وضع معناً للحياة

كان الظلام قد غشي الناس .. ظُلمه .. يأس .. فرقه ... لا اجتماع ... لا ائتلاف ... لا اتحاد ... لاتآخي ... لا حُب .. لا صدق ... لا أمان ... لا نظام ... لاخير ... لاسعاده ... لادين ... لادوله ... لا حياااااه ...

فاصطفى الله من الخلق من يأتي بالنور فيزيل غمام الظلام ..

اختار الله لحمل تلك الامانه حبيبنا محمد ابن عبد الله ابن هاشم .. من أفضل بطون العرب لحمل الرساله ... فحملها .. وبلغها ... فأدى الأمانه .. ونصر الأمه

جاء بالنور ... ورسم الطريق ... ووعّى الناس

جاء بالدين .. ونظم الدوله .. ورسم للقلوب طريقا لتتآلف

وضع معالم للحياه

فأصبحت حياة بمعالم ... بمعاني ..
فأصبحت حياة بمعنى الحياه .. قلوب حيه ... تعرف مالها وماعليها

تعمل لدارٍ باقيه ..
تعمل لأجل جنة الخلد التي وُعد المتقون

هو حبيبنا من رسم لنا كل ذلك ... وضع كل ذلك

فلو لم يبعثه الله إلينا لاستمر الجهل يغشى الناس ... ولازدادت الظلمة ظلمه.. ولما كان الناس ناساً ..

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للدنيا طفلاً يتيماً .. لم يرَ أباه ... ثم فقد أمه ...

تألم منذ صغره .. ولكنه صبر واحتمل ...

كانت له بركه اينما حل ونزل ... فمنذ صغره منذ ان نزل في بني سعد حلت البركه بديارهم بعد ان جف الضرع ويبس الزرع

اصبحت الاغنام تأتي ممتلئة الضرع ..

فحلت البركه بوجوده فيهم صلى الله عليه وسلم ..

توفي جده أيضاً وهو صغير لم يأخذ القسط الوافر من عنايته ... فانتقلت كفالته إلى عمه ابي طالب الذي كان رغم عدم اسلامه إلا انه يخاف عليه ويُدافع عنه ...

كان ذلك في طفولته

اما في مرحلة الشباب فقد حماه الله عزوجل .. فلم ينجرف على ماينجرف إليه الشباب
فقد حفظه الله وصانه ورعاه من ذلك ..

كان يعمل برعي الغنم .. وعمل وتاجر بمال خديجه .. ولما رأت ماهو عليه من الأمانه وأحسّت ببركته عرضت نفسها عليه زوجه بواسطة صديقة لها ...
فتزوجها بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم ...

كانت لها مكانة سامية في حياته ... كانت تشد من أزره وتخفف روعه حين يعود من الغار بعد نزول الوحي عليه .. فتُطمئن قلبه ...

احتمل الكثير من أجل الدعوه حين أمره الله عزوجل بذلك ..

كانت قريش قبل البعثه تلقبه بالصادق الأمين
وعندما أتى يخبرهم بأمر الدعوه فناداهم واجتمعوا له فسألهم
( أرأيتم لو اخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي "" قالوا : ماجربنا عليك كذبا ))

بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه

كم احتمل من الأذى وصبر في سبيل الدعوه إلى الله ... صبر على أذى قريش ... واحتمل الغمز والهمز واللمز ..

كان يمشي في الطريق يوماً فوضعوا التراب على رأسه فذهب إلى بيته والتراب لازال فوق رأسه
قامت احدى بناته تزيله عنه وهي تبكي ... فيقول لها حبيبنا صلى الله عليه وسلم
( يابنيه لا تبكي إن الله مانع أباك)

صبر واحتمل .. تجرع الالم من قبيلته .... أُخرج من دياره ... وقوتل ...

ولكن صبر ...فنصره الله عزوجل ...

في العام العاشر من الهجره توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها التي كانت تسليه وتؤنسه ..
وتوفي أبا طالب رضي الله عنه الذي كان يدافع عنه ....

فسمي ذلك العام بعام الحزن لكثرة الشدائد التي تعرض لها صلوات الله وسلامه عليه في ذلك العام ...


كان صلى الله عليه وسلم صبورا .. كريماً جواداًُ وكان اجود مايكون في رمضان ... كان متواضعا صلى الله عليه وسلم .... كان اطيب الناس ريحاً .. وألينهم كفاً ... وأحسنهم عشرة .... كان يأتي الشهر والشهران لايوقد في بيته النار.. كان أشد الناس حياء .. كان أشد حياء من العذراء في خدرها ... لم يُعب يوماً طعاماً قط .... إن اشتهاه اكله وان لم يشتهيه تركه ...
لم يأكل متكئاً ... ولا على خوان .. كان كثير السكوت لايتحدث إلا لفائده ... كان كلامه موجز بليغ ... كان يحب الخلوه والعزله للتفكر والذكر والتأمل ...
كان عادلا .. فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
فلذة كبده التي لايرضى ان تؤذى بشئ يقول هُنا لو انها سرقت لقطع يدها ...
ليبين للناس العدل والمساواه وان الناس سواسيه عند تطبيق احكام الله ...

نشر المساواه واخبر بانه لافرق بين ابيض ولااسود ولا اعجمي ولا عربي الا بتقو ىالله عزوجل ..


كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ..

ماأروع كلامه لصاحبه في الغار ... حين اقترب منهم العدو ...
( إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا )

لا إله الا الله ... كم تحرك هذه الكلمه قلوبا ً اتعبتها الهموم .... وتوقد فيها الايمان بالله عزوجل وانه هو الميسر وحده لامور عباده وان امره بين الكاف والنون ... كن فيكون ... وتبين لنا نُصرة الله لنبيه صلوات الله وسلامه عليه


عندما رجع من الطائف وقد أصابه ماأصابه وأمامه قريش اتاه جبريل ومعه ملك الجبال يستأذنه أن يطبق عليهم الاخشبين فامتنع لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبدالله وحده ولايشرك به شيئا ..


