بين يوم وآخر تتبدل الأحول وتتغير النفوس، فمن كان مسالما بالأمس القريب يتحول بفعل الضغوط والتهميش والانفلات إلى شخصية عدوانية تميل إلى العنف وتبرره وتقوم به متى سنحت لها الفرصة، ويشرح خبراء علم النفس بتوسع أسباب هذا التحول الجذرى فى الشخصيات الذى نشهده مؤخرًا حتى داخل دائرة معارفنا وأصدقائنا المقربين.

الدكتور هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، يقول إن هناك عدة أسباب تقف وراء تحول شخص عاش طوال حياته مسالما ومتسامحا إلى شخص عنيف ودموى، ومن بينها أن التعرض لظلم مجحف يتعرض فيه للإهانة أو تزيد الضغوط عليه بشكل يدعو للانفجار بعد فترة.

بينما يقول دكتور مينا جورجى، نائب مدير قسم التأهيل فى مستشفى الصحة النفسية فى العباسية، أن أى ضغط عصبى أو نفسى من الممكن أن يغير أى شخص، إضافة إلى أن الانفلات والتسيب الذى أعقب الثورة يمكنه أن يخرج العنف الكامن داخل الأشخاص بصور متعددة وهناك من يعبر عن العنف فى الرسم أو الموسيقى والغناء وهناك من يتجه إلى التصرفات العدوانية متى سنحت له الفرصة.

ويضيف "جورجى" أن مشاهدة الشخص للعنف بشكل مستمر على قنوات التليفزيون وكأنه أصبح أمرا طبيعيا ومعتاد عليه يجعل أى شخص مسالم يتأثر بما يراه ويحفزه أن يقوم بتصرفات عنيفة فى حياته اليومية، وأى شخص عرضة للقيام بالعنف تحت تأثير ظروف معينة.