الكثير من الآباء والأمهات يفرقون بشكل ملحوظ فى التعامل بين الأخوة وبشكل سلبى للغاية، وتقول آية العزب، الاستشارى الأسرى والتربوى، أن التفرقة بين الأبناء تكون بشكل متعمد أو غير متعمد وهذا يكون على قدر وعى الآباء وتفهمهم.

وتوضح "قد تولى الأم الأخ الأكبر مسئولية إخوته الصغار منه نيابة عن الأب الغائب ظنًا أن ذلك يجعله رجلا حقيقيا، ولكن هذا لا يكون إلا على حساب طفولته أو يغدق الأب حنانًا على البنت الصغرى دون أخواتها ظنًا منه أنه قد يموت ويتركها فيكون ذلك تعويضًا مسبق لها عما سيحدث لها دون النظر للآثار المترتبة على ذلك من كراهية إخوتها لها، نتيجة "التفرقة السلبية".

وتشير إلى أن هناك علامات واضحة على آثار التفرقة السلبية بين الأبناء، تكون كصافرة إنذار لتنبيه الآباء والأمهات، فإذا انتبهوا لها سيدركون الخسائر المبكرة التى قد يتطور بها الأمر إلى ما هو أكبر.

وتتابع "هناك تفرقة إيجابية بين الأبناء، وهى تتمثل فى التفرقة بين الولد والبنت فى غرس القيم والمبادئ على حسب النوع، فيكون تعميق قيمة الحياء عند البنت وقيمة الشجاعة والاعتماد على النفس عند الولد، مع عدم التفرقة فى إعطائهم الحب، الحنان، العطف، العطاء، الثواب والعقاب دون النظر لنوع الطفل، وضرورى للغاية أن يركز الآباء على تلك النقطة، لأنها عامل رئيسى فى تكوين الشكل النهائى لشخصية الأبناء وتوازنهم النفسى، وأيضا على شكل العلاقة الأخوية وصحتها بينهم ونظرة الأبناء لذويهم ومكانتهم عندهم، وتباعًا نظرتهم للمجتمع الخارجى ومدى صحتهم فى التعامل مع أفراده على السواء.