً ألا تنتهى المعاناة.

وعن حب المعاناة قال الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، إن هناك صنفا من البشر يرى أن المشاكل والأزمات هى محور الحياة، وكونه يعانى ويتألم فهو بذلك يستحق التعاطف والمودة من الآخرين، وتقدر أهميته بحجم المأساة التى يعيشها، وبعض هؤلاء الأشخاص يقرر فعلياً الاستمرار فى معاناته، فهو لا يرغب فى حقيقة الأمر أن تنتهى تلك الآلام.

وأضاف "هارون"، أن كثيراً ما نواجه هؤلاء الأشخاص فى العيادات النفسية، عندما يكتشف أن المعالج قد استطاع أن يفهمه، ومن ثم تفهم معاناته وحاول مساعدته للتخلص منها، فيبدو لصاحب المعاناة أن هذه المحاولة ستنجح مبشرة بالشفاء والخروج من الأزمة.

وأوضح "هارون"، أنه عندما يصل المريض لهذه لمرحلة يقرر التعثر فى العلاج، والبحث عن متخصصين آخرين يجهلونه أو لم يتعرفوا عليه بالشكل الكافى بعد، على أمل أن هؤلاء لن يستطيعوا مساعدته، وبذلك ستستمر معاناته لأطول وقت ممكن، فتلك المعاناة هى منتهى المتعة لديه.