كيف تستخدم عقاب الإقصاء لتأديب الطفل؟



العقاب لا يقصد به إيذاء الطفل، بل يعتبر أحد الأشكال لتوقف الطفل عن الأفعال السلبية، ولا يقصد بالعقاب الضرب، أو الإيذاء البدنى، فذلك أحد أنواع العقاب، ولا يجب أن يتم اتخاذه فى بادئ الأمر كأحد أساليب العقاب.

وتقول دكتورة مى مدحت رمزى، أخصائية العلاج النفسى والسلوكى للأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة للطب النفسى، إن الهدف من العقاب، هو أن يقوم الطفل بالارتباط الشرطى بين العقاب والسلوك السيئ، ولا يمكن أن يكون العقاب دائما، أو لا يتناسب مع حجم الخطأ، بل يجب أن يكون مناسبا لسن وحجم الخطأ

وأضافت مى أن العقاب قد يكون له أشكال كثيرة، مثل إقصاء الطفل، أو التجاهل السلوك السيئ، أو رفض التحدث، أو تذنيب الطفل لمدة معينة، إلا أن كل عقاب له بعض الفنيات التى يجب اتباعها، لسببين الأول، حتى يتعلم الطفل التوقف عن السلوك السيئ، والسبب الثانى عدم إيذاء الطفل نفسيا لفترة طويلة.

وأوضحت مى عند استخدام، طريقة الإبعاد أو الإقصاء، Time Outوهو إجراء عقابى يهدف إلى تقليل السلوك غير المقبول، ويقوم على افتراض أن السلوكيات غير المرغوبة، التى يأتيها الطفل تحدث نتيجة وجود دعم من الأشخاص الذين حوله.

وتابعت مى قائلة وعلى سبيل المثال الطفل، الذى يتحدث ويضحك فى الفصل (وهذا سلوك غير مرغوب فيه)، فإن ابتسامات الطلاب الآخرين تدعم هذا السلوك وتشجعه لدى الطالب ويعتبر هذا تعزيز ودعم لسلوك خطأ، لذلك يستخدم عقاب الإقصاء أى إبعاد الطفل كأحد وسائل العقاب.

وهنا استكملت مى، ولكى يتم إبعاد وإقصاء الطالب المسيئ يجب أن يكون هناك عدة نقاط.
1. إبعاد الطفل عن مصادر المدعمة لسلوك السيئ.
2. حجز الطفل فى مكان بعيد لمدة مؤقتة ومحدودة بعد تأدية السلوك غير المرغوب.
3. أما إبعاد الطفل عن مصادر التعزيز فيكون فى غرفة خاصة لا يتوفر فيها التعزيز.

وتجب مراعاة عدة عوامل منها استخدام مكان معدوم المتعة أو الأهمية بالنسبة له، فلا يجب أن يحتوى على ألعاب أو رسوم أو أى شىء من هذا القبيل حتى لا يصبح السلوك السيئ أحد الأسباب للحصول على مغيرات الأمور.

وأضافت كما يجب القيام بعملية الإبعاد بهدوء قدر الإمكان وعدم الدخول فى مناقشة مطولة، ويكفى تذكيره فقط بأن ما فعله جزاؤه الإقصاء، مشيرة إلى أن استخدام هذا النوع من العقاب، يجب أن يكون بعد استنفاد الفنيات الإيجابية، وعدم استخدامها مع الحالات التى تخاف من الانفراد، والحبس كما يفضل تعزيز السلوك المرغوب المضاد للسلوك الخاطئ مع الإقصاء.

وتابعت مى أن الإسراع فى تنفيذ الإقصاء ضرورية، حتى يتمكن الطفل من الربط بين الإقصاء والسلوك، وتستخدم هذه الفنية كثيرا مع الأطفال أكثر من البالغين، وتستخدم لحل المشكلات السلوكية داخل الفصل مثل العدوانية، المشاكسة، الثرثرة والتخريب.