معالجة الأخطاء فن له قواعد، لابد أن ندرك أهميته، محاولين الالتزام بهذه القواعد واتباعها، فهذا يساعدنا على أن نكسب أنفسنا أثناء تعاملاتنا مع ما يصادفنا من مضايقات أو منغصات من الآخرين، على أن نتعامل معها بحكمة غير مندفعين بانفعالات الغضب، فالناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم.

هذا ما أشار له الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، توضيحاً لأهمية القواعد النفسية لمعالجة الأخطاء، والتى أولها الابتعاد عن اللوم للمخطئ، فهو لا يأتى بخير غالباً، بل يأتى بنتائج سلبية لأن اللوم يحطم كبرياء النفس، بل عليك بإزالة الضباب عن عين المخطئ، لأنه لا يشعر بالخطأ فكيف يتقبل اللوم والعتاب، وهو سليم الموقف من وجهة نظره.

وأضاف "هارون"، والقاعدة الثانية هو اختيار أسلوب التوجيه، بإمكانك استخدام العبارات اللطيفة مثل "لو فعلت كذا لكان أفضل"، "ما رأيك فى أن تفعل كذا" بدلاً من "يا قليل الذوق"، "كم مرة قلت لك كذا.. ألا تسمع"، فرق شاسع بين الأسلوبين، فاحترام الآخر يساعده على الاعتراف بالخطأ، وتذكر أن الكلمة القاسية فى العتاب لها كلمة طيبة ترادفها تؤدى نفسى المعنى.

وتابع هارون، ما كان الرفق فى شىء إلا زانه، وكلنا نذكر قصة الأعرابى الذى بال فى المسجد وكيف عالج النبى (ص) هذا الموقف، ضع نفسك مكان المخطئ وابحث أى الاختيارات أنسب وأقرب له، وحاول أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه، ثم اعرض عليه الاختيار الأنسب له ليختاره.

القاعدة الثالثة هى البحث وراء الخطأ والمخطئ بافتراض حسن الظن قبل الحكم عليه بأنه مخطئ، كأن تقول "وصلنى أنك فعلت كذا ولا أظنه يصدر منك"، تاركاً الجدال لأنه يستفز المخطئ ويسد عليه باب الرجوع والاعتراف، وامدح كثيراً القليل من الإيجابيات عند الشخص حتى يتقبل نقدك، وهون الخطأ لتزرع بصاحبه الثقة بالنفس، غير باحث عن الأخطاء الخفية، فيجب عليك أن تعالج ولا تحاسب.