كان رجلا طويل القامة، عريض المنكبين، مفتول الذراعين، عالى الجبهة، غزير الشعر واسع العينين، عاش الطفيل بن عمرو الدوسى حياة واسعة الرزق، كثيرة الخير، لم يعرف صعوبة العيش، أو تقلب الأزمان، تتوافد عليه القبائل لتحمل من قوافله الخير وتتبادل معه التجارة، وكان مصدرا اقتصاديا مهما لقريش ورجالها، واعتمدوا عليه اعتمادا كليا فى دعم القبيلة ماديا.



قبل أن يفتح الله على "الطفيل" بالدخول فى الإسلام، خشى المشركون أن تؤثر عليه كلمات نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، وحذروه من التعرض لها، وأوهموه أنه شاعر ساحر، يفرق بكلماته بين المرء وأخيه، والزوج وزوجته، فأثرت كلماتهم على مسامعه وعزم على حشو أذنيه قطنا طوال فترة تواجده فى الطريق خوفا من التعرض لكلمات رسول الله، وحينها أطلقت قريش لقب "ذو القطنين".



أما عن قصة إسلام "الطفيل"، فبدأت حينما مر من أمام بيت الله الحرام فوجد محمد صلى الله عليه وسلم يصلى، فاقترب منه فلم يسمع شيئا بسبب القطن الذى يملأ أذنيه، فقال فى نفسه: "وآثكل أمى، والله إنى لرجل لبيب شاعر كما يخفى على الحسن من القبيح، فما يمنعنى من أن أسمع ما هذا الرجل وما يقول".



فاقترب من النبى محمد، وقص عليه سبب عدم سماعه لكلماته الطيبة، وما فعله قومه لتخويفه منه، فتلا النبى بعضا من آيات الذكر الحكيم من سورة فصلت الآية 3، فنطق الطفيل بالشهادتين.