فبالله عليكن .. لو عرف أولئك كل ذلك عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم .. هل سيكونون فعلوا مافعلوا ...

لم يعرفوا رسولنا صلى الله عليه وسلم ... ومافعلوه دليل على انهم لم يعرفوه ....

لم يعرفوا اعظم انسان .. لم يعرفوا إمام البشريه حبيب الله ...
قال عزوجل ( الله يعلم حيثُ يجعل رسالته )

محبته تابعة لمحبة الله عزوجل قال تعالى على لسان نبيه :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ))



وقال تعالى :

((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا))

((، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين))

لمّا عرفوه أصحابه احبوه .. وقدموا اموالهم وانفسهم فداء له ..

أبي بكر رضي الله عنه حينما ذهبا للغار دخل قبله ليتفقد الغار أفيه سبع أو حية , يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ...

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينه بعد الهجره التفت من حوله من الانصار كل منهم يمسك بزمام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن ينزل عنده ...فقال لهم عليه الصلاة والسلام ( دعوها فإنها مأموره )
فلم تزل تسير في فجاج المدينه وسككها حتى وصلت إلى مربد لغلامين يتيمين من بني النجار أمام دار أبي أيوب الأنصاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هاهنا المنزل إن شاء الله )
وجاء أبو أيوب فاحتمل الرحل إلى بيته وخرجت ولائد بني النجار( فيمايرويه ابن هشام )فرِحات بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم وجواره لهن وهن ينشدن :

نحن جوار من بني النجار ............... ياحبذا محمد من جار

فقال عليه السلام لهن ( أتحببنني )؟ فقلن ( نعم ) فقال : ( الله يعلم أن قلبي يحبكن )


واأيضا هُناك من كان يبغضه قبل ان يعرفه وحين عرفه أصبح احب الناس الى قلبه ...

قال ابو محذوره ( خرجت في نفر فكُنا ببعض الطريق فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه متنكبون فصرخنا نحكيه نهزأ به فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلينا قوما فأقعدونا بين يديه , فقال : أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع ؟ فأشار إلي القوم كلهم وصدقوا , فأرسل كلهم وحبسني وقال لي : قم فأذن , فقمت ولاشئ اكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ممايأمرني به , فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه , فقال : قل الله أكبر الله أكبر ... ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شئ من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة , ثم أمرّها على وجهه , ثم على ثدييه , ثم على كبده , ثم بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة , ثم قال : بارك الله لك وبارك عليك , فقلت يارسول الله , أمرتني بالتأذين بمكه , قال : نعم ... قد أمرتك فذهب كل شئ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية , وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم )

أحسن لجاره اليهودي وعاده في مرضه فكان ذلك سبب في إسلام ذلك الجار ...

هل عرفوه أولئك ... هل عرفوا ماهو عليه من خُلق نبيل ...

لم يعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .... لا لم يعرفوه

علمنا الحب ... والصدق .. والوفاء .. والامانه ... والعدل ... والاحسان
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايُحب لنفسه ))


حث على احترام الكبير والعطف على الصغير .. حث على صلة الرحم ...

وكان من عطفه على الصغار وإحسانه لهم أنه خرج يوماً وأمامه بنت أبي العاص على عاتقه فصلى فكان إذا ركع وضعها وإذا رجع رفعها

أرايتم مثل هذا الانسان برحمته وعطفه ...

حتى البهائم والحيوانات امرنا برحمتها وعدم إيذاءها والقسوة عليها
قال بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم
( مامن مسلم غرس غرساً فأكل منه إنسان أو دابه , إلا كان له صدقه )

أوصانا بالجار خيرا
قال عليه أفضل الصلاة والسلام
( مازال جبريل يوصيني بالجار , حتى ظننت انه سيورثه )

وكان صلى الله عليه وسلم يقول :
( يانساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاه )

حث على مخاطبة الناس بالكلام الطيب
( الكلمة الطيبه صدقه )

علمنا الكثير بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ...

لم يعرفوا محمداً لم يعرفوا نبيبنا ... لم يعرفوا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

الحادثة التي وقعت ... هي ماتدل على ذلك .


لنُعّرفهم من هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به في قولنا في فعلنا وبنشر سيرته...

تجرؤا على فعلهم ولكن الله سينصره .... فهو حبيبه وهو رسوله وهو خير البشريه ..أكرم خلق الله واطهرهم
هو من علمنا الفضيله ... فما نحن بعد محمد صلى الله عليه وسلم

أُتهم حين دعوته بانه شاعر .. وأُتهم بانه كاهن ... ولكن الله ابطل كيدهم وقولهم
قال عزوجل ( ( إنه لقول رسول كريم * وماهو بقول شاعر قليلاً ماتؤمنون * ولابقول كاهن قليلاً ماتذكرون * تنزيل من رب العالمين ))

وقد قال عزوجل ( وإنك لعلى خُلقٍ عظيم )


قال صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى
أكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين)

فلننصر حبيبنا باتباع سنته ونشرها وايصالها اليهم حتى يعرفوا محمداً صلى الله عليه وسلم حق المعرفه ..


أسأل الله ان يثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخره

وأساله سبحانه ان يغفر لنا تقصيرنا .. وان يبلغنا شفاعته صلى الله عليه وسلم ويجمعنا به

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدا عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عنه الغافلون



إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي
وسبحانك اللهم وبحمد أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك اللهم واتوب إليك
والحمد لله رب العالمين