إن النجاح في الحياة يتطلب ذكاء منوعا وينبغي توجيه الفرد من الصغر ومساعدته نحو المجالات التي تتناسب وأوجه التميز لدية لتحقيق الرضا والكفاءة ليشعر بالإشباع النفسي والتمكن وبدلا من أن نوجه معظم طاقاتنا وجهدنا نحو ترتيب الأطفال أو الأشخاص علينا أن نكتشف أوجه الكفاءة والموهبة الطبيعية لدى كل منهم والعمل على تنميتها من خلال الطرق والقدرات المختلفة التي تساعد على النجاح وتحقيق الذات ونمو الشخصية.

وهناك العديد من القدرات لدى الفرد أو الذكاء المتنوع منها :

الذكاء اللغوي أو البراعة اللفظية: وتتضمن القدرة على استخدام الكلمات بأشكال مختلفة ومعالجة البناء اللغوي والتعامل بها والتذكر لها وتوضيحها.

الذكاء المنطقي أو الرياضي: ويعني استخدام الأرقام بكفاءة والقدرة علي التفكير المنطقي وإدراك العلاقات المنطقية المختلفة .

الذكاء المكاني : وهو إدراك العالم البصري بدقة والقيام بعمل تحولات بناء على ذلك الإدراك والحساسية للألوان والخطوط والأشكال والحيز والعلاقات بينها والتصور البصري والفكري.

الذكاء الجسمي والحركي: وهو الخبرة باستخدام الطرق الجسمية للتعبير عن الأفكار والمشاعر.

الذكاء الاجتماعي: وهو القدرة على إدراك العلاقات مع الآخرين والتمييز بينها والحكم الصحيح عليها وفهم دوافعها ومؤشراتها الاجتماعية .

الذكاء الموسيقي: وهو القدرة على إدراك الموسيقى وتذوقها وتحليلها.

الذكاء الشخصي الداخلي: وهو القدرة على التصرف المتوائم مع المعرفة وتكوين تصور دقيق عن النفس وجوانبها.

بناء على ذلك نجد أن علي الإنسان أن يتعرف وينمي هذه الجوانب من خلال عدة مجالات وطرق ومن بينها ما يمكن لنا أن نقترحه مثل :

1- أن يعرف الإنسان عواطفه والوعي بها ووقت حدوثها ويتحكم فيها ورصد مشاعر الآخرين ومعرفة مؤشراتها.

2- التعامل الايجابي المرن مع هذه العواطف والقدرة علي تهدئة النفس والتخلص من القلق الشديد أو التهجم أو سرعة الاستثارة ونتائجها المدمرة على الفرد والآخرين .

3- تحفيز النفس: أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما أو أمر مهم للفرد والجماعة ومنها تأجيل الإشباع وهو أساس كل انجاز .
4- التعرف على عواطف الآخرين ومشاعرهم أو ما يعرف بالتقمص الوجداني empathy وهو مقدرة الفرد على الوعي بانفعالات الآخرين والوصول إلى درجة الإيثار والخيرية في التعامل معها.

5- توجيه المهارات الاجتماعية : وهو فن العلاقات الاجتماعية القائم علي المهارات في تطويع العواطف مع الآخرين والكفاءة الاجتماعية والمهارات الشخصية المتميزة التي تلزم في التعامل مع الآخرين والوصول إلى القبول والشعبية والقيادة والفاعلية في بناء الصلات الاجتماعية مع الآخرين .

ومن الطبيعي أن يختلف الناس في قدراتهم في هذه المجالات .فقد يكون ا لبعض ذكيا في معالجته لحالات القلق التي تنتابه ولكنة لا يستطيع أن يخفف شعور شخص ما بالملل أو الضجر وأن أهمية الوعي بالذات ومعرفة النفس تعتبر حجر الزاوية في الذكاء الانفعالي ويشمل ذلك الوعي بالذات وإدراك الحالة المزاجية للفرد والتفكير فيها بشكل جيد وتقييمها بشكل موضوعي ولكن لا يكون محايدا تماما .

ولابد أن نذكر هنا بأهمية عنصر الإرادة أو الدافعية وهو أحد العناصر الرئيسة والحيوية في الذكاء الانفعالي بحيث يكون لدى الفرد هدف موجه يسعى نحوه بقوة ولديه الحماس له والمثابرة عليه والسعي المستمر لتحقيقه .

ويعد عنصر المهارات الاجتماعية من العناصر الهامة للذكاء الاجتماعي بل والأساسية له والتي ينبغي على الفرد تعلمها ومنها مثلا مهارة تهدئة النفس حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الأصحاء نفسيا يتمتعون بعاطفة سليمة ويتعلمون كيف يهدئون أنفسهم بالتعامل مع ذاتهم مثلما يفعل معهم الناجحون. وبهذا يكون عرضة أقل لتقلبات المخ الانفعالي . كما تشمل هذه المهارات موهبة التعاطف مع الآخرين والتواصل الإيجابي معهم والقدرة على اكتشاف مشاعرهم والتنبؤ بها ببصيرة نافذة ومعرفة اتجاهاتهم ودوافعهم وكيف يشعرون . ويؤدي هذا إلى النجاح في إقامة علاقات متميزة وحميمة والإحساس بالوئام والنجاح في الحياة .

إن القدرة علي السيطرة على الانفعالات هي أساس الإرادة وأساس من أسس الشخصية القوية والقويمة وعلى النحو نفسه فإن أساس مشاعر الإيثار إنما تكمن في التعاطف الوجداني مع الآخرين أي القدرة على قراءة عواطفهم أما العجز عن الإحساس بحاجات الآخرين أو مشاعرهم فمعناه اللامبالاة بهم .كما أن على الإنسان أن يدير عواطفه وفقا لأهدافه وهي أيضا حاجة أساسية تقود إلى التفكير والقيم والبقاء وإذا مورست بشكل جيد تنتج الحكمة والمشكلة كما يقول أرسطو ليست في حالة العاطفة ولكن في سلامتها وكيفية التعبير عنها .