النتائج 1 إلى 2 من 2
- 22-03-2014, 10:05 AM #1
تعرف على مفاتيح الشخصية القوية "السوية"
إن الشخصية القوية تعنى بالمفهوم الصحيح للشخصية السوية، وليست المسيطرة أو العنيفة أو المخادعة أو الناقدة، كما قال الدكتور جميل صبحى استشارى الأمراض النفسية والعصبية، فهذا الشخص يشعر بقدر كاف من الأمان والحب والقبول، لذلك لا يسعى للسيطرة على الآخرين سواء بالعنف أو النقد أو فرض الرأى أو الإهانة والانفعال الزائد، ويتميز بالقدرة على العطاء للآخرين بدون انتظار الرد منهم مقابل عطائه، ويستطيع الأخذ منهم فى حدود قدراتهم بدون الإحساس بالمهانة أو الضعف أو الإحباط، أو أن يفرض عليهم أسلوب معين فى عطائهم له، ويتقبل كل إنسان كما هو.
ولفت صبحى إلى أن صاحب الشخصية السوية من السهل أن يأخذ ويعطى من خلال علاقاته الإنسانية، دون استغلال أحد أو أن يترك فرصة كى يستغله أحد، ويستطيع أن يقترب من الآخرين، ويكون صداقات معهم بطبيعته الشخصية دون أن يتسول الحب أو القبول منهم، ويضع حدودا سليمة مع البعض الآخر نتيجة اختلافهم عنه بدون رفض أو تجاهل لهم.
يؤمن أن الحب الحقيقى لا ينمو فى القيود أو بالتحكم فى حياة الآخرين ولا بفرض أسلوبه وطريقته على الآخرين، ويثق بنفسه وبالآخرين ويتقبل ضعفه وقوته كما يتقبل الآخرين، كذلك يعاتب بحكمه وحوار ويغفر ويحتمل فى حدود قدراته، مركز تحكمه فى سلوكه ينبع من داخله وليس من الآخرين أو الظروف، ومقتنع أنه الموجه والمتحكم فى سلوكه وانفعالاته وتعاملاته وليس رد فعل لتصرفات الآخرين، ويحب تقديم المساعدة لهم، ويكفيه رضاؤه عن نفسه، ولا يحتاج إلى ثنائهم ومديحهم له ولا يرغب فى السيطرة والتحكم مقابل هذا العطاء.
وتابع جميل "وإذا أساء وأخطأ التصرف لا يلقى اللوم عليهم ولا يعتقد أنهم دفعوه لهذه الحماقة، ولكن يحاول معرفة أسباب ضعفه ويعدلها، ويؤمن أنه المسئول الوحيد عن حياته وسعادته وعلاقاته وليس الآخرين، وهو يدرك أن أسباب ضعفه تكمن فى تأثير مشاكل الطفولة والماضى عليه، فيحاول تعديلها من مراجعة الذات، ولا يحاول تعويضها فى الحاضر من خلال الآخرين.
- 22-03-2014, 11:11 AM #2
السلام عليكم
قدوتنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
عن عائشة -رضي الله عنها- في هجرة النبي قالت: وأمر -تعني رسول الله - عليًّا أن يتخلف عنه بمكة؛ حتى يؤدِّيَ عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس. وكان رسول الله وليس بمكة أحدٌ عنده شيء يُخشى عليه إلا وضعه عنده؛ لما يُعلم من صدقه وأمانته... فخرج رسول الله ، وأقام علي بن أبي طالب ثلاث ليالٍ وأيامها؛ حتى أدَّى عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لَحِق رسولَ الله [1].
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسوق داخلاً من بعض العالية والناس كنفته، فمر بجديٍّ أسكَّ[1] ميِّتٍ فتناوله، فأخذ بأذنه ثم قال: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ". فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به. قال: "أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ". قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه؛ لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: "فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ"
عن أنس بن مالك قال: مر بنا في مسجد بني رفاعة فسمعته يقول: كان النبي إذا مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها، ثم قال: كان النبي عروسًا بزينب، فقالت لي أم سليم: لو أهدينا لرسول الله هدية. فقلت لها: افعلي.
فعمدت إلى تمرٍ وسمن وأقط، فاتخذت حَيْسة في بُرمة فأرسلت بها معي إليه، فانطلقت بها إليه، فقال لي: "ضَعْهَا". ثم أمرني فقال: "ادْعُ لِي رِجَالاً -سَمَّاهُمْ- وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ".
قال: ففعلت الذي أمرني، فرجعت فإذا البيت غاص بأهله، فرأيت النبي وضع يديه على تلك الحيسة وتكلم بها ما شاء الله، ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم: "اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ".
قال: حتى تصدعوا كلهم عنها، فخرج منهم من خرج وبقي نفر يتحدثون. قال: وجعلت أغتمُّ ثم خرج النبي نحو الحجرات، وخرجت في إثره فقلت: إنهم قد ذهبوا. فرجع فدخل البيت، وأرخى الستر وإني لفي الحجرة وهو يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53]
عن موسى بن أنس، عن أبيه قال: "ما سُئل رسول الله على الإسلام شيئًا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبليْن، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة"
وليس هناك من رسول قامت له أدلة الصدق، وبراهينه ما قامت لخاتم الرسل محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه. وقلنا إن مدارسة أدلة صدق الرسول تزيد أهل الإيمان إيماناً وتثبيتاً، وتفتح الطريق أمام المترددين والشاكين، بل والمعاندين والجاحدين لعلهم أن يرفعوا عن أعينهم الغشاوة، وعن قلوبهم الأقفال، وإلا فهي حجة الله تدمغهم، وتقطع عذرهم يوم لا ينفع الاعتذار، وتزيد في مقتهم أنفسهم مقتاً يوم يقولون: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } سورة الملك آية 10
وهذا -بحمد الله- أوان بيان جملة من الدلالات مما تقر به أعين المؤمنين، وترغم به أنوف الكافرين على صدق الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله وخاتم النبيين حقاً وصدقاً.
فلنتأمل الحقائق في كتاب الله وأحاديث رسوله صلي الله عله وسلم والذي قال فيه عز من قائل..
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) }
سورة النجم