ربما لن يتفاجأ البعض عندما يعلمون أن معظم منتجى مستحضرات التجميل، يضعون حبيبات بلاستيكية صغيرة جدا، أو ما تسمى "حبيبات الميكروبلاستيك" فى منتجات "تقشير" جلد الوجه، لأن لها تأثير منظف، لكن ربما ستكون المفاجأة الكبرى هى أن حبيبات الميكروبلاستيك هذه تضاف إلى معاجين الأسنان أيضا لأنها تنظف دون أن تضر مينا الأسنان، فهى حبيبات ناعمة.. كما توجد حبيبات الميكروبلاستيك أيضا فى معظم منتجات العناية بالشفاة والماسكارا والماكياج.


ذكر موقع "Deutsche Welle" أن من يقرأ فقرة المكونات المكتوبة على أنبوبة كريم تقشير البشرة، أو عبوات مستحضرات التجميل، أو أنبوبة معجون الأسنان، سيجد فى كثير منها مصطلحات مثل البولى إيثيلين (PE) أو البولى بروبيلين (PP)، وهذه ليست سوى مسميات لمواد مستخرجة من البلاستيك.

وأشار إلى أن القضية أكبر من أن تقف عند حدود أدوات التجميل، فالبلاستيك يتسلل فى نهاية المطاف إلى الأنهار والبحار عبر مياه الصرف، لذلك تدعم جهات حكومية فى ألمانيا مشروعا لقياس نسبة البلاستيك الموجود فى مياه بحر الشمال وبحر البلطيق أطلق عليه اسم "ميكروبلاست"، لأن السياسة فى ألمانيا تريد الحصول على معلومات موثوق منها قبل اتخاذ قرارات يحتمل أن تمنع من خلالها استخدام الميكروبلاستيك.


ووفقا لمنظمة "نابو" لحماية البيئة، فإن أكثر من 20 طنا من النفايات البلاستيكية تتسلل سنويا إلى بحر الشمال، وبمرور الوقت تتحلل هذه الكمية إلى جزيئات أصغر وأصغر، ويؤكد المهندس مارتين لودر على أن نسبة البلاستيك فى بحر الشمال ستزيد فى السنوات المقبلة، وكالمغناطيس تجذب حبيبات الميكروبلاستيك الملوثات الموجودة فى المياه مثل مبيدات الآفات الزراعية والمواد الكيميائية الصناعية، لهذا فالأسماك والحيوانات البحرية الأخرى لا تبتلع البلاستيك فحسب، بل تبتلع معه أيضا خليطا ساما شديد التركيز، يصل إلى بطون البشر فى نهاية المطاف.