أكد الدكتور مدحت عبد الحميد أبوزيد أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية، أن المقعد الساخن هو أحد الفنيات العلاجية التى يطبقها المعالج أثناء العلاج، وذلك فى إطار مجموعة من المرضى، حيث يقوم كل فرد من أفراد هذه المجموعة العلاجية بطرح أسئلة على من يجلس على المقعد الساخن، ثم يتم التبادل بين الأفراد، وقد سمى بهذا الاسم، لأن الفرد الذى يجلس عليه قد يتعرض للنقد أو الهجوم أو لأسئلة محرجة من قبل الآخرين، وتعد هذه الفنية خبرة انفعالية علاجية ذات شحنات متعددة من التفاعل اللفظى العميق بين فرد أو أكثر وسط مجموعة علاجية من المرضى بغرض التوصل إلى الآتى: قياس قدرة المريض على تحمل الألم، وتقدير مدى تقبل المريض للنقد والهجاء، وقياس قدرته على مواجهة موقف ضاغط، وتقدير مستوى مواجهة الذات، وتبصير المريض بفشل آليات دفاعه، وإشباع حاجة المريض الكامنة للمواجهة (قد تكون حاجة كامنة أو ظاهرة)، وزيادة إدراك المريض بنقائصه وعيوبه، ومساعدة المريض على التعرف إلى متغيرات أخرى قد تكون خافية عليه، أو غير ظاهرة على المستوى الشعورى والإدراكى والذهنى له، ومساعدة المريض فى حل مشكلاته.

تابع أبو زيد يعد المقعد الساخن تجربة ساخنة لإنضاج المكونات غير المكتملة فى الشخصية والسلوك، وربط المريض بالواقع وإعادته إلى حظيرة الحاضر والراهن، وإضعاف قدرته على الهروب الوهمى من المشكلة، ومساعدة المريض فى محاولة التحرر النسبى من دفاعاته الخاطئة. والمقعد الساخن يعد رسالة علاجية للشخص الجالس على المقعد، وللآخرين من أعضاء الجماعة العلاجية بأن الصدق مع الذات، ومصارحة الذات والآخرين يعد من أهم القنوات العلاجية التى تيسر الشفاء من العلل النفسية.

ومن الملاحظ أنه إذا كانت الجلسة مركزة على فرد واحد على المقعد الساخن تصبح أكثر حرجًا لهذا الفرد، عما إذا كانت مركزة على أكثر من فرد وأكثر من مقعد ساخن فى آن واحد، فإن هذا من شأنه أن يشعر الأفراد على المقعد الساخن بالارتياح النسبى، لأن الحوار الحار أصبح موزعًا على أكثر من فرد أو قد يحدث العكس؛ فنرى أن أحد الأفراد على المقعد الساخن يدلى باعترافات تدين شخصًا آخر على المقعد الساخن المجاور له، فتزيد من ارتباكه وتوتره وقلقه، لأن الشخص المجاور له سوف يفضى سريعًا بما يود هو أن يبقيه سرًا